سوريا .. إلى أين؟
"الانتصار والهزيمة في سوريا" يطرح الكثير من الأسئلة والتحدّيات، ويُنذر بكوارث عديدة، فهل سيكون العالم على مستوى المسؤولية؟ سؤال ستبيّن الأيام القادمة أجوبته الصعبة، حيث تتنامى الحاجة الآن في ظلِّ المأزق الكبير الذي تعيشه سوريا على كلّ الصّعُد والمستويات إلى الحديث بكل شفافية عن حالة الهزيمة والانتصار في سوريا عن "هزيمة الثورة"، وانتصار النظام وحلفائه. بعد أن أخذ صوت السلاح يغطّي على صوت السلام وأصوات المطالبين بالحرّية والديمقراطية.
نعم هُزِم السلاح، لكن أين صوت السلام والديمقراطية في سوريا، في ظل حالة إحباط عامة، من أداء المعارضات على أنواعها، ومحاولة تعويم النظام دولياً من قِبل حلفائه وبعض الدول الإقليمية، خلقت حالة من السوداوية في أوساط المثقّفين والديمقرطيين والسلميين بفقدان الأمل في أي عملية تحوّل ديمقراطي في سوريا؛ وهو ما جعلنا نطرح على بعض الكتّاب الذين يشغلهم الشأن السوري والمهتمّين بواقعه ومستقبله، ومنها: هل نعيش هزيمة الثورة السورية فعلاً؟ وإن كان هذا هو الحال، فهل هي نهاية مطاف المطالبة بالديمقراطية والمشاركة السياسية؟ وهل ستنجح روسيا -المفوّضة دولياً في سوريا- بالقضاء على كل إرادة حرّية وديمقراطية، وإعادة بناء نظام وتعويمه دولياً ؟
إذاً.. هي بداية نأمل أن يجدها قرّاؤنا موفقة، وندعو من خلالها أصحاب الرأي لمراسلتنا لطرح قراءتهم للواقع السوري وتوقّعاتهم لمستقبله، دون شرط من قبلنا إلا الانحياز للناس في مطالبهم بالحرّية والديمقراطية.