شغفٌ يحوّل الأطباق المألوفة إلى فنّ
بشغف تأخذ عفاف أي طبق طعام لتصنع منه منظر شهي للتناول "ولو بحبة بندورة ورشة بقدونس وليمونة! أستطيع تزيين الأطباق، ولا أحتاج للكثير من الأدوات للتزيين،"، هكذا تقول عفاف التي تعيش في مدينة الدرباسية الواقعة شمال شرقي سوريا، رغم أنها تدرس الأدب الإنكليزي في جامعة تشرين، فهي تمارس هوايتها التي تحب في تزيين الأطباق.
تحدثت لمجلّة صُوَر، وقالت: "لوهلة قد يظن البعض أن الأمر قد يكون سهلاً، لكنه أصعب مما تتخيلون، كبرتُ وكبر معي شغفي بالطبخ والأطباق في مسيرتي للبحث عن أصناف وإعداد وجبات جديدة، أسعد بنجاح تحضيرها، وأبهج بها أسرتي".
وأضافت أنها منذ طفولتها كانت تهوى الطبخ، وكانت تراقب والدتها دائماً عند إعدادها الطعام، وبنفس الوقت كانت تتساءل في ذهنها عن طريقة قيام والدتها بتحضير المأكولات الشهية ذات المذاق اللذيذ كل يوم بنفس الهمة والنشاط؟ رغم شدة البرد والحر شتاء وصيفاً لم يكن يتغير مقدار لذة ما تعده لأسرتها من أنواع الطعام، لتكتشف أن الحب الذي يكمن وراء ما نعمل ونقدم هو الذي يدفعنا للعطاء المستمر دول كلل أو ملل. وهكذا كان الأمر بالنسبة لها فهي تقضي ساعات في المطبخ تعدّ الطعام لتستمتع بنيل الإعجاب ممن يتناول الطعام، وتنسى كل الوقت المقضي والتعب في تحضيره.
وعن هوايتها ومثابرتها في إعداد أشهى الأطباق، تلفت عفاف " تعلمت أن أولي الأهمية بأدق التفاصيل، انطلاقاً من انتقاء الخضار والمواد الأولية لكل طبق، وانتهاءً بالشكل النهائي له، بتُّ أهتم بشكل الطبق وطريقة تقديمه، بقدر اهتمامي بمذاق الطبخة وجودة نكهتها، تعرفت على جميع أنواع التوابل وفوائدها، والصنف الخاص بكل طبخة، أدركت جيداً أن للطبخ قوانين مثله مثل أي عمل آخر، وأن أعداد الطعام فن، بإمكانك من خلاله إظهار لمسة فنية خاصة وبصمة مميزة"
لم تقتصر عفاف في المطبخ السوري فحسب، بعدما اتقنت أغلب الأطباق الشامية والحلبية المدينتين السوريتين، بل دفعها الفضول إلى إتقان أصناف جديدة كالمنسف الأردني، الكشري المصري، المقلوبة الفلسطينية، الدولمة العراقية. وبعدها قررت الخروج من إطار الوطن العربي، لتقوم بإعداد التنتوني التركي، البيتزا الإيطالية، وبعض الوجبات الغريبة السريعة.
تقول عفاف "قررت الاحتفاظ بذكرى لكل طبخة أقوم بتحضيرها، وجدت مواقع التواصل الاجتماعي الطريقة الأنسب لمشاركتها والاحتفاظ بالذكريات، فقمت بإنشاء صفحة خاصة على موقع إنستغرام، وما زلت أحتفظ بالصور والمأكولات التي أحضرها، وأخلّد ذكراها فلكل طبق حكاية وموقف مرتبط به، يمكن لكل محبي الطبخ الاطلاع عليها" هكذا توجز عفاف وجود صفحة لمطبخها.
عرض على عفاف أكثر من مرة أن تفتح مطعماً وتقوم بإدارتها ذاتياً لكنها لم تستسغ الفكرة، وهكذا تبوح لصور: "أحب هوايتي، ولا أنوي تحويلها لمهنة أو تجارة لأني أراها نوعاً من الحب والمتعة، لذلك أحب ممارستها ضمن نطاق عائلتي التي كانت وما زالت تشجعني وتعطيني الدافع للاستمرار".
وتردف عفاف قائلة: "في النهاية، وليست نهاية المطاف أستطيع القول إن عالم الطبخ بحر عميق ومليء بالأسرار لن تستطيع أن تبحر فيه مالم تكتشف بالتجارب أسراره الدفينة!".