إعادة التوازن
يحدث أحياناً أن تلتقي مصالح أطراف دولية متعددة مع بعضها البعض دون تنسيق مسبق، أو حتى دون وجود إرادة سياسية. ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى الأوضاع في عديد من الدول المنخرطة في الصراع السوري، نجد أنها تعاني من أزمات داخلية، ففي أمريكا يعاني الرئيس ترامب من أزمات داخلية كبيرة، نفس الحال ينطبق على تيريزا ماي وميركل وماكرون وأردوغان وبوتين وروحاني، فجميعهم لديهم مشاكل داخلية في بلادهم قد تطيح بأحلامهم في الحكم.
وعلى مر العصور اعتاد القادة لعبة تدوير المشاكل، وتصديرها إلى الخارج لتخفيف الضغوطات، وإلهاء الرأي العام، وهي سياسة يتّبعها الجميع، ولن تكون هناك ساحة أفضل من الساحة السورية لتصدير هذه المشاكل.
لا يمكن لأحد التنبؤ بما سيحدث في سوريا نتيجة لتعقيدات المشهد السوري، ولكنه يثير العديد من الأسئلة.
هل سنشهد تحالفات واتفاقيات جديدة خلال الأيام القادمة؟
هل ستكون تحالفات متعددة الأقطاب أم أحادية؟
هل سنشهد صراعاً جديداً، ام هو إعادة إنتاج للصراع السابق بين هذه الأقطاب داخل سوريا؟
هل سنشهد دخول لاعبين جدد بشكل مباشر؟
هل سيكون للأوربيين دوراً أكبر وأعمق؟
أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا وآخر معاقل المعارضة إدلب المحاطة بمصير مجهول يدور حول ثلاثة سيناريوهات: الأول أن يقوم الروس والنظام باستعادة السيطرة عليها كما حدث في بقية المدن مثل حلب والغوطة ودرعا وأجزاء من حمص، الثاني يعتمد على قدرة تركيا على فصل الجماعات الإرهابي والسيطرة عليها، الثالث هي تجميد الصراع في إدلب والبدء بعملية سياسية شاملة، وهذا يحتاج إلى إعادة توزان القوى بين المعسكر الروسي والغربي.