info@suwar-magazine.org

السوريون .. قيم مشتركة وهوية جامعة

السوريون .. قيم مشتركة وهوية جامعة
Whatsapp
Facebook Share

 

*فريق صور 

 

خمس سنوات مضت ولايزال المجتمع السوري يعيش تداعيات الحرب المستمرة، ولعل أبرز تداعيات هذه الحرب هي اتجاهات السوريين حول بعضهم البعض. حيث أبرزَ الصراع الدائر حجم التصدعات الموجودة بين المكونات السورية الناجم عن سوء إدارة التنوع الثقافي. وفي هذا الإطار يصدر مركز المجتمع المدني والديموقراطية بحثاً بعنوان: «السوريون .. قيم مشتركة وهوية جامعة» والذي استند لاستطلاع للرأي أُجري على مرحلتين في نهاية 2014 و ومنتصف 2015 من ضمن حملة أطلقها المركز.

 

حيث تأتي أهمية هذا الاستطلاع في طرح تساؤلات مهمة حول إمكانية عيش مشترك وقيم جامعة للسوريين بعد كل هذا الحجم من الانتهاكات الحاصلة. وبالرغم من أن هذا الاستطلاع أتى في إطار حث عينة من الأفراد ممن يصنفون على أنهم فاعلين في مجتمعاتهم على التفكير أكثر بقيم العيش المشترك وقبول الآخر المختلف إلا أن نتائج هذا الاستطلاع تُعبر بشكل ما عن الاتجاه العام والقيم الراسخة في المجتمعات التي ينتمى إليها هؤلاء الأفراد.



حيث هَدَف هذا الاستطلاع بشكل رئيسي إلى تحليل اتجاهات السوريين حول موضوعات:

 

1. الأولويات الضرورية لتحقيق الأمان المجتمعي.

 

2. اتجاه السوريين حول مشاركة الأخر المختلف في عمليات السلام المحلية والوطنية.

 

3. اتجاهات السوريين حول حجم الروابط المشتركة التي تجمع جميع المكونات السورية.

 

4. مستوى الأمل في بناء السلام، والقدرة على المشاركة في اتخاذ القرار.

 

5. اتجاهات المشاركين حول ضرورة تضمين النساء بصناعة القرار.


ومن أهم النتائج التي خلص إليها البحث: إن أولويات تحقيق الأمان المجتمعي لدى عينة الاستطلاع تبدأ: (بتأمين الحاجات الإنسانية، وإيقاف إطلاق النار، الإفراج عن المعتقلين، تجنب الصراعات المحتملة، حل المشكلات بين الأطراف المختلفة، مبادرات بناء السلام على المستوى المحلي، الإفراج عن المخطوفين، ضبط السلاح، ونشر الوعي) وتختلف هذه المطالبات بحسب الأوضاع في المناطق المختلفة.

 

أما عن تقبل الآخر لبناء سورية المستقبل 79% من العينة أجابت بضرورة التقبل لبناء سورية المستقبل، كما أجابت نسبة 70% بأن هنالك هوية تجمع السوريين، وعند السؤال فيما إذا كانت هنالك قيم مشتركة لدى السوريين أجاب ما نسبته 57% من عينة الاستطلاع أنه لا تزال هنالك قيم مشتركة تجمع السوريين. أما عن مستوى الأمل فأجاب ما نسبته 54% من العينة بأن لديها أمل بالوصول إلى الإستقرار. وأما عن تضمين النساء فأجاب ما نسبته 72% بوجوب تضمين النساء بصناعة القرار.

 

ما لفت انتباه الباحث أن نتائج استطلاع الرأي الذي أُجرى على فترتين زمنيتين متتابعتين جاءت متقاربة بما يشكل اتجاه عام لدى عينتين مختلفتين من السكان حول موضوعات متعلقة ببناء السلام وتقبل الآخر، وأيضاً حول المطالبات المحلية لتحقيق السلام، ما يطرح الكثير من التساؤلات التي يجب إعادة النظر بالفرضيات التي تقول بأن ما يفرق السوريين أكثر مما يجمعهم بعد هذ الكم الحاصل من الإنتهاكات، ويطرح تساؤلات فعلية عن ماهية الهوية السورية التي هي قيد التشكل من جديد فالإستقطابات السياسية والعسكرية الحاصلة على الأرض، والمترافقة مع انتهاكات على مستوى واسع، والتي تتجلى من خلالها إرث الإنتهاكات السابق بحق عموم الأفراد السوريين قبل عام 2011، وأيضا ماهية الشكل الذي ستتجلى فيه هذه الهوية مستقبلاً ، الأمر الذي يحتاج العديد من الدراسات والأبحاث لترصد تشكل هذه الهوية.

 

والاستنتاج النهائي الذي يفهم من نتائج هذا البحث أن ما يمكن التعويل عليه في سوريا بعد خمس سنوات هو مستوى الأمل لدى السوريين ببناء السلام العميق الذي يشمل جميع المكونات والأرض السورية، فما هو جامع للسوريين أكبر بكثير من ذاك الذي يفرقهم لو تم إيقاف الانتهاكات الحاصلة.

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard