info@suwar-magazine.org

أنا المقتول يا عم أبو حسن

أنا المقتول يا عم أبو حسن
Whatsapp
Facebook Share

 

 

*نبيل الملحم

 

"مرحباً بالثورة الإسلامية حتى في فرنسا"، هكذا صرخ رئيس اتحاد الملحدين في فرنسا مبشّراً بتعميم الإلحاد إذا حكم الإسلاميون.. وخصّ بالإسلاميين الإسلام الخمينيّ. وكان العفيف الأخضر، المفكّر اليساريّ "المقهور"، قد نقل عن صديقه الإيرانيّ أنهم، قبل أن يتولى "الوليّ الفقيه" إدارة شؤون الله، كانوا يشكون "السلطة" لله إذا احتاجوا إلى الشكوى، غير أنهم فقدوا أذن الله الصاغية بعد الخمينيّ، وقد بات الله في حوزة السلطة.

 

كان هذا عن الإسلام الخمينيّ، وقد اشتغل مُستنطِقاً لله، وحارس بوابته. وليس بعيداً ذلك اليوم الذي تخال فيه يوسف القرضاوي ممسكاً بلحية كارل ماركس وهو يمليه "سورة البقرة"، طالباً استتابته. وما إن يقفز القرضاوي إلى السلطة حتى يأذن الله لبقية مؤمنيه أن يكفروا به، لنرى ماركس وهو يصرخ:

 

  • يا الله، ثمة دياليكتيكيةٌ تاريخيةٌ ما كنت أعرفها.. سيكون ميدان التحرير مُلحداً.

وبعدها لن تجد من يصلي على النبي، وسيهجر المصريون أسماءً من طراز محمد أو عمر أو زينب أو فاطمة، لتكون الأسماء بعد "كرسيّ" القرضاوي هي تحوتمس أو منقرع، وستشغل كليوباترا أسماء المواليد الجدد قاطبة.

 

سيكون الأمر كذلك، فبعد النهوض الخمينيّ كان السقوط الإسلاميّ للمملكة الفارسية. وإذا جاز إيراد الإحصاءات فيكفي القول، نقلاً عن مقالٍ للمستشرقة الفرنسية مارتين غوزلان، نشرته الأسبوعية الفرنسية "ماريان"، وعنوانه الفرعيّ "30 عاماً من الثورة الإسلامية"، أن 30% من الإيرانيين باتوا ملاحدةً بعد انتصار الثورة.

 

  • أيّ انتصارٍ حققه لنا "الخمينيّ"، نحن الملاحدة؟

 

وحده "الله"، إذا كان موجوداً، يعرف سرّ النصر المظفّر الذي أهداه إلينا وريثه، وكليمه، وصاحب العصمة، والوليّ الفقيه، وصاحب الأسماء الحسنى، ماريشال الله في الأرض، آية الله الخمينيّ. وحسناً أن يلحق به الشيخ القرضاوي، لنصرخ: "مرحباً بالقرضاوي في كل مياديننا".

 

هكذا يُسقطون الله، ومن قبله أسقط القوميون "الوطن"، و"الوطنية". فما إن قفز البعث إلى حكم العراق حتى بات "عراق صدّام"، وما إن قفز إلى حكم سوريا حتى باتت "سوريا الأسد". وما دامت "سوريا الأسد" فلهذا معنى واحد، هو أنها لم تعد لي أنا الحدّاد، أو النجّار، أو مزين النساء، أو الترزي.. لم تعد لي أنا المواطن الذي يخدم "إلزامياً"، ويعشق "إلزامياً"، ويهتف "إلزامياً"، ويحارب "إلزامياً" ويصالح "إلزامياً"، ويُسجن بكلّ الرغبة والشغف.

 

  • ونحكي عن العقائد المغلقة، وعن من سيفتحها؟

مغلقوها هم فاتحوها، وما "الجنرال وقت" سوى الاختبار الضروريّ لسقوطها؛ هكذا يقترح شائبٌ من سوق الحميدية، كان يرفع قبضته في وجهي:

 

  • ـــ يا بني، دعوهم يأكلون أنفسهم.
  • ـــ ومن هم يا عم أبو حسن.
  • ـــ الغول يأكل نفسه.
  • ـــ وأنا؟
  • ـــ عليك أن تتفرّج.

 

هي حكمة العم أبو حسن. ولكن ليس لي أن أتفرّج وقد هتكا روحي كلاهما.. ساطور الإسلاميّ ومشنقة "الأسد"، وها هما اليوم في معركة السلاح بمواجهة بعضهما.

خصمان يتصارعان بالسلاح، غير أنهما يتشاركان معاً في "بزنس" السلاح.

خصوم السلاح.. شركاء بزنس السلاح.

وأنا المقتول يا عم أبو حسن.

 

.

.

اقرأ المزيد للكاتب .. 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard