info@suwar-magazine.org

الشاعر أنور عمران.. هل استطعت الرحيل؟

الشاعر أنور عمران.. هل استطعت الرحيل؟
Whatsapp
Facebook Share

 

 

الشاعر أنور عمران.. هل استطعت الرحيل؟
الذاكرة واللغة هما نصف الانتماء، والنصف الآخر تُشكِّله مجموعة الحقوق
الاسم محمد أنور عمران[1].. هل سقط الاسم الأول سهواً؟

 

حاوره: نبيه نبهان

 

  • ما هي فلسفتك في مشروعك الشعري؟

- إذا كان هناك من مهمة للفن بشكل عام فهي محاربة القبح ومديح الجمال.. والشعر بوصفه فناً من البديهي أن يساهم في تربية الذائقة الجمالية وهذا لا يحتاج إلى قصيدة، ولكن الشاعر السوري يحمل أعباءً إضافية... عليه أن يضيف جمالاً بقدر ما في الواقