info@suwar-magazine.org

الحدود السوريّة التركيّة تعكس المأساة السوريّة

الحدود السوريّة التركيّة تعكس المأساة السوريّة
Whatsapp
Facebook Share

 

*فريق صور 

 

منذ بداية الأزمة والشعب السوريّ في شمال البلاد يعيش حالةً مأساويةً على الحدود السورية التركية، فعلى طول هذه الحدود تُسجَّل يومياً العديد من الانتهاكات التي يرتكبها حرس الحدود التركية (الجندرمة) في حقّ المدنيين السوريين الذين أُغلقت كافة المعابر في وجوههم. ومؤخراً وصلت هذه الانتهاكات إلى سابقةٍ خطيرة، عندما ارتكبت الجندرمة مجزرةً مروّعةً راح ضحيتها 11 شخصاً من عائلةٍ واحدة، جلّهم من الأطفال والنساء الهاربين من جحيم العنف المستعر على امتداد المناطق الحدودية.

 

وقعت هذه العائلة المنكوبة ضحيةً للاتفاقات الدولية بشأن اللاجئين السوريين بين تركيا وأوروبا، والتي تنصّ على إغلاق الحدود في وجه تدفق اللاجئين، دون أيّ مراعاةٍ للمواثيق والعهود الدولية الخاصّة بحقوق الإنسان.

 

المعابر الحدودية النظامية بين سوريا وتركيا مغلقةٌ منذ أكثر من سنة، وباتت الرقابة عليها مشدّدة، ويتمّ إطلاق الرصاص الحيّ على المدنيين الذين يحاولون اجتياز الحدود بطرقٍ غير شرعية، هرباً من العنف أو طلباً للطبابة وتأمين مستلزمات المعيشة، بعد أن تقطعت أوصال المناطق السورية بين الفصائل والميليشيات العسكرية، ولم يعد بمقدور أحدٍ في الداخل السفر والتنقل بين المناطق.

 

خلف هذه الحدود المغلقة المئات من الضحايا بين قتيلٍ وجريح، في ظلّ صمتٍ مطبقٍ من قبل المعنيين بالشأن السوريّ، معارضةً ونظاماً. وينسحب هذا الصمت على منظمات المجتمع المدنيّ السوريّ العاملة في تركيا، والمنظمات الدولية والحقوقية التي لم تكترث لوضع ضحايا هذه الحدود.

 

وبهذا يكون العالم قد تنصّل تماماً من مسؤولياته في توفير أدنى درجات الأمان للشعب السوريّ؛ فالحدود أُغلقت، وفشل المجتمع الدوليّ والقوى الكبرى في إقامة مناطق آمنة، أو فتح ممرّاتٍ إنسانيةٍ لتحرّك السوريين وإيصال المساعدات، ولم تنجح المساعي حتى في إسقاط المواد الإغاثية عن طريق الجوّ، مما جعل الشعب السوريّ تحت رحمة أمراء الحرب والجندرمة التركية.

 

وإذا أضفنا هذا الفشل إلى الفشل الذريع في إحراز أيّ تقدّمٍ على صعيد إيجاد حلٍّ سياسيٍّ ينهي الحرب المستمرّة منذ أعوام، فستتضح لنا أبعاد المأساة الكبرى التي يعيشها السوريون اليوم، والتي لن يقتصر تأثيرها على سوريا والمنطقة فقط، بل سيطال مختلف أرجاء العالم، وسيهدّد المنظومة الدولية بأسرها، على الصعيد الحقوقيّ والإنسانيّ والسياسيّ والأخلاقيّ، مما يجعل المسألة السورية مسألةً ذات أبعادٍ عالميةٍ بامتياز.

 

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard