info@suwar-magazine.org

سياسة التجويع والمؤتمرات العبثية

سياسة التجويع والمؤتمرات العبثية
Whatsapp
Facebook Share

 

 

*فريق صور 

 

وسط  الخراب الذي شهدته سوريا،  طيلة سنوات الحرب التي شنها النظام السوري على معارضيه من أبناء الشعب السوري، بطريقة فيها من الوحشية ما لا يقبلها ضمير إنساني،  تبرز اليوم بقوة وسيلة جديدة ابتكرها النظام لتركيع الناس، لا تقل همجيةً عن سابقاتها من الوسائل، بل وتتفوق عليها بما تحويه من انحطاط أخلاقي وقسوة سلطوية،  ألا وهي "التجوبع"، أي قتل المدنيين جوعاً في المناطق المتمردة.

 

هكذا عرفنا في الفترة الماضية عشرات المناطق والمدن التي تم محاصرتها ومنع كل مقومات الحياة عنها، بهدف دفع سكانها للاستسلام والقبول بالمصالحات والهدن، أو تهجيرهم من مدنهم برعاية أممية، ما حدث في الزبداني ومخيم اليرموك يتكرر الآن في الكثير من المناطق في ريف دمشق وحمص ودير الزور وغيرها، غير أن حصار بلدة مضايا أُعتبر  واحداً من أسوأ و أقسى الأزمات الإنسانية التي نتجت عن سياسة التجويع و الحصار التي ينفذها النظام السوري.

 

هذه الأسلوب القذر في الحرب ضد المدنيين أدى إلى وفاة العشرات من الأطفال وكبار السن جوعاً أمام أنظار العالم والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، دون أي تحركٍ دولي فعّال لإيقاف هذا الجريمة التي تعتبر جريمة حرب بحق المدنيين وفق المواثيق والقوانين الدولية.

 

واليوم من المفترض أن يجلس أطراف الصراع في سوريا على طاولة المفاوضات برعاية دوليةٍ، بهدف إيجاد حلٍّ للمسالة السورية، وهي بالتأكيد ستكون مفاوضات عبثية ومجرد تضييع للوقت في حال تجاهلها للقضايا الأساسية، وعلى رأسها وقف الحرب على المدنيين، وفك الحصار عن المدن والبلدات، والسماح للمنظمات الإنسانية بإدخال المساعدات دون قيدٍ أو شرط أو خضوعٍ للمراهنات السياسية بين الأطراف المتصارعة .

 

وهنا تقع على عاتق منظمات المجتمع المدني مسؤوليات كبيرة في الضغط على كل الأطراف، الخارجية والداخلية، لإدراج المسائل الإنسانية الملحة على جدول أعمال أي مؤتمرٍ تفاوضي، وأن تلعب هذه المنظمات دوراً فعالاً في التصدي لتلك المسائل، كالعمل على ترسيخ أسس السلم الأهلي والعدالة الانتقالية على أرض الواقع، وتوثيق ملف المعتقلين وتقديمه لأطراف الصراع بشكل واضح وممنهج، والعمل مع ضحايا الحرب من جرحى ومعاقين ومعتقلين على المستوين الإغاثي والنفسي، وخاصة الفئات الأكثر ضعفاً منهم كالنساء والأطفال وكبار السن، والسعي  لإنتاج شروط حياة جديدة في الأرض السورية التي باتت الآن يباباً.


دون التركيز على كل هذا والعمل عليه، فكل المساعي ستكون عبثاً، وسيسجل التاريخ عار الفشل للجميع: سياسيين وعسكريين وناشطين مدنيين. 

 

 

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard