تقارير إنسانية عن الواقع السوري
واحد وعشرون قتيلاً تحت التعذيب في ثلاثة أيام فقط، والأمم المتحدة تطالب بتوطين مئة ألف لاجئ سوري في أوربا
كمال السروجي
مليون نازح يضافون إلى سكان الساحل السوري
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عدد سكان المناطق الساحلية المستقرة في سوريا، ارتفع بنسبة 50% ، مع تزايد أعداد النازحين الذين فروا من أعمال العنف المستمرة في بقية المحافظات السورية.
وحذر المهندس المائي في الصليب الأحمر الدولي باتريك لويزييه من أن موجة النزوح قد تؤدي إلى صعوبات لدى النازحين والمجتمعات المضيفة على السواء. لافتاً إلى استنفاد الموارد المحلية إلى أقصى درجة. وأضاف لويزييه أن السلطات تكافح لمواكبة التدفقات الأخيرة من الأسر التي فرت من حلب والمناطق الأخرى المتضررة مباشرة من جراء أعمال العنف.
وانتقل إلى اللاذقية وطرطوس منذ بداية النزاع منتصف 2011، نحو مليون شخص، مما أدى إلى تضخم عدد السكان المحليين بنسبة 50 %. وأكد لويزييه الذي يعمل في طرطوس، أن عائلات كثيرة تصل إلى المدينة ومعها أشياء زهيدة للغاية، وتتسم ظروف المعيشة في معظم الملاجئ بصعوبة بالغة. وأشار إلى أن الأولوية حاليا بالنسبة للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري هي تحسين فرص مجتمعات النازحين في الحصول على المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية.
وفي حين تقيم غالبية هؤلاء النازحين في ملاجئ مؤقتة أو مخيمات عشوائية، تسعى اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى توزيع المواد الغذائية والحاجات الأساسية على النازحين بالتعاون مع الهلال الأحمر، إذ قدمت مساعدات إلى نحو 160 ألف نازح في طرطوس واللاذقية في حزيران الماضي.
وتتنوع الفئات التي نزحت إلى الساحل السوري، بين رؤوس الأموال التي نقلت منشآتها إلى الساحل السوري، وخصوصاً مدينة اللاذقية، وصولاً إلى الطبقة الفقيرة التي فقدت كل شئ، ولم تجد سبيلاً لاستمرار حياتها سوى التطوع مع قوات النظام وجيش الدفاع الوطني.
إطلاق سراح 694 معتقلاً من أصل 215 ألف
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الإفراج عن 694 معتقل من سجون النظام، حتى تاريخ العاشر من حزيران 2014، على خلفية العفو الرئاسي الذي أصدره بشار الأسد، في أعقاب ما دعي بالانتخابات الرئاسية التي عقدت في الثالث من حزيران الماضي. ولم يفرج عن أحد بعد هذا التاريخ ممن شملهم المرسوم الرئاسي.
وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعداد المعتقلين لدى السلطات السورية داخل مراكز الاحتجاز النظامية وغير النظامية، بما لا يقل عن 215 ألف معتقل، من ضمنهم 85 ألف هم في عداد المفقودين قسرياً.
إضافة إلى ذلك وثقت الشبكة، اعتقال مالايقل عن 109 أشخاص مدنيين، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من إصدار العفو، ومن بين المعتقلين سبع نساء.
الأمم المتحدة تطالب بإعادة توطين مئة ألف سوري خلال عامين
طالبت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الدول الأوروبية بتوفير التوطين الدائم لمئة ألف سوري خلال العامين المقبلين، لتخفيف الأعباء عن دول الشرق الأوسط التي تستقبل معظم اللاجئين السوريين.
وأضاف مكتب المفوضية، أنه بينما فر 2.9 مليون سوري إلى تركيا والأردن والعراق ومصر، فإن دولاً في أوروبا استقبلت 123 ألف شخص فقط.
وحثت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمينج، الدول الأوروبية على تقاسم الأعباء.
وأضافت: "هذا يشمل تعزيز الطرق القانونية لوصول اللاجئين السوريين إلى أوروبا".
كما أكدت على أن الدول لا يتعين عليها فحسب أن تقبل السوريين كلاجئين، لكن يتعين عليها أيضاً أن تدرس خيارات أخرى، مثل إعادة توطينهم بشكل دائم وقبولهم لأسباب إنسانية، وكذلك منحهم تأشيرات عمل ودراسة.
وأضافت المفوضية أنها قلقة بشكل خاص من أن العديد من دول شرق وجنوب أوروبا تعيد طالبي اللجوء عند حدود بلادهم البرية والبحرية، مشيرةً بذلك إلى بلغاريا وقبرص واليونان وإسبانيا وألبانيا والجبل الأسود وروسيا وصربيا وأوكرانيا.
