نشاطاتٌ نسائيةٌ في كوباني لإنهاء التمييز وتحقيق المساواة
باران عيسى
تساهم المرأة في كوباني، عبر العديد من النشاطات المختلفة، بالعمل على تغيير نظرة المجتمع إليها على أنها الكائن الضعيف والعاطفيّ والمتقبّل لتحجيم دورها. وقامت من أجل ذلك بتشكيل لجنةٍ تحضيريةٍ باسم "لجنة مناهضة العنف ضد المرأة"، مكوّنةٍ من تسع نساءٍ من مختلف الهيئات والمؤسّسات الموجودة في كوباني.
وقفةٌ استنكاريةٌ ضدّ العنف
أوّل هذه النشاطات كان وقفةً استنكاريةً ضدّ العنف الممارس على النساء، بتاريخ السبت 21-11-2015، بمشاركة عشرات النساء من مختلف الفئات الاجتماعية، في ساحة البلدية القديمة التي شهدت مقاومة المرأة الكوبانية ضدّ تنظيم الدولة (داعش) في حرب كوباني.
وشهدت الوقفة، التي بدأت بإلقاء بيانٍ عن دور المرأة التاريخيّ في مقاومة العنف ضدّها، نماذج تعبيريةً حيّةً عن أشكال العنف الممارسة ضدّ النساء.
علّقت أمينة بكر، رئيسة هيئة شؤون المرأة، على هذه الوقفة بقولها: "نريد أن تصبح هذه السنة تاريخاً مفصلياً لوقف العنف ضدّ النساء انطلاقاً من كوباني".
معرضٌ للصور الفوتوغرافية
النشاط الثاني الذي قامت به اللجنة التحضيرية، بتاريخ الاثنين 23-11-2015، هو افتتاح معرضٍ للصور الفوتوغرافية في مركز باقي خدو للثقافة والفن، استمرّ لمدّة يومين وشهد حضوراً لافتاً، وضمّ حوالي 50 لوحةً عن مختلف أشكال العنف ضد المرأة؛ مثل الإتجار بالنساء، وزواج القاصرات، ومنع النساء من العمل والدراسة، واعتبار المرأة سلعة.
قالت مريم حسن، إحدى المواطنات اللاتي شاهدن المعرض: "تعبّر لوحات المعرض عن الجوانب السوداء في تاريخ النساء ومدى الظلم الذي كنّ يتعرّضن له، وما زالت بعض النساء في المجتمعات الشرقية يتعرّضن له كلّ يوم".
عرض سينفزيون عن الاضطهاد
كما عرضت حركة المرأة الشابة، في اليوم نفسه، سينفزيوناً في أحد المراكز عن مدى الظلم والاضطهاد الذي تتعرّض له النساء بسبب الذهنية المتسلطة للرجال.
وتضمّن السينفزيون لوحاتٍ وصوراً ومقاطع فيديو تظهر وقوف النساء إلى جانب الرجال في المعارك قديماً، ومشاركتهنّ في الأعمال الزراعية، ومع ذلك تعرضهنّ للضرب والإهانة من قبل الرجل.
قالت جيندا منذر، عضو حركة المرأة الشابة: "مع بدء الثورة في المناطق الكردية أخذت المرأة مكانها في كلّ الهيئات، وناضلت ضدّ الظلم من أجل بناء المرأة المتحرّرة".
عرضٌ مسرحيٌّ بعنوان "العنف ضد المرأة"
واختتمت اللجنة التحضيرية نشاطاتها يوم الثلاثاء 24-11-2015 بتقديم عرضٍ مسرحيٍّ بعنوان "العنف ضد المرأة"، طُرحت فيه عدّة أفكارٍ منها زواج الأطفال، واعتبار المرأة سلعةً تباع وتشترى، وضرب النساء، وعدم أخذ رأيها في الزواج. ولاقى العرض إقبالاً وحضوراً لافتاً من الرجال والنساء على حدٍّ سواء.
وأوضح سنكو قره موغ، مؤلف ومخرج المسرحية، أن الهدف من العرض هو تطوير أفكار المجتمع حول المسائل المتعلقة بالعنف ضدّ النساء. مشيراً إلى أنه، أثناء تأليف وإخراج المسرحية، يضع نفسه في مكان المرأة التي تتعرّض للاضطهاد والعنف ليعبّر بشكلٍ صادقٍ عن مدى السلبية التي تشعر بها النساء تجاه الرجل.
تعليم النساء قيادة السيارات
وبهدف تطوير وضع المرأة في جميع المجالات قامت هيئة الشباب والرياضة بافتتاح دورةٍ لقيادة السيارات للنساء في كوباني، تعدّ الأولى من نوعها، بمشاركة عشر نساءٍ من الموظفات في الإدارة الذاتية.
وشاهد المواطنون في كوباني كيف تقوم النساء بقيادة السيارات في شوارع المدينة، في ظاهرةٍ كانت مقتصرةً سابقاً على نساءٍ قليلاتٍ من الطبقات المثقفة فقط.
وتستمرّ الدورة، التي تعدّ تجريبيةً، لمدّة شهر. وفي حال نجاحها سيتمّ تدريب كافة النساء الراغبات في تعلّم القيادة في كوباني.
وقد أشارت ألماز رومي، رئيسة هيئة الشباب والرياضة، إلى أن افتتاح الدورة في يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر هو لتذكير المجتمع بالتطوّر الذي تحققه النساء في منطقتنا في مختلف المجالات.
الجدير بالذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر من كلّ عامٍ يوماً عالمياً للقضاء على العنف ضد المرأة، بعد عملية الاغتيال الوحشية التي تعرّضت لها الأخوات ميرابال، الناشطات السياسيات في جمهورية الدومنيكان، في هذا اليوم من عام 1960، بأمرٍ من دكتاتور الدومنيكان رافاييل تروخيلو (1930-1961).