info@suwar-magazine.org

الهجوم التركيّ يتسبّب بقتل وتشريد المئات من مدنيّي عفرين

الهجوم التركيّ يتسبّب بقتل وتشريد المئات من مدنيّي عفرين
Whatsapp
Facebook Share

 

 

تشنّ القوات التركيّة مع فصائل سورية موالية لها منذ 20 كانون الثاني الماضي هجوماً برّياً مترافقاً مع قصف جوي من الطيران التركي، تقول إنه يستهدف وحدات حماية الشعب في منطقة عفرين الحدودية في شمال سوريا.

العملية التركية على مدينة عفرين التي تُستخدم فيها كافة الأسلحة الثقيلة، تزامنت مع تصريح رئيس الأركان العامة التركي خلوصي آكار الذي قال فيه إن "العملية ستطال أفراد الفصائل العسكرية فقط، ولن تمسّ المدنيين"، لكن المَشاهد المتداولة تقول إن القصف العشوائي للمدن والقرى  طال المدنيين، وتسبّب في نزوح المئات منهم هرباً من النيران والدمار إلى مركز مدينة عفرين أو إلى الكهوف في المناطق الجبلية .

 

المناطق المتضرّرة:

 

تركّز القصف على قرى ناحية بلبلة وجبل برصايا، ثم توسّع إلى ناحية راجو والقرى القريبة منها وناحية شيه والقرى المتاخمة لها، وناحية معبطلي وبعض القرى القريبة منها ناحية شيران وشيروا وبعض القرى القريبه منها، وناحية جنديرس والقرى المتاخمة لها. وقد نزح 95% من سكان هذه القرى إلى مركز المدينة، وبعض القرى مثل معراتة، وأفرازي وترندة وحلوبية، وعين الحجر وكوخري التي تتّصف بالأمان نسبياً بحسب تصريح مدنيين من الداخل لـ(صُوَر).

 

أوضاع النازحين:

 

أصبح أهالي المناطق التي قُصفت مشرّدين، أفقدتهم الحرب بيوتهم يلجؤون إلى أي سقف آمن يحميهم نار القنابل والصواريخ من جهة، وبرد الشتاء والأمطار من جهة أخرى. القنابل التركية في وجههم إن أرادوا اللجوء باتّجاه الحدود التركية، وقوات النظام تمنعهم من التقدّم باتّجاه حلب، فقد أغلقت حواجزها في بلدتي "باشكوي ودوير الزيتون" بريف حلب الشمالي، ومنعت النازحين من العبور باتّجاه الكاستيلو ومنها إلى مدينة حلب لأسباب مجهولة، كما أنها اعتدت بالضرب على بعض السائقين بعد محاولتهم إقناع العناصر بفتح الطريق أمامهم. بحسب موقع الاتحاد برس.

 

تواصلت (صُوَر) مع الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي بعفرين السيدة هيفي مصطفى للاستيضاح عن أحوال النازحين فقالت: "هناك نوعان من النازحين: النازحون المتواجدون قبل الهجوم في مخيّمي روبار والشهباء، وأوضاعهم سيّئة، فقد تمّ استهدافهم بالقصف، وهناك نازحون جُدد قدموا من القرى الحدودية المتاخمة لتركيا، واتّخذوا من الأقبية والمغارات والأنفاق ملجأً لهم".

 

تقول ميديا لـ (صُوَر) وهي من سكان مدينة عفرين: "بعض النازحين لجؤوا إلى منازل الأقارب أو الأصدقاء، والبعض احتمى بالبيوت غير المكسيّة (على العظم)، والبعض احتمى بالأقبية والدكاكين أيضاً. أمّا البعض فقد لجأ إلى المدارس بعد أن توقّفت عن استقبال الطلاب، حتى أن هناك من ينام في سيارته أو شاحنته".

 

 

آثار الدمار:

 

أسفر القصف عن تدمير البيوت وتهجير ساكنيها، وقد طال الدمار بعض قرى ناحية راجو وبلبلة، لكن ناحية جنديرس كان لها النصيب الأكبر، فقد تمّ استهدافها بشكل "رهيب"، ودُمّرت منازل المدنيين والبنى التحتية، ولا يمكن تحديد نسبة الدمار بدقّة حتى الآن، لكن يمكننا تقدير أن 7% من المنازل دُمّرت نتيجة القصف العشوائي حتى الآن بحسب قول الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي هيفي مصطفى لـ (صُوَر).

 

من آثار الدمار التي لا يمكن أن تعوّض أيضاً، الأماكن الأثرية كمعبد عين دارة الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين، حيث يعود للحقبة الآرامية، إذ بلغت نسبة التدمير في المعبد أكثر من 60%، بالإضافة إلى جامع صلاح الدين ومقبرة جنديرس جنوب غربي عفرين.

 

الخسائر البشريّة:

 

وبحسب ما صرّحت به الإدارة الذاتية في عفرين، إن مشفى عفرين استقبل 180 قتيلاً بينهم ٢١ طفلاً و١٣ امرأة، وحوالي 413 جريحاً أغلبهم من النساء، والأطفال حتى يوم  13/02/2018. وأضافت في التصريح: إن المشفى يفتقر إلى الأدوية الضرورية لإسعاف الجرحى.

كما أعلنت منظمة الهلال الأحمر الكردي عن مقتل عائلة مؤلفة من 7 أشخاص من مدينة إدلب كانت قد نزحت إلى عفرين.

في حين وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 80 مواطناً بينهم 21 طفلاً و12 مواطنة، من المدنيين الكرد والعرب والأرمن الذين يقطنون منطقة عفرين، أو نزحوا إليها في السنوات الأخيرة، ممّن قضوا في القصف من قبل الطائرات الحربية التركية والقذائف والصواريخ منذ الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2018، فيما أُصيب نحو 195 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، ولا تزال أعداد الضحايا مرشّحة للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة.

 

دور المنظّمات:

 

تبيّن من الاستطلاع الذي أجرته (صُوَر) أن دور المنظمات الإنسانية في هذا الظرف ضعيف، فبحسب تصريح السيدة هيفي مصطفى: إن "المساعدات تأتي فقط من الإدارة الذاتية، وهي المستلزمات الأساسية من خبز وماء وتدفئة، لكنها غير كافية، وقد تواصل الصليب الأحمر الدولي معنا، وهو يسعى لإدخال مساعدات لكن إلى الآن لم يصلنا أي شيء من قِبَلهم". وأضافت: إن هناك عمل شعبي يتمّ فيه جمع المواد الغذائية والأغطية وتزويد النازحين بها.

 

أمّا الدكتور نوري قنبر مدير الهلال الأحمر الكردي في عفرين فقال بأنه "إلى الآن لا منظمات تدخل عفرين باستثناء الهلال الأحمر الكردي والعربي السوري، حيث أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا أرسلت مساعدات إلى عفرين عن طريق الهلال العربي السوري".

 

وعن ضعف دور المنظمات قال: إن السبب يكمن في أن "المنظمات تدخل إلى عفرين إمّا عن طريق تركيا أو عبر مناطق النظام، والاثنان لا يسمحان للمنظمات بإدخال المساعدات، وتركيا ضغطت على المنظمات التي أرادت العمل في عفرين ومنعتها من الدخول".

 

قنابل وصواريخ تتهاوى على مدينة عفرين وريفها بغية تحقيق أهداف سياسية وعسكرية، غير آبهة بما تخلّفه من آثار على المدنيين، ويزداد الخوف من أن تنضمّ عفرين لباقي المدن السورية المدمّرة  إذا ما استمرّ القصف العشوائي، واستهداف المدنيين، وتشريد العوائل ما لم يتمّ الضغط على الجهات المتقاتلة والتوصل لحلّ لحماية المدنيين على الأقل وتجنيبهم مآسي وآثار الحرب.

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard