تمسّك ياسعد الله.. تمسك.. لاتقع.
*نبيل الملحم
"كأن كل شيء على ما يرام"، لا، ليس على ما يرام وإن كان سعد الله مقصود وضعه كعنوان لنص يلعب مع أسوارنا، ليدمّرها متى شاء، ويرمّمها متى شاء، هو الأمر كذلك، فهذا الرجل الذي هو على قيد الحياة، يعرف بالتمام والكمال أن "الجنازات ملحاحات تسير على عجل"، و"فقط القاتل هو من يركض هارباً باتجاهها"، ومع كل جنازة، أو لنقل مع كل وردة، أو لنقل أكثر مع عتاد سعد الله مقصود سنكون كما تلك "المرأة التي يبكيها الهواء كلما كان عليلاً أكثر".
يالهذا الرجل المتعجرف، الآتي من "حصين البحر"، والراحل نحو "مونتريال"، هكذا ظننا، وكان علينا أن لا نأخذ بظنوننا، ففيه و (أعني سعد الله) مايفيض عن المكان، وفيه ما يغرق في المكان، وفيه ما يستغرقنا ونحن نقرأه ومع كل قراءة جديدة صرخة جديدة تقول:"أيها الرجل.. لماذا تلعب برؤوسنا وكأنها أحجار دامة؟
ومنذ البدء، كان اللاعب صريحاً.. شغوفاً بالإعلان عما يريد، وكنا شغوفين بالتكتم على ما نريد، وبينهما ما لا نريد وما يريد شيء من الكلام المفتاحي، قليلة لمحمود درويش:"أعيدي لي الأرض كي أستريح"، وقليلة لسليم بركات:"شامتة تقتحم الحياة بخزّافيها"، وقليلة لجاك بريفير:"لم يستطيعوا أن يكملوا العد"، وقليل جاك بريفير كان الكثير عند سعد الله.. كان الأمر كذلك وقد أثقل على رجل، ربما بوسعه أن يعلن أنه لن يكمل العدّ وهو يعدّ أيامه على أصابعه فتتكاثر.
من أين لنا رجلاً بهذا النزق، وبهذه المتاهة، وبهذا النصل الجارح حتى (يدمي) ماتبقى من دمنا؟
نص، هو (الهول)، نعم.. وبكل البراءة نقولها: هو الهول.
هو:"الرؤيا وقد اتسعت، حتى أنها لن ترضى بعقلنتها الغريزية".
تمسّك ياسعد.. تمسّك كي لا تقع.
- أصرخ مع صرختك.
- تجنّب الموت، كي تشحذ نصلاً جديداً، لدم جديد فينا.
الروعة، ليست مسألة ميسرة.. إنك الرائع ياسعد.
.
.