وثيقة سفر أم إثبات وجود؟!
في السادس عشر من أيلول ٢٠٢١ أمسكتُ بين يديّ -وللمرة الأولى- وثيقة سفر خاصّة بي، متأملاً تفاصيلها العادية: صورة شخصيّة تبدو فيها الملامح باهتةً كحال جميع الصور الرسميّة، مدوّنٌ عليها الاسم واسم الوالد والوالدة ومكان وتاريخ الولادة، واسم الدولة المصدّرة للوثيقة. ورحت أفكّر هل تستحق وثيقة كهذه أن يبذل الشخص جهدَاً للحصول عليها؟ ماذا يضيف هذا الدفتر الأزرق الصغير على حياة المرء؟ كيف يمكن أن تكون حياته أفضل وأكثر نجاحاً لمجرّد امتلاكه إيّاه؟ هنا يقفز سؤال آخر إلى ذهني مرتبط بالبلد الذي ولدت فيه: هل أن يولد المرء كرديّاً سببٌ كافٍ لأن يتمّ حرمانه من حقوقه المدنيّة والسياسيّة؟ لم أجد إجابات على أسئلتي، لكنّي أعرف تماماً ما يعنيه أن يكون الانسان مجرّداً من جنسيّة بلدٍ ولدَ فيه هو وأبوه وجدّه، وأمضى أكثر من ثمانية وثلاثين سنة من دونها متخبّطاً محاولاً العثور على بدائل تساعده على المضي قدماً كشخص طبيعي على الصعيد الشخصي والعام.
في السابق لم أشأ الكتابة عن قصّتي متجنباً الخوض في التجارب الشخصيّة، أمّا الآن وبعد أن حصلت على إقامة ووثيقة رسميّة على أرض بلد لا تربطني به أيّ روابط سوى الإنسانيّة واحترام حقوق الإنسان، بلد يتضامن مع المضطهدين ويدعمهم في مساراتهم المختلفة. أكتب في هذه السطور عن تجربتي الشخصية بوصفها قضية عامّة وبهدف تسليط الضوء على هذه القضيّة الشائكة التي تتمثل بالحرمان من الجنسيّة. سألخّص هذه القصّة في سرديّات، تنطوي كلّ منها على مواقف حدثت معي خلال رحلتي التي كنت أشعر فيها أحياناً بأنّني لا أنتمي إلى أيّ مكان وأحياناً أخرى أشعر بانتمائي إلى كلّ الأماكن، رحلة شعرت فيها أنّني غير مقيّد بواجبات المواطنة المزيّفة.
السردية الأولى: تاريخ الميلاد
لا أعرف تماماً يوم وعام ميلادي، لكن وفق المعلومات والمقاربات الودودة التي تحاك في الجلسات العائلية فمن المفترض أنّه وقع في عام ١٩٨٢ أو ١٩٨٣. فحسب والدي قد ولدتُ أثناء موسم الزراعة حين كان يعمل في قرية المناجير أو بير شمو مثالاً. أمّا رواية والدتي وأختى الكبرى فهي على الشكل التالي: (ابن خالتك أكبر منك بسنة، لمّا ولدت كان ابن عمتك رضيع، إنت وابن جارتنا ولدتما بنفس السنة لكن هو أكبر منك بأربع شهور) غالباً ما تكون هذه المعلومات متناقضة والطريف أنّها ذاتها تطلق على إخوتي جميعاً، بل أعتقد أنّها تتعدى نطاق العائلة لتشمل جميع من لا يعرفون يوم ميلادهم فقصصنا وذكرياتنا وذاكرتنا متشابهة. أتذكّر أنّه في منزلنا كانت توجد صورة لطفل جميل يضع فولاراً مدرسيّاً مع قميصٍ مدرسي جميل، كنّا جميعاً نعتقد وندّعي أنّها لنا. حصلت على معلومة أكثر دقّة فيما يتعلّق بيوم مولدي، حيث أنّي أكبر من أحد قريباتي بأربعين يوماً وعليه فمن المفترض أنّي من مواليد الثالث والعشرين من أيلول ١٩٨٢. وفي جميع الأحوال اعتدت على فكرة عدم معرفة تاريخ ميلادي حتّى أنّ ذلك أصبح باباً للمزاح من قبل الأصدقاء. وأصبح هذا جزء من شخصيتي فصارت القضيّة أقلّ أهميّة عندي.
عدم معرفتي بتاريخ ميلادي الحقيقي له سياق اجتماعي وآخر سياسي، وهي ليست حالة نادرة إنّما تخصّ عدداً كبيراً من المجرّدين من الجنسيّة (مكتومي القيد) حيث أنّ غياب الوعي وعدم اهتمام الوالدين بالقضيّة يشكّلان عاملاً أساسيّاً، إضافة إلى آليّة تسجيل الولادات، فإذا كنت مولوداً من أب مجرّد من الجنسيّة السوريّة وأم لديها الجنسيّة السوريّة سوف يتم تسجيلك لدى المختار كمكتوم القيد على ورقة بيضاء صغيرة تشبه فاتورة كيس السكّر، وتلك كانت حالتي حيث والدي مجرد من الجنسيّة السوريّة ليس لديه الحق في تسجيل أولاده في السجلّات السوريّة، وأمّي مواطنة سوريّة لا يمنحها القانون السوري حقّ منح جنسيتها لأبنائها. وهكذا أصبحنا مكتومي القيد وهي درجة أقلّ من درجة المجرّدين من الجنسيّة أو ما يطلق عليه حسب الحكومة السوريّة (أجانب محافظة الحسكة).
السردية الثانيّة: السفر الداخلي
لدينا جميعاً نحن المجرّدون من الجنسيّة ذكريات تطحن مخيّلتنا، مع مرور الزمن تصبح هلاميّة لدرجة تختلط فيها الحقيقة بالحلم، أو حتّى قصص سمعناها من آخرين ومن شدّة تأثيرها بنا وبمرور الزمن تملكتّها ذاكرتنا. ومن هذه الذكريات أنّني كنت في دمشق في زيارة لبيت جدّي مع أخي وأثناء العودة وقبل أن تغادر الحافلة الكراج صعد شرطي وبدأ بالتفتيش عن الهويّات وحين أخرجت ورقة مكتومي القيد وقمت بفردها كالمؤمن الذي يفرد سجّادته للصلاة، تفحّصها وتفحّصنا وقلبها على الوجهين ممعناً فيها النظر. لم يفهم شيء من الورقة ثم بدأ سيل من الأسئلة؟
الشرطي: شو هاي؟
أنا: هويّة
الشرطي: وشو هل هويّة؟
أنا: مكتوم القيد
الشرطي: شو يعني مكتوم القيد؟
أنا: يعني كردي
الشرطي: قوم انزلوا معي لعند الرائد.
ساقني إلى الرائد وشرح له ما حدث ثم بدأ الرائد بدوره أسئلته:
الرائد: منين انت؟
أنا: رأس العين
الرائد: أنى وحدة؟ (يوجد مدينتين بنفس الاسم واحد في الحسكة وواحد في ريف دمشق)
أنا: بالحسكة
الرائد: وشو عم تعمل بالشام؟
أنا: جيت لبيت جدي
الرائد: ليش لحالكم؟
أنا: خالي وصلنا عالباص وراح
نظر إلينا متفحّصاً، وسكت لبرهة ثم قال: خليه يطلع بالباص. من حسن الحظّ أنّ الباص كان مازال منتظراً في رتل الباصات التي تنوي الخروج من بوّابة الكراج، ولن أكذب وأقول أنّني لم أكن خائفاً، بل مازلت أتذكّر أنّ قلبي كان يرجف خوفاً مثل عصفور بلّلته أمطار الشتاء، لأنّني كنت أعلم أنّ مكتومي القيد ممنوعين من السفر خارج المحافظة، فما بالك أن تصل من الحسكة إلى دمشق التي تبعد أكثر من ٦٤٠ كم.
السرديّة الثالثة: التعليم
أنهيت المرحلة الإعداديّة ثم الثانويّة الصناعيّة في مدينة سري كانيه، وكنت أنوي الالتحاق بمعهد الميكانيك في حلب، ولكن لم أستطع لأنّ التسجيل في المعهد بحاجة إلى شهادة الثانويّة فعلى الرغم من نجاحي لم أحصل على الشهادة الثانويّة لأنّ مكتومي القيد يمكنهم الدراسة إلى المرحلة الثانويّة، ولكن لن يتمّ تسليم الشهادة الإعدادية والثانوية، ويتمّ الاحتفاظ بها رهينة في دائرة الامتحانات في محافظة الحسكة. كانت لي محاولات بسيطة لتجاوز هذه العقبة، ولكنّني فشلت ثم استسلمت وقرّرت التخلّي عن الدراسة وفعلاً توقّفت. بعد عام من توقّفي عن الدراسة صدر قرار جديد يقضي بإمكانيّة تسجيل مكتومي القيد ليحصلوا على صفة أجانب، لذلك وجدت فيها فرصة لي ولعائلتي وبدأت العمل مع محام من أجل تثبيت زواج والدي وكانت الصيغة القانونيّة كما أتذكّرها أن تقوم والدتي التي هي "مواطنة سوريّة" برفع دعوى قضائيّة للمطالبة بتسجيل أبنائها أي دعوى ضدّ زوجها، ولكن بشكل صوري وفي النهاية، وبعد أشهر وتكاليف ماليّة استطعت أن أصعد السلّم درجة، وحصلت على صفة أجنبي من أجانب محافظة الحسكة مثل والدي.
اقرأ أيضاً:
بعدها مباشرة توجّهت إلى دائرة الامتحانات لأخذ شهادة الإعداديّة والثانويّة، ولكن صعقت عندما أخبرني الموظف أنه يجب عليّ تقديم طلب تغيير الجنسيّة والحصول على موافقة وزير الخارجيّة. لم أتمالك نفسي وبدأت ثورة الغضب تنفجر، أتذكر أنّني قلت للموظف لو كان لدي جنسيّة ما كنت أقف أمامك الآن، عن أي جنسيّة تتحدّث؟ وفي النهاية قالي لي هذا هو القانون، ولا يوجد قانون خاص لحالتكم أنتم من انتقلتم من "مكتوم القيد" إلى "أجانب محافظة الحسكة". ثم أنهى حديثه بقوله: عليكم شكر سيادة الرئيس على مساعدتكم وإعطائكم هذا الفرصة. عدت محبطاً إلى المنزل لمعرفتي أنّ الحصول على موافقة مكتب وزير الخارجيّة يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، ولن تكون الموافقة ممكنة بدون (واسطة ثقيلة).
بعدها استجمعت طاقتي وقرّرت عدم الاستسلام. بدأت العمل على معاملات تغيير الجنسيّة، وبسبب ضيق الوقت كان عليّ السفر من الحسكة إلى دمشق. أتذكّر انني سافرت ٤ مرات بشكل متتال، أنام في الباص وأنتظر ساعات أمام باب وزارة الخارجية، ودائرة الامتحان لتفتح أبوابها. وبعد أن اكتملت أوراقي كنت بحاجة فقط إلى توقيع من مكتب الوزير، ثم ذهبت مع أحد أقربائي للحصول على التوقيع (العجيب الرهيب) من مكتب وزير الخارجيّة. كان طاعناً في السن، أتذكّر أنّ يداه كانت ترتجفان أثناء الكتابة بسبب مشكلة عصبيّة، ثم بدأ بوضع العراقيل، وتهويل القضيّة من أجل الحصول على رشوة، وقريبي الذي يرافقني أخذ يحاول بشتّى الطرق استمالة عطفه، ثم قال: هالمرّة رح مشيها كرمال إنّك جاي من الحسكة وبدك تكمل دراستك. وهو مقتنع أنّه يمنحنا مساعدة مجانية وليس حقّاً لنا، في النهاية استطعت إكمال دراستي، ولكن ذلك تطلّب مني إعادة البكالوريا، وإضاعة أكثر من عامين.
السردية الرابعة: السفر إلى الخارج
بعد انطلاق الثورة في سوريا عام ٢٠١١ أصدر بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم ٤٩ لعام ٢٠١١ القاضي بمنح المسجّلين في سجلّات أجانب الحسكة "الجنسية العربية السورية"، ورغم أنّ هذا حقّ مشروع لكلّ الكُرد المجرّدين من الجنسيّة، رفضتُ الحصول عليها لأنّني رأيت فيها رشوة سياسيّة، ومحاولة لثني الكُرد عن المشاركة في المظاهرات. وفي أحد الأيام تلقيت اتصالاً من أخي، وبعد التحيّة والمقدّمات:
أخي: ما بدك تجي تاخد هويتك؟
أنا: لا، لا أريد رشوة سياسيّة.
أخي: مانها رشوة، هذا حقنا تعال خوذ الهوية، وطالع الجواز ما بتعرف شو رح يصير بعدين.
أنا: النظام رح يسقط إذا استمرت المظاهرات عدّة أشهر، بس لازم تنتشر أكثر، وتنزل أكثر للساحات.
أخي: النظام ما رح يسقط بسرعة، وتعال على الأقل مشان تشوف أهلك.
في النهاية لم أذهب للحصول على الجنسيّة، كما لم يسقط النظام، واتخذت قرار المغادرة من سوريا في منتصف شهر أيلول من ٢٠١١ بعد الملاحقات الأمنيّة، وهو قرار إلى هذا اليوم لم أتأقلم معه، ولا أعلم إن كان صائباً أم لا.
خرجت من سوريا باتجاه تركيا، بدون أوراق ثبوتيّة ودخلت أراضيها عبر الحدود بشكل غير قانوني كحال الغالبيّة من السوريّين ثم توجهت إلى إسطنبول، وذات مرة في آكسراي أوقفني البوليس التركي وطلب مني هويتي، وأنا لا أملك أي شيء يثبت شخصيتي باستثناء كلمتي التي خانتني هي أيضاً فالكلمات التركية التي كنت قد التقطتها من القنوات التلفزيونيّة التركيّة اختفت، ومن حسن حظي وفي غمرة محاولاتي الفاشلة لشرح قضية الكرد المجرّدين من الجنسية في سوريا باللغة التركية التي لا أجيدها نشب عراك قريب منا فهرع البوليس لفضه، فآكسراي كانت معروفة بكثرة الشجارات والمشاكل. عدتُ إلى المنزل، وأنا أفكّر بوجوب إيجاد حلّ للحصول على أيّة أوراق أستطيع من خلالها إثبات هويتي في بلد لا يمنح حقّ اللجوء مثل الدول الأوربيّة.
السردية الخامسة: المنفى الاختياري
بعد عام في إسطنبول انتقلت إلى مدينة غازي عينتاب، وبين عامي ٢٠١٢ و٢٠١٣ بدأ "الجيش الحر" في سوريا بالسيطرة على البلدات والمدن الكبرى لدرجة بدى فيها أنّ النظام سقط، وأنّ سيطرة المعارضة على الدولة أصبحت مسألة وقت، خصوصاً بعد تحكّمها ببعض مفاصل الدولة ومنها سجلات الأحوال الشخصيّة، ودوائر جوازات السفر، وشهادات قيادة السيّارات في بعض المحافظات. ومثل المئات من السوريّين استطعت الحصول على جواز سفر والحصول على إقامة سياحيّة في تركيا مما مكّنني من التحرّر والسفر إلى أكثر من بلد في إفريقيا وآسيا وأوروبا للقيام بالمهام المتعلّقة بعملي. استمر السوريون ببناء مؤسّسات موازية للحكومة السورية وأصدر الائتلاف جوازات سفر للسوريّين، وساهمت الدول من تركيا وصولاً إلى الدول الغربيّة في تقديم تسهيلات للسوريين لمساعدتهم للتغلّب على العقبات القانونيّة التي تواجههم في المهجر. وفي أبريل من عام ٢٠١٦ كنت متوجّها إلى أربيل من أجل عقد اجتماع مع بعض الشركاء، تم توقيفي في مطار أتاتورك وزجّي بالسجن، ومن المطار تم نقلي إلى سجن توب كابي سراي في منطقة آكسراي، وفي أوّل تحقيق قيل لي أنّ جوازي مسروق من اليونان، وأنا الذي لم أزر اليونان في حياتي، قلت له أنّني أملك هذا الجواز منذ ثلاث سنوات، وقد سافرت به عدّة مرّات من هذا المطار، لماذا لم يحدث شيء في السابق، ثم قال لي سوف نقوم بترحيلك إلى إدلب، اعترضت لأنّ ذلك سوف يعرّضني للخطر وطلبت منه أن أذهب إمّا إلى مدينتي رأس العين أو إعطائي جوازي والسماح لي بالوصول إلى أربيل. وبعد نقاشات وجدال قال لي: قانونيّاً يجب أن يتمّ تسليمك إلى دمشق، ولكن نحن لا نرغب بذلك إلّا إن استمريت بالرفض في الذهاب إلى إدلب سنقوم بتسليمك إلى دمشق، ثم تجادلنا مرّة أخرى وقلت له لا يمكن ذلك فأنا ملاحق أمنيّاً، وهذا سوف يشكّل خطراً على حياتي وستقع المسؤولية عليكم. بعدها قمت بتوكيل محامٍ استطاع إيقاف الترحيل، وتحويل القضية إلى المحكمة، وخرجت من السجن بعد أسبوع.
هذا التحوّل المفاجئ في موقف الدول ممن أسموهم بـ "أصدقاء الشعب السوري" قد كلّف السوريين الكثير، حيث توقّفت التسهيلات شيئاً فشيئاً بعد أن بدأ النظام السوري باستعادة السيطرة على بعض المناطق، وبعد أن بدأت "الجماعات الإرهابيّة" باستغلال التسهيلات المقدّمة، وقد تجلّى ذلك عندما استخدمت داعش جوازات سفر سوريا للوصول إلى فرنسا، ونفذت هجمات 13 نوفمبر 2015 في باريس التي أسفرت عن مقتل ١٣٠ شخص وجرح ٣٦٨ آخرين. إذ كشفت التحقيقات أنّ معظم عناصر الوحدة وصلوا إلى أوروبا قادمين من سوريا على أنّهم لاجئون، وأنّ معظمهم سلكوا طريقاً مماثلاً، فوصلوا إلى اليونان بموجب جوازات سفر سوريّة، وعبروا بسيّارات مستأجرة من المجر والنمسا وألمانيا أو مروا عن طريق البلقان قبل الانتقال إلى بلجيكا".
بعد خروجي من السجن وعلى مدار عامين كاملين حاولت الحصول على بطاقة الإقامة المؤقتة (كملك). لكنّي لم أتمكّن من الحصول عليها، وقد كانت شرطاً أساسياً لطلب حقّ اللجوء في غالبية الدول الأوربيّة باستثناء فرنسا، وهو ما حدث بالفعل وأصبحت منفاي الاختياري. هذه الوقائع الفرديّة تمثّل معاناة للكثير من أبناء شعبي المحرومين من الجنسيّة والذين تم اضطهادهم على أساس انتمائهم القومي.