"القنّاص" دريئة قاتلة وداخل زجاجيّ
صدرت مؤخّراً عن دار تموز بدمشق مجموعة (القنّاص). وهي نصوص نثرية للكاتب عباس علي موسى. تستوقف النصوص أغوار النفس في شخصية قنّاص بما يتجاوز يوميات اعتيادية عن قصص الضحايا، إلى سبر أغوار النفس في شخصيته بجميع تقلّباتها، وقلقها الدائم، وكأنها قائمة على مِرجل.
ومع أنّ القناص يأتي ويروح إلى بيته أحياناً، إلا أنّ علاقته تبدو قلقة مثله فنراه يقول:
مضى القنّاص في الشارع، بعد أن ودّع البيت بخائنة عينيه، غارزاً في درفتي الباب رصاصتين.
ويحضر الصليب في نصوص القنّاص في صورة دريئة القنّاصة، وفي صورة يتحوّل معها القنّاص مخلّصا كما المسيح يكفّر عن الضحايا، أو الأصدقاء خطاياهم، لذا نرى علاقة وشيجة بين القنّاص والعُلى، هذا ما نجده بوضوح أكثر في هذا النصّ حيث يقول:
ها تطبق عليّ، السماء.
ها تحط على صدري، ها تمطر عليّ حجارة رجمًا، ليس لأنني شيطان، بل لأنها/ السماء ستارة منخورة بيني وبين الله.
تقع المجموعة في ثمانين صفحة من القطع المتوسط، وهي المؤلَّف الثاني لـ عباس علي موسى، حيث أنّه أصدر مجموعة قصصية بعنوان "شامبو برائحة التفاح" بطبعة خاصة في العام 2017.