info@suwar-magazine.org

ظروف قاسية على اللاجئين السوريين في لبنان

ظروف قاسية على اللاجئين السوريين في لبنان
Whatsapp
Facebook Share

 

 

نشرت هيومن رايتس ووتش تقريراً حول أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، في التاسع عشر من كانون الثاني، بعنوان "لبنان: ظروف قاسية على اللاجئين السوريين في عرسال"، حيث ذكرت المنظّمة في التقرير أنّ اللاجئين السورييّن في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا ليست لديهم بُنى ملائمة لتأويهم خلال أشهر الشتاء القاسية.

 

ذكر التقرير أنّ أكثر من 15 ألف لاجئ يواجهون ظروف مريرة بعد قرار السلطات اللبنانية بتفكيك البنى التي تأويهم، حيث أجبروا للشتاء الثاني على التوالي من العيش من دون سقف وعزل ملائِمَيْن، واضطُرّهم هذا القرار على تحمّل ظروف الشتاء القاسية، بما فيها درجات حرارة دون الصفر وفيضانات.

 

في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأوّل، عاد باحثون من هيومن رايتس ووتش إلى عرسال لمقابلة سبعة لاجئين كانت قد تمّت مقابلتهم للمرّة الأولى في صيف 2019 لتقييم وقع تدمير ملاجئهم على مستوى معيشتهم، تحديداً إمكانية حصولهم على مسكن ملائم خلال أشهر الشتاء. وصف اللاجئون ظروف الحياة القاسية، كما قالوا إنّهم يفتقدون إلى المعلومات والموارد لمنع تفشي فيروس كورونا.


وصف اللاجئون السبعة الذين تمّت مقابلتهم الظروف الجويّة القاسية ومواد البناء غير الملائمة. بسبب غزارة الأمطار والفيضانات، قال أربعة منهم إنّ العفن تشكّل على الخشب المُستعمل في إعادة بناء الأجزاء العلوية من ملاجئهم. ذكر البعض أنّ العفن تسبّب بمشاكل صحية للأطفال ولأقرباء مُصابين بالربو.

 

 

قالت لاجئة سورية من حمص إنّ ابنتها تسعل بسبب العفن، مضيفة: "أعطتنا [منظمة غير حكومية] شادراً واحداً لتغطية السقف، واشترينا الباقي بأنفسنا. ليس لدينا إلّا خمسة أحجار باطون للحماية، وما تبقّى هو خشب. تتسرّب المياه من تحت الجدران، وتفوح رائحة نتنة من العفن".


كما ذكر التقرير أنّه لم يبقَ للاجئين الذين اضطُرّوا إلى تفكيك ملاجئهم سوى أسقف من الخشب الرقيق والشوادر لحمايتهم من الثلج الكثيف والرياح الشديدة. انخفضت درجات الحرارة المسجّلة حينها إلى 10 درجات تحت الصفر في المنطقة الجبلية المعروفة بشتائها القاسي.

 

قالت ميشال رندهاوا، منسّقة أولى لحقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش: "ما تزال ظروف عيش اللاجئين السوريين في عرسال الذين أُرغموا على تفكيك ملاجئهم في 2019 قاسية. أوضاعهم، بالإضافة إلى قيود الحركة للحدّ من تفشّي فيروس "كورونا"، تهدّد سلامتهم وحياتهم".

 

وبخصوص الوضع الإنساني والإغاثي، أشار التقرير إلى أنّ برامج الاستجابة الإنسانية للاجئين السورييّن في لبنان التي تؤمّن الملجأ لهم تفتقد إلى التمويل بشكل كبير، حيث استطاعت المجموعات التي تعمل على توفير الملاجئ للاجئين السوريين بتأمين 17% من التمويل المطلوب فقط.


بسبب التضخم المتسارع في لبنان، واجه اللاجئون السوريون في البلاد ارتفاعاً كبيراً في الأسعار والإيجارات، ما أرغمهم أحيانا على الاختيار بين شراء الطعام والحاجيات الأساسية أو تسديد الفواتير، كما يفتقد نصف اللاجئين السوريين في لبنان الآن إلى الأمن الغذائي.

 

أعرب جميع اللاجئين السوريين الذين أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلة معهم، عن مخاوفهم بسبب قلّة المعلومات والموارد المتوفّرة لهم لتجنّب تفشّي فيروس كورونا، أفاد أغلبهم بأنّهم لم يعرفوا بمَن يتّصلون أو ماذا يفعلون إذا ظهرت عوارض على أحد أفراد أسرتهم. في حين تستعمل البلديّات اللبنانيّة منذ آذار الماضي تفشي فيروس كورونا لفرض حظر تجوّل تمييزي وقيود على الحركة تنطبق فقط على اللاجئين السوريين، عبّر أغلبية الأشخاص الذين تمّت مقابلتهم عن مخاوفهم من عجزهم عن الحصول على الموارد الصحيّة واللوازم الأساسيّة وسط هذه القيود التمييزيّة.

 

أكد التقرير أنّه على الرغم من ظروفهم المعيشية القاسية، لم يقُل أيّ من اللاجئين السورييّن الذين تمّت مقابلتهم إنّ الوضع في سوريا آمن بما فيه الكفاية لعودتهم.


قالت هيومن رايتس ووتش إنّه على الحكومة اللبنانية والمنظمات والحكومات المانحة أن تضمن الحماية الكاملة لحقّ الجميع في مسكن ملائم، كما يجب أن يستمرّ المانحون في حثّ الحكومة اللبنانية على مراجعة سياساتها حول الموادّ المسموحة في المخيمات غير الرسمية والسماح بتوزيع موادّ أكثر متانة لبناء الملاجئ، كما ذكرت المنظمة أنّ اللاجئين السورييّن في لبنان يحتاجون إلى المساعدة بشكل عاجل، خصوصاً خلال هذه الأشهر القاسية في الشتاء.

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard