المبعوث الأممي: المناقشات الدستورية بين الأطراف السورية انتهت بـــ (خيبة أمل كبيرة)
وصف مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، مناقشة اليوم بأنها "خيبة أمل كبيرة"، قائلاً: "لم نحقق ما كنا نأمل في تحقيقه"، وشرح بالتفصيل ما تم التوصل إليه من اتفاقات بين الأطراف السورية على مدار الأيام الخمسة الماضية في جنيف.
في مؤتمر صحفي من جنيف اليوم الجمعة 22 تشرين الأول / أكتوبر، قال بيدرسون إن الأطراف لم تتفق على موعد المناقشات المقبلة. وأضاف أنه عقب اختتام المناقشات، لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن كيفية المضي قدماً. وذكر أن عملية صياغة دستور جديد لسوريا كانت "خيبة أمل كبيرة." مضيفاً أنه "في النهاية سنحتاج إلى تفاهم بين جميع الوفود الثلاثة حول القواسم المشتركة، والتي لم يتم التوصل إليها".
.
بعد تسعة أشهر..
وقد بدأت عملية الصياغة بين الرئيسان المشاركان - من الحكومة والمعارضة - للجنة الدستورية السورية (هيئة الصياغة المصغرة) والمجتمع المدني يوم الاثنين الماضي بقيادة السيد بيدرسون. وكان الهدف هو الخروج بنص من شأنه أن يساعد في دعم مستقبل سلمي للبلاد، بعد أكثر من عقد على الحرب.
وجاء هذا التطور بعد ما يقرب من تسعة أشهر من المفاوضات بين المبعوث الخاص للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن الإصلاح الدستوري.
وفي كانون الثاني/يناير، قال إنه تم إحراز تقدم غير كافٍ في الاجتماع الخامس للهيئة المصغرة المكوّنة من 45 عضواً وإن ثمة إدراكاً بأنه "لا يمكننا الاستمرار بالطريقة التي نسير بها."
وكانت قيد المناقشة، أربع حزمات على جدول الأعمال تم وضعها في عام 2017 من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة آنذاك لسوريا، ستيفان دي مستورا. وتصف الشروط العامة للحكم والانتقال السياسي والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.
وقد مضى ما يقرب من عامين على الاجتماع الأول للجنة الدستورية السورية بكامل هيئتها المكونة من 150 عضوا وتضم 50 ممثلاً عن الحكومة السورية، 50 من المعارضة و50 من المجتمع المدني.
وتضم المجموعة المصغرة للجنة الدستورية السورية 15 ممثلاً عن الحكومة السورية، و15 ممثلاً عن لجنة المفاوضات السورية و15 مشاركاً من المجتمع المدني، يُعرفون باسم "الثلث الأوسط".
ثلاثة أيام جيدة ويوم صعب
ولأول مرة على الإطلاق التقى معا - الرئيسان المشاركان للجنة، أحمد الكزبري ممثل الحكومة السورية وهادي البحرة ممثل المعارضة - بالسيد بيدرسون.
وقال بيدرسون: "مرّت ثلاثة أيام بشكل جيد، ومرّ يوم صعب. في النهاية، أجرينا مناقشات جيدة حول المبادئ المختلفة." وأكد أنه سيتعين على الطرفين الآن التركيز على المضي قدماً في المبادئ والاتفاق على ما يختلفان حوله. لكنه أضاف أنه يتعين تطوير فهم صحيح للمضي قدماً.
وعلى صعيد إيجابي، قال المفاوض بيدرسون إنه تم تأسيس الثقة هذا الأسبوع الأمر الذي يمكن البناء عليه. لكنه شدد على أن الإرادة السياسية ضرورية لإيجاد طريقة لمعالجة العملية، لذلك تم تقليل الاختلافات إلى الحد الأدنى، وتحديد المجالات المشتركة.
وأضاف أنه "يِمكن أن يرى إمكانيات، ولكن طالما أن الطرفين لم يدركا (تلك الإمكانيات)، فأنا لست الشخص الذي يستنتجها نيابة عنهما."