السوريّون وأخوة المنهج
لأنّه لم يكمل الدرب، لم يكن بمقدوره إكمال العبارة، فالحقيقة، قبل أن تُحرّر، تُحرق، وما لم تمرّ بمرحلة الاحتراق، مراراً وتكراراً، لن تصل مرحلة الحقيقة حيث الخلاص والانعتاق، وربما لأنه انقطع، قسراً بسبب الصلب، قُطع أتباعه عنها فتاهوا عن الحقيقة، وما زالوا تائهين.
إنَّ أسوأ جرائم التاريخ وأكبرها ارتكبها أتباع المسيح، بدءاً من استعباد العرق الأسود لقرون طويلة مروراً بإبادة الهنود الحمر وصولاً إلى الهولوكوست، هذا ناهيك عن استخدام القنابل النووية والأسلحة المخضّبة باليورانيوم، ولا فرقَ في ذلك إنْ كان باسم المخلّص صراحة أو تحت أسماء أخرى، فالشجرة، كما قال صاحب العبارة، تُعرف من ثمارها، ولذلك قال صاحب الشطحات: خضتُ في بحر وقف "الأنبياء" بساحله. فهل كنّا سنصدّق صاحب غزوة منهاتن، أو ما تلاها من غزوات، لو قال في سبيل نشر الديمقراطية كما صدّق السوريّون، على سبيل المثل، أخوة المنهج؟.