وفي سياق متصل قالت وزارة الخارجية النمساوية، أن 1719 مواطناً سورياً تقدموا بطلبات لجوء إلى الجهات المعنية النمساوية، بالإضافة إلى 500 لاجئ سوري تم قبول طلباتهم لأسبابٍ إنسانية.
وطالبت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكللايتنر، بتوزيع اللاجئين السوريين بشكل عادل على دول الاتحاد الأوروبي، بعد أن أسفرت الأوضاع المتفاقمة والحرب المحتدمة فى سوريا عن حدوث زيادة كبيرة فى أعداد اللاجئين السوريين الوافدين إلى النمسا، بشكل ساهم في زيادة عدد اللاجئين بشكل عام فى النمسا بواقع 3% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق 2013.
وعلى الصعيد الأوروبي، توقع خبراء شؤون الهجرة زيادة عدد اللاجئين السوريين على مستوى دول أوروبا خلال العام الجاري، مرجعين السبب إلى الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، وهى القضية التي تشغل وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبى، كما ظهر فى اجتماعهم الأخير الذى استضافته مدينة ميلانو الإيطالية لبحث سبل استقبال نحو 150 ألف عائلة سورية لظروف إنسانية.
النظام السوري يقتل من السوريين أكثر ما قتلت إسرائيل من أهالي غزة
ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن "عنف النظام السوري ضد المدنيين، تجاوز عنف إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، خلال نفس الفترة التي بدأت فيها عمليات قصف القطاع قبل عدة أيام.
وذكرت الشبكة أنه "في الفترة ما بين 7 و10 تموز الجاري، قتلت قوات النظام السوري ما لا يقل عن 134 مدنيا من بينهم 25 طفلا، و8 سيدات، و21 شخصاً تحت التعذيب، فيما قتلت إسرائيل جراء القصف الجوي 87 مدنيا، من بينهم 19 طفلا و12 امرأة".
ولفتت الشبكة إلى أن "النظام السوري تفوق على النظام الإسرائيلي في قتل المدنيين، وأن أرقام الضحايا الفلسطينيين مستمدة من وزارة الصحة في قطاع غزة، بينما تأتي أرقام الضحايا السوريين من توثيق فريق الشبكة".
وذكرت الشبكة أيضا أن "عمليات قتل النظام السوري، دليل صارخ، على تعمد استهداف المدنيين، مرتكبة بذلك جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية".
ولاحظ فريق توثيق الضحايا في الشبكة خلال نفس الفترة، تسجيل ارتفاع حاد في أعداد الضحايا، بسبب ظروف التعذيب في معتقلات النظام.
المرصد السوري لحقوق الإنسان يصدر إحصائية جديدة
أصدر المرصد السوري لحقوق الإنسان إحصائية جديدة، أشار فيها إلى ارتفاع حصيلة القتلى في النزاع السوري إلى أكثر من 170 ألف شخص، بينهم نحو تسعة آلاف طفل وستة آلاف امرأة.
وأوضح المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له، إنه وثق مقتل 171509 أشخاص منذ اندلاع الاحتجاجات السورية في 18 آذار 2011، تاريخ سقوط أول قتيل في محافظة درعا، حتى تاريخ الثامن من تموز 2014.
وأشار المرصد إلى أن القتلى هم 56495 مدنياً بينهم 9092 طفلاً، و65803 من عناصر القوات النظامية والمجموعات المسلحة الموالية لها، في حين بلغ عدد القتلى من المعارضة 46301، يدرج بينهم عناصر الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى 2910 قتيلاً مجهولي الهوية.
ورجح المرصد أن يكون العدد الحقيقي للقتلى في صفوف الكتائب المقاتلة السورية والقوات النظامية أكثر من ذلك، لكن يصعب عليه توثيقها بدقة، بسبب التكتم الشديد من الطرفين على الخسائر البشرية.
217 رياضياً قتلوا في سوريا على يد قوات النظام
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن أكثر من 217 رياضياً سورياً، قتلوا جراء عمليات قوات النظام العسكرية، منذ انطلاق الاحتجاجات السورية في آذار 2011، فضلا عن بتر أعضاء ما لا يقل عن 345 آخرين، فيما لا يزال 34 رياضياً معتقلين حتى الآن.
وفي تقرير للشبكة تزامن مع بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة في البرازيل ، أكدت الشبكة أن "القتلى سقطوا جراء عمليات النظام المختلفة، من قصف بري وجوي، وعمليات اقتحام، وقنص" .
وكان النظام قد أطلق سراح عميد الرياضيين السورين الفارس عدنان قصار، بعد اعتقال دام أكثر من عشرين عاماً، إثر انتصاره في لعبة الفروسية على باسل الأسد شقيق رئيس النظام الحالي بشار الأسد.