"صوَر" تحاور ميليا عيدموني مسؤولة الحملات في شبكة الصحفيات السوريات
"شبكة الصحفيات السوريات" راضيةٌ عن الأهداف التي حقّقتها
عيدموني: نعمل على بحثٍ هو الأوّل من نوعه، ولم نُقم أيَّ تدريبٍ في الداخل بسبب الوضع الأمنيّ
فريق عملنا صغيرٌ مقارنةً مع باقي المنظمات
حاورها: يوسف شيخو
بدأ مشروع "شبكة الصحفيات السوريات"، كمؤسّسةٍ غير ربحيةٍ، مستفيداً من تجربةٍ سابقةٍ لصحفياتٍ ألمانيات، ومن ثمّ جرى تطوير الفكرة لتناسب واقع حال السوريات. أطلق مشروع الشبكة، التي تأسّست على يد الصحفيّات رولا أسد ولميس الجاسم وميليا عيدموني، في العام 2012، وفي جعبة القائمين عليه مجموعة أهداف؛ على رأسها خلق ملتقىً للصحفيات السوريات للتواصل وتبادل الخبرات، وتسليط الضوء على القضايا والاهتمامات المشتركة بينهنّ، والعمل على تغيير الصورة النمطية للنساء في وسائل الإعلام، وتوفير مساحةٍ للتوعية القانونية بحقوق المرأة. لكن ما هو المشترك بين المشروعين السوريّ والألماني؟ وهل من أفكارٍ وجد القائمون على المشروع السوريّ أنه من الصعوبة تطبيقها، مراعاةً للاختلاف بين الظرفين؟
توضح ميليا عيدموني، إحدى مؤسِّسات "شبكة الصحفيات السوريات"، خلال حوارٍ مع مجلة "صوَر"، بالقول:
المشترك بين المشروعين هو الفكرة، لكننا في الشبكة قمنا بتطويرها لتناسب الحالة السورية والتوزع الجغرافيّ للصحفيات والصحفيين سواء في داخل سوريا أو في بلدان اللجوء/الجوار، بالإضافة طبعاً إلى ظهور وسائل الإعلام المحلية الجديدة بعد الثورة. كان الهدف في البداية تعزيز دور الصحفيات السوريات في المجال الإعلاميّ ودعمهنّ مباشرة، بالإضافة إلى العمل على تحسين صور النساء في الإعلام ووقف تنميط أدوارهنّ في المجتمع. ولكن، بعد الخبرة التي اكتسبناها خلال عملنا الميدانيّ، تمّ توسيع دائرة العمل بالتركيز على دعم الصحفيين والصحفيات السوريات من خلال تنمية مهاراتهم الصحفية سواء في العمل الإذاعيّ أو المكتوب أو المصوَّر، مع التركيز على تبني المساواة بين الجنسين في التغطيات الصحفية بغضّ النظر عن الموضوع أو القالب. وأصبح تركيزنا على موضوعاتٍ متعلقةٍ بالنساء السوريات، وخاصّةً مع ارتفاع عددهنّ في بلدان اللجوء وغياب التغطية الإعلامية المهنية والواقعية لقضاياهنّ، وتهميشٍ ممنهجٍ للدور الذي قامت وتقوم به النساء في الثورة السورية.
هل يسير المشروع كما خُطّط له؟ إلى أيّ مدىً حقّق أهدافه؟
بفضل جهود الفريق القائم على الشبكة، ودعم جميع أعضائها، يسير مشروعنا على خطّة العمل التي وُضعت. ونحن، كشبكة صحفيات، راضون عن الأهداف التي تمّ تحقيقها حتى اليوم بالرغم من عدم توافر التمويل لكافة المشاريع والنشاطات التي خطّطنا لها. بإمكاننا القول إن الشبكة تمكنت من تحقيق أكثر من 60% من الأهداف التي خطّطت لها.
لا تتوقف أهداف الشبكة عند الدفاع عن حقوق الصحفيات السوريات، بل تتعدّاه إلى الدفاع عن حقوق المرأة السورية ومساندتها في ظلّ الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها البلاد.. ألا ترون أن توسيع نطاق عملكم ربما يصعّب مهامكم ويقلّل من فرص تحقيق الأهداف المرجوّة؟
ليس الدفاع عن حقوق الصحفيات منفصلاً أو بعيداً عن الدفاع عن حقوق المرأة السورية. وهدفنا كمدافعين ومدافعاتٍ عن حقوق الإنسان، أولاً وأخيراً، الوصول إلى دولة القانون التي لا تميّز بين رجلٍ وامرأة، وإلى مجتمعٍ يحترم حرية الرأي والحوار. ولأن هدف الشبكة دعم الصحفيات والصحفيين في سوريا، وفريق عملنا صغيرٌ مقارنةً مع باقي المنظمات الحقوقية والإنسانية؛ نركّز على توثيق الانتهاكات الحقوقية تجاه الصحفيين والصحفيات، ونحاول توفير مساحةٍ قانونيةٍ للتوعية بحقوقهم وتعزيز العمل المهنيّ وتحقيق تكافؤ الفرص في مختلف مجالات الإعلام، إضافةً إلى توفير منصّةٍ إعلاميّةٍ تحترم حريّة الرأي والتعبير. كما نعتمد بشكلٍ مباشرٍ على تنظيم حملات ضغطٍ، مع الشركاء المحليين، على صنّاع القرار لتغيير القوانين التمييزيّة ضد المرأة.
هل حاولتم أن توسّعوا مجال نشاطكم ليشمل الداخل السوريّ؟
يشمل نشاط الشبكة الداخل السوريّ بكلّ تأكيد، وإن لم نقم بأيّ تدريبٍ هناك حتى اللحظة نتيجة الوضع الأمنيّ والخوف على سلامة الأعضاء. ولكن الشبكة تمكّنت، عبر سلسلةٍ من التدريبات خلال الأعوام الماضية، من الوصول إلى مجموعةٍ من الصحفيات والصحفيين المقيمين في الداخل. ونحرص دائماً، خلال أيّ تدريبٍ أو نشاطٍ، على استهداف عددٍ متساوٍ من الصحفيات والصحفيين الذين يغطّون الخطوط الأمامية ومن يعمل بشكلٍ مباشرٍ من بلدان اللجوء بهدف فتح باب تبادل الخبرة، خاصّةً وأن ظروف العمل والضغوط التي تواجههم تختلف من منطقةٍ إلى أخرى.
تموّل بعض المؤسّسات الأوربية الشبكة. هل هو تمويلٌ مشروطٌ ربما حدَّ من نشاطكم؟ وهل هناك مشاكل في التمويل لاستكمال عمل الشبكة؟
نعتمد على وضع إستراتيجيةٍ وسياسةٍ واضحتين داخل الشبكة لقبول التمويل، لتجنّب أيّ شكلٍ من أشكال الضغط. عادةً ما يكون شرط المؤسّسات الوحيد لتمويلنا هو الالتزام بتحقيق أهداف المشروع التي على أساسها تمّ التمويل. وكأغلب المنظمات السورية، ومع انحسار التمويل الخاصّ بمنظمات المجتمع المدنيّ السوريّ، ليس لدينا تمويلٌ دائم. ونعتمد حالياً على التمويل المقدّم من الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي (CFI)، ومنظمة "هيفوس" الهولندية، والمؤسّسة الأورو متوسطية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان. ولتجاوز عقبة التمويل تؤمن الشبكة أن عقد شراكاتٍ وتوفير استشاراتٍ إعلاميةٍ خاصّةٍ بموضوع الجندر والعدالة الاجتماعية على المستوى المحليّ، مع المنظّمات والمؤسّسات الإعلامية السورية، هو الحلّ لضمان استدامة عملنا بعيداً عن مخاطر توقف التمويل.
ما هي أبرز مشاريعكم الحالية والمستقبلية؟
نعمل حالياً على بحثٍ، هو الأوّل من نوعه، حول وسائل الإعلام السورية التي ظهرت بعد العام 2011 وكيفية تغطيتها لقضايا النساء السوريات، مع تركيزٍ على حالة الصحفيات في تلك الوسائل الإعلامية، من المتوقّع أن يتمّ إطلاقه مع نهاية العام الجاري. وفي الوقت ذاته، قمنا حالياً بوضع اللبنة الأولى لمدوّنة سلوكٍ لتحسين وضع النساء في الإعلام السوريّ على صعيد المحتوى والمساواة بين الجنسين ووقف الصور النمطية في هذا المجال، وعلى الصعيد العمليّ فيما يخصّ وضع الصحفيات ودورهنّ في صنع القرار في مؤسّساتهنّ الإعلامية. وبدأنا مشاركة النسخة الأولية من المدوّنة مع عددٍ من الوسائل الإعلامية السورية لتبنّيها. كما بدأنا مرحلة تقديم مقترحات تمويلٍ لعدّة مشاريع جديدةٍ سيتم إطلاقها في العام 2016.