info@suwar-magazine.org

جنيف وأستانة وما بينهما من خرائط

جنيف وأستانة وما بينهما من خرائط
Whatsapp
Facebook Share

*فريق صور

 

ينتاب السوري اليوم شعورٌ بالمرارة والانكسار على ما آلت إليه أحواله وأحوال مجتمعه وبلده، الذي أصبح بحكم المقسم إلى كانتونات وجيوب معزولة، بفعل الحرب التي كرست التقسيم الاجتماعي والجغرافي، وشردت وقتلت ودمرت.

ويترسخ هذا الشعور بعد أن بات واضحاً أن مختلف القوى الإقليمية والعالمية، ابتداءً من الروس والإيرانيين، وصولاً للأتراك والخليجيين والأمريكان، لم تلعب أي دورٍ إيجابي في تهدئة الحرب السورية، والتوصل إلى حل سلمي لها، وإنما زادت من حدتها وتفاقمها، بل وأنها شاركت بها بشكلٍ مباشر، ما زاد من كارثية الخسائر والدمار.

كل هذا يجعل الشعور بضياع سوريا حاضراً بقوة، خاصةً وأن المفاوضات التي تجري لا تشي بالتوصل إلى حل قريب للمقتلة السورية.

مفاوضات جنيف المعنية بإيجاد حل سياسي للقضية السورية لا يبدو أنها تحقق أي تقدم يذكر، عدا ما قدمه السيد ديمستورا لمجلس الأمن عن موافقة جميع الأطراف للمشاركة معاً على مستوى الخبراء في بعض المسائل القانونية والدستورية، للخروج من حالة الجمود في المفاوضات، في ظل تعنت الأطراف المشاركة وتخندقها خلف أولوياتها، فالمعارضة ترى نفسها معنية بمناقشة الانتقال السياسي ومصرةً عليه، في مقابل إصرار وفد النظام على مسألة مكافحة الإرهاب كأولوية لأي تفاوض، في ظل غياب دعم دولي لسير المفاوضات، حيث أن الدول الفاعلة والوازنة في الملف السوري لا تحاول الضغط على الأطراف المشاركة للوصول إلى حل، فهي تسعى لتحقيق ما تصبو إليه عبر بوابات أخرى غير بوابة الحل السلمي.

وفي ظل استعصاء المفاوضات السياسية في جنيف، ودورانها فيما يشبه الحلقة المفرغة، خرج الروس والأتراك بصيغة أخرى في أستانة، تمثلت في المفاوضات العسكرية، والتي اعتبرها البعض أكثر أهمية من مفاوضات السياسية في جنيف، وقد تكون بديلة عنها، خاصة بعد ما توصلت الأطراف المشاركة إلى اتفاق حول «مناطق منخفضة التوتر»، تم رسم خرائطها استناداً إلى اتفاق وقف إطلاق النار، بضمانة كل من روسيا وتركيا وإيران.

هذا الاتفاق كان على ما يبدو مطلب العديد من الأطراف الإقليمية والدولية. وهو إن دلّ على شيء فهو يدل على أن العسكر هم أصحاب كلمة الفصل في الحرب السورية، وألا مفاعيل للقرارات الدولية أو للمفاوضات السياسية، خاصةً أن ما يجري على الأرض من تهجير للسكان وتغيير ديموغرافي ورسم للخرائط والحدود للفصل بين المناطق «منخفضة التوتر» سوف يكون له مآلاته ونتائجه على مستقبل البلاد ووحدة ترابها.

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard