استطلاع رأي حول مصير إدلب
يتهيأ النظام السوري مؤخراً مدعوماً بحليفه الروسي لشن حملة عسكرية على محافظة إدلب بعد الحملات التي شنها على معاقل المعارضة في معظم المحافظات السورية حيث استطاع بسط سيطرته على معظم المناطق التي اقتحمها، وذلك بعد عقد مصالحات مع بعض الفصائل وإبقائها في مناطقها ونقل من رفض منهم المصالحة إلى محافظة إدلب.
قامت مجلة صور باستطلاع رأي لبعض سكان المحافظة الملمين بالشأن السياسي لأخذ تصورات عما سيؤول إليه الوضع في الأيام القادمة.
أحمد حسينات يعمل مع الحكومة المؤقتة في وزارة الإدارة المحلية في إدلب، قال لـ(صور): من رأيي الشخصي المواطن السوري لن يتخلى عن أرضه وسيدافع عنها، أما عن تصوري لمصير المحافظة في ظل الصراع الحالي يتردد الكثير من الكلام أن الشمال السوري المحرر الحالي تحت النفوذ التركي بمباركة أمريكية، النظام السوري الآن يحشد قواته باتجاه الشمال والمعارضة كذلك وبرأيي لن تكون هناك حرب قادمة، فالصراع سيكون صراع سياسي وصراع إعلامي بين إعلام المعارضة وإعلام النظام ومن يقرر عنهما هم دول، والآن ننتظر القمة الثلاثية لنعرف تماماً ماذا سيحصل.
خديجة عمر تعمل في المجتمع المدني في تمكين المرأة، ومديرة مركز (أمل) للتنمية البشرية قالت لـ (صور): كل الاحتمالات واردة، النظام يحاول السيطرة على المناطق التي تشكل أهمية استراتيجية أولاً مثل مناطق الساحل ودمشق ومحيطها من المدن، وأجزاء من حمص والحدود مع لبنان، فالنظام يهتم بحصر هذه المناطق على السكان الموالين له لتوسيع نفوذه السياسي "الطائفي"، ولتكون منطقة مثل إدلب مركز للمعارضة، وتصبح محاصرة ديمغرافياً، هذا يرجح احتمال الحرب، لكن الأتراك سيبذلون ما بوسعهم لمنع هذه المعركة، لأن "تركيا تقف وقفة حق اتجاه الشعوب التي تطالب بالحرية"، ومن ناحية أخرى ستكون الخاسر الأكبر في هذه المعركة. ولكن إذا كان الاحتمال شن النظام المعركة على إدلب فسيكون أسوأ سيناريو منذ اندلاع الحرب في سوريا وستحل كارثة إنسانية في إدلب التي يقيم فيها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة.
أما عثمان بديوي الذي عمل كوزير سابق في الحكومة المؤقتة وهو حالياً رئيس تجمع سوريا الثورة فقال حسب توقعاتي أنه لن يتم الهجوم على إدلب أما في حال تم ذلك، فقسم من المدنيين سيتوجه إلى الحدود، وقسم إلى أعزاز وعفرين، وسيواجهون مآسي النزوح والتشرد. وهناك قسم ضبابي وهو من مازال يصفق للأسد وعلى زعمه أنه يريد أن تحل الدولة المؤسساتية محل الفوضى سيبقى في المنطقة، ويتحمل وزره، فنحن لانثق بالنظام لكنهم يرونه المخلص ستكون موجة النزوح قاسية جداً، ومؤلمة. قسم من المدنيين سيفضلون الموت على النزوح نحن كثوار اتخذنا خيار المقاومة والصمود ولن نخرج من هذه البلاد، وعلى المنظمات الإنسانية أن تهيّء الملاجيء والمساعدات منذ بدء التصعيد لتخفيف الأزمة لكن الأمور ستكون على ما هي عليه على الأقل لستة أشهر أوسنة لتأخذ منحى الحل السياسي.
محمد سلامة حقوقي يعمل كمدير للعلاقات العامة في الحكومة المؤقتة، ورئيس المكتب الإعلامي في الهيئة السياسية في إدلب من ريف معرة النعمان – جرجناز يرى أن المنطقة ذاهبة في المرحلة القادمة نحو الهدوء، وذلك لعدة أسباب من أهمها الموقف التركي الواضح والصريح. وخصوصاً بعد تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "اهتمامنا بإدلب كاهتمامنا بشراكتنا مع روسيا"، وبرأيه أن تركيا ستدافع عن موضوع إدلب لأن إدلب تعتبر العمق الاستراتيجي للأمن القومي التركي، والسبب الثاني هو غرفة العمليات المشتركة التي شكلتها الفصائل وتوحدت في غرفة عمليات واحدة من ريف حلب الجنوبي إلى ريف إدلب الشرقي إلى ريف حماه الشمالي مروراً بسهل الغاب وريف اللاذقية، والتحصينات الكبيرة التي عملت عليها الفصائل في الآونة الأخيرة كل تلك الأسباب سيدرك النظام وروسيا بأن اجتياحه لإدلب لن يكون نزهة، وسيكون استنزاف قوي للنظام وميليشياته، علماً أن الطيران لا يحسم معركة على الأرض.
وأضاف بأن الخطة الروسية التي اعتمدتها روسيا في اجتياح جنوب درعا وغوطة دمشق وفق إجراء مصالحات مع بعض الفصائل المسلحة، لكن قامت الفصائل في المناطق المحررة قامت باعتقال معظم من يوالي للنظام السوري وروسيا منهم لذلك روسيا خسرت هذه الورقة لهذه الأسباب أرى أن المنطقة إلى هدوء.
أحمد الجدوع من منطقة ريف حماه الشمالي وعضو المجلس الأهلي بكفرزيتا قال: إن الناس بانتظار نتائج القمة الثلاثية في طهران الناس في تخوف شديد وخصوصاً بالمناطق المحاذية لمناطق النظام، والتي هي على امتداد شريط واسع ابتداء من منطقة الغاب إلى ريف حماه الشمالي والشرقي حدثت موجة نزوح في اليومين الأخيرين ليست بالقليلة لكن أقل من النزوحات السابقة اعتادت الناس النزوح أثناء المعركة لكن هذه المرة بدأت الناس تتجهز وتنزح باجاه الشمال السوري.
التصورات للمرحلة المقبلة في حال قام النظام باجتياح للمنطقة ستحدث موجة نزوح كبيرة باتجاه الحدود التركية، وستكون هناك كارثة إنسانية صعبة جداً من المتوقع كمرحلة أولى سيكون النزوح من منطقة الغاب بشكل عا،م وبعدها من ريف حماه الشرقي كمرحلة ثانية من ريف إدلب الجنوبي أيضاَ ممكن أن يتراوح عدد النازحين من 500 ألف إلى 800 ألف مدني في حال حدثت المعركة، وحسب لقاءات حدثت في الأسبوع الماضي بين رؤساء المجالس المحلية بريف حماه الشمالي ومجموعة من الوجهاء مع مجموعة من النقاط التركية في مورك كانت هناك تطمينات من ضابط مسؤول عن الجانب التركي، حيث قال "إن الجانب التركي سيكون مع الشعب في المناطق المحررة ليمنع تقدم النظام" مع الوعود بشكل مباشر بالدعم الغذائي والخدمات للأهالي.
رضوان الحسن سياسي مقيم في تركيا يعتقد بأن هناك عدة احتمالات مرتبطة بالتفاهمات الدولية لسبب هو أن وضع إدلب له علاقة بترتيب المنطقة بالكامل وهي:
1- ربما تخضع لمخرجات الأستانة وتدخل ضمن فرض سيطرة الأتراك والفصائل التي تعمل معها وهذا يتوقف على الدور التركي في إنهاء دور الفصائل المدرجة بقوائم الإرهاب.
2- لربما تتفق جميع الأقطاب الدولية على خارطة طريق للمنطقة وهذا السيناريو الأصعب على أهل إدلب على اعتبار أن إدلب منطقة تم ترحيل الفصائل الإرهابية إليها، وهذا مبرر لتدميرها، وربما يواجه سكانها الكثير من الويلات.
3- والاحتمال الأخير يمكن أن يبقى الوضع كما هو لفترة مع إعادة تموضع بعص نقاط الفصائل، وتجهيزها لمرحلة مستقبلية محتملة يمكن أن تخضع لاحتمالات عدة.
محمد جهاد الخطيب عضو مكتب تنفيذي بمجلس المحافظة وعضو بالهيئة السياسية في محافظة إدلب وناشط ثوري معارض قال بأن من الصعوبة على الناس إعطاء أي تصور لكثرة السيناريوهات المطروحة.
"بالنسبة لي أنا متفائل وأرجح أن الأمور ذاهبة نحو وصاية تركية، طبعاً الوضع بالداخل ليس أفضل من الوضع الخارجي لأننا لو استطعنا معالجة الكوارث التي لدينا بما يخص العسكرة، والتسلط على الحياة المدنية بكل مكوناتها لكان الوضع أخف وطأة على الشعب وعلى الجبهات".
حازم داكل صحفي يتوقع أن تتخلى جبهة النصرة عن الأجانب وتسلم سلاحها الثقيل لتركيا، وستعزز تركيا من نقاط مراقبتها في إدلب، كما أن النظام سيسيطر على جسر الشغور، ويتم نقل التركستان لمناطق أخرى غير معروفة، وأضاف" "حتى الآن. بتصوري لن يستطيع النظام أخذ شمالي إدلب في الوقت الحالي وبعد القمة الثلاثية سيتوضح كل شيء".