info@suwar-magazine.org

سيرة غير ذاتية

سيرة غير ذاتية
Whatsapp
Facebook Share

 

هي ليست مجرد سيرة ذاتية يسرد فيها الكاتب تجاربه، على بساطة السرد الذي جاء في الكتاب، بل يحاول أن ينفض الغبار عن ذكرياته، والكثير من تفاصيل طفولته حين غادر عامودا، وحين عاد إليها في نهاية الثلاثينات من عمره.

 

يقول الكاتب عن كتابه: "ليست سيرة شخصية، هي قصة يمكن أن تحدث مع أيٍّ كان، قصة ممكنة، كما أنّها ليست رواية أو نصوص أدبية، إنّما هي مجرد سرد لتجارب عشتها، وأحببت أن أنقلها بشكل مختصر دون الخوض في التفاصيل كي يبقى مسار الكتاب متجهاً نحو عرض التجارب التي مررت بها منذ هجرتي من عامودا إلى ألمانيا وأنا في الثالثة عشرة من عمري وحتى عودتي إليها لأوّل مرة في نهاية الثلاثينات من عمري".

 

بهذه الكلمات يعرّف سيروان حاج بركو سيرته في كتابه "خارج السباق" الصادر عن مؤسسة "آرتا للإعلام والتنمية"، والتي توزّعت على فصول عدّة تجاوزت 26 عنواناً، وبهذا الترتيب قسّم الكاتب حياته إلى مراحل حياتيّة عاشها في عامودا من خلال يوميّاته في البيت، والمدرسة، ومساعدته لوالده في المحل، ولا يغفل الكاتب سرد سيرة والده الذي تعلّم منه معنى الحياة.

 

وينتقل الكاتب في سرده إلى مرحلة البدايات في أوروبا حين كان في الثالثة عشر من عمره، عند انتقال العائلة مجبرين إلى ألمانيا الشرقية في ليلة سقوط جدار برلين، وصولاً إلى العيش في ألمانيا الغربية وفق قوانينها الأوروبيّة الحديثة، وظهور مشكلة الاندماج مع المجتمع الألماني، وتفوّقه في المدرسة، واهتمامه بالرياضة والتحكيم الرياضي، ومن ثمّ انضمامه إلى الحزب الديمقراطي الألماني. وانتهاءً إلى عودته إلى عامودا بعد 23 عاماً من الاغتراب.

 

تُؤخذ على الكاتب عدّة نقاط كانت تستحق الكثير من الاهتمام والسرد، فهذا الاختصار الكبير، والانتقال الزمني الطويل بين الأحداث جعله يفتقر للمعلومات، والأفكار التي يطرحها الكاتب في سيرته، لأنّه تطرّق في هذه السيرة إلى الحديث وبشكل كبير عن مشواره الثقافي والإعلامي، فعندما ظهرت الإنترنت، وجد الكاتب ضالته فيها، فأنشأ موقعاً إلكترونيّاً كرديّاً مخصّصاً للأدب الكردي، واعتمد على الموقع في نشر الأدب الكردي، وإقامة الدورات للراغبين العمل في المجال الإعلامي، ومنها انطلقت فكرة إنشاء راديو آرتا، التي كانت من أوائل المحطّات الإذاعيّة في منطقة روج آفا، وأنشأها في عامودا، وقد كانت لهذه المحطّة صدى إعلامي كبير، ولأجل ذلك فقط خصّص الكاتب فصولاً عدّة تحدّث فيها عن الراديو وسياسته الإعلاميّة ونشاطاته الإعلانيّة، ودوره في النهوض في سويّة الإعلام الأدبي في المنطقة، اعتماداً على خبراته التي استسقاها من التجارب التي عاشها في أوروبا، وعلاقاته المتعدّدة مع المنظّمات والأحزاب والمؤسّسات الأوروبيّة والعربيّة، كعلاقته مع عدّة مواقع إلكترونية في مصر، وأهميّة هذه المرحلة في حياته لصقل مواهبه وتفتّح براعم الأفكار الداعمة لمشروعه في عامودا مدينته التي حملها في قلبه وفي وجدانه، المدينة التي حافظ على صورتها في مخيّلته حتى عودته إليها بعد 23 عاماً من الاغتراب.

 

اعتمد الكاتب في سرده للأحداث على لغة سهلة بسيطة، غير معقّدة، سلسة إلى درجة الإمتاع، كون الكاتب يعتمد على تقسيم سيرته إلى فصول صغيرة تحكي يوميّاته.

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard