الكهرباء البديلة في إدلب ..أعباء تثقل كاهل المواطنين
*سونيا العلي
نالت الكهرباء نصيبها من الحرب الدائرة في سوريا، التي تسببت بفقدانها من معظم المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، لكن محافظة إدلب تعد الأكثر تضرراً لأنها خسرت الكهرباء منذ بداية الثورة بعد قيام عناصر النظام بقصف وتدمير محطات توليد الطاقة الكهربائية والشبكات الرئيسية وفي مقدمتها محطة زيزون التي كانت تغذي المحافظة بشكل كامل كنوع من الانتقام من المدنيين، لذلك عاش أهلها في عتمة، وتوقفت معظم المصالح والأعمال، ومع طول أمد انقطاع الكهرباء أصبح البحث عن بدائل أمراً ملحاً.
اعتمد الناس بداية على بطاريات السيارات لإنارة منازلهم ثم ظهرت المولدات الكهربائية وراجت تجارتها في معظم قرى وبلدات ريف إدلب حيث يتم استخدامها في المنازل والمشافي والمخابز على حد سواء.
أبو عماد وهو مالك لإحدى مولدات الديزل في معرة النعمان يتحدث لمجلة صور قائلاً :" يوجد في المدينة عدة مولدات تغطيها بشكل شبه كامل، فقد تم مد شبكة منها إلى المنازل المستفيدة وتتحدد كمية الكهرباء الواصلة إلى كل منزل حسب الطلب عبر قاطع أمبير، ووصل سعر الأمبير إلى 2500 ليرة سورية، ونقوم بتشغيل المولدة خمس ساعات يومياً، وتنخفض المدة في أيام غلاء مادة المازوت. "
لم تكن المولدات الحل الأمثل لمشكلة الكهرباء أمام كثرة العراقيل التي تواجهها من تلوث وضجيج و ارتفاع سعر الوقود تارة وانقطاعه تارة أخرى وصعوبة نقله من محافظة الرقة نظراً لخطورة الطريق بسبب القصف والمعارك الدائرة إضافة إلى حاجتها لصيانة دورية وتكاليف إضافية يتحملها المستخدم كل فترة نتيجة إصابتها بأعطال مستمرة، كل هذه الأسباب جعلت أهالي إدلب يلجؤون إلى شراء ألواح الطاقة الشمسية التي وجد فيها البعض الحل الأنسب والأفضل نظراً لتوافر هذه الطاقة في بلادنا بشكل كبير وشبه دائم ،وكونها من أنواع الطاقة النظيفة مقارنة مع المصادر الأخرى كالنفط ومشتقاته.
سامر المخزوم من معرة النعمان صاحب محل لبيع أجهزة الطاقة الشمسية يقول :" هناك إقبال متزايد من قبل الناس على استخدام الطاقة الشمسية لتغذية المنازل بالكهرباء، ولكن ارتفاع أسعار معداتها تحد من استخدامها على نطاق أوسع، فهي اليوم تقتصر على الميسورين نظراً لكلفتها الشرائية العالية لأننا نستورد أجهزتها من الخارج بالقطع الأجنبي حيث تبلغ تكلفتها حوالي 200 ألف ليرة سورية، يحتاج كل منزل إلى لوح الطاقة الشمسية ويتراوح سعر الألواح بين 20 -200 دولار بحسب جودتها وحجمها ويحتاج اللوح إلى معدات أخرى مكملة لعمله وهي بطارية ومحمول ( رافع جهد ) وشاحن."
ويؤكد الحلبي بأن هذه الطاقة نظيفة ومتجددة وصديقة للبيئة ولا تنفد كغيرها من الموارد ولا تحتاج إلى تأمين الوقود أو إصلاح الأعطال باستمرار، ويعبر عن ثقته من أن الاستفادة من هذه الطاقة سيتم على مستوى واسع في المستقبل القريب، أما عن آلية عملها يضيف :" تمتص الألواح الكهرضوئية الطاقة الضوئية من الشمس وتحولها إلى طاقة كهربائية، وتقوم البطاريات بتخزين الطاقة المنتجة وتحوّلها إلى كهرباء عن طريق محوّلة كهربائية تبدأ برفع توتر التيار لاستخدامه في الأعمال المنزلية."
كما أقيم مؤخراً في إدلب عدة مشاريع لإضاءة الشوارع والمرافق العامة اعتماداً على الطاقة الشمسية من خلال مصابيح تعمل ليلاً وتشحن نهاراً.
.
.