مقتل 92 مدنيّاً في شمال وشمال شرقي سوريا
قالت المتحدّثة باسم مفوّضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان: روبرت كولفيل "منذ بدء الهجوم العسكري بقيادة تركيا على شمال شرقي سوريا في 9 تشرين الأول/ أكتوبر، تحققنا من عدد من الحوادث أسفرت حتى 5 تشرين الثانيّ/ نوفمبر، عن مقتل ما لا يقل عن 92 مدنيًّا في شمال وشمال شرقي سوريا."
وأضافت كولفيل في إحاطة إعلاميّة بشأن سوريا يوم الجمعة 8 تشرين الثاني/نوفمبر أن حوادث متفرّقة وقعت في شمال شرقي وشمال غربي سوريا. في الوقت نفسه قُتل وجُرح على إثرها العشرات من المدنيين، وذلك بسبب الغارات الجوية والضربات الأرضية، ونتيجة لما يبدو أنه استخدام عشوائي ومتزايد للعبوات الناسفة في مناطق مأهولة بالسكان، بما في ذلك في الأسواق المحلية."
وبينت كولفيل أن بين هؤلاء، 49 ضحية نتيجة غارات جوية، وضربات أرضية، ونيران قناصة، وعمليّات إعدام نفّذتها جماعات مسلّحة موالية لتركيا وجماعات مسلّحة كردية.
وخلال الفترة نفسها، تحقّقنا من مقتل 31 مدنيًّا آخرين قُتلوا نتيجة استخدام العبوات الناسفة، أو بمتفجّرات من مخلّفات الحرب، ضمن المنطقة الجغرافية التي للعملية العسكرية التركية، أي في الحسكة والرقة وأجزاء من محافظة حلب. كما وثّقنا مقتل 12 مدنيًّا آخرين خلال الفترة نفسها نتيجة هجمات بعبوات ناسفة أو ضربات أرضية نفّذتها الجماعات المسلّحة الكردية، وغيرها من االعناصر مجهولي الهويّة، في مناطق خارج نطاق العملية العسكرية التركية، مثل عفرين وجرابلس والباب وأعزاز.
اقرأ المزيد:
منظمات حقوقية إقليمية تُدين خطَّة تركيا للتطهير العرقي شمال شرقي سوريا
وعبرت روبرت كولفيل عن قلقها بسبب تعرض النازحين حديثاً بسبب الهجوم العسكري التركي قد تعرضوا للاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري، بعد عودتهم إلى منازلهم. وتقع هذه الحوادث في مناطق خاضعة لسيطرة القوات التركية وجماعات مسلحة موالية لها، وفي مناطق تسيطر عليها جماعات مسلّحة كردية أيضاً، وطالبت جميع الأطراف بضرورة تيسير العودة الفوريّة والآمنة للمدنيين النازحين الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم، وفقاً للمبادئ الإنسانية الدولية. ويجب معاملة جميع الأشخاص المحتجزين، بصرف النظر عن سبب احتجازهم، معاملة إنسانية وعدم إخفائهم.
كما تصعّدت فجأة الغارات الجوية والضربات الأرضية في المناطق الشمالية الغربية من البلاد، بعد هدوء مؤقت للقتال في محافظة إدلب خلال شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر. وقد استهدفت بمعظمها مناطق في جنوب إدلب وغربها، لا سيّما المرافق الطبية. تستمر المنشآت الصحية بالتعرض للقصف المباشر أو التضرر بشكل كبير كلّما حدث تصعيد عسكري في إدلب، على الرغم من تركيز الأمم المتّحدة وغيرها من الجهات على مثل هذه الهجمات، وإنشاء الأمين العام للأمم المتحدة مجلس تحقيق فيها.
قالت كولفيل في إحاطتها أن "أربعة مرافق صحية مختلفة أصيبت بأضرار في 4 و6 تشرين الثانيّ/ نوفمبر، ما أدى إلى ارتفاع عدد المرافق الصحية الإجماليّ التي تم تسجليها من قبل مكتبنا منذ 29 نيسان/ أبريل إلى 61. وقد تعرّض مستشفى كفرنبل، للقصف في 6 تشرين الأوّل/ نوفمبر، بعد قصفه أكثر من مرّة سابقاً في أيّار/ مايو وتموز/ يوليو. كما أصيب ثلاثة من المسعفين المدنيين نتيجة عدة غارات جوية يُعتقد أنّ قوات موالية للحكومة قد نفّذتها. اثنتان من تلك الغارات الجوية ضربت، وبشكل مباشر مستشفى الإخلاص في قرية شنان في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى توقّفه عن العمل.
وأشارت كولفيل إلى أنّ الأرقام المذكورة آنفا ليست شاملة، حيث أنهم غير قادرين على تتبع جميع الضحايا والإصابات، ولا يمكنهم التحقق من كل حادثة منفصلة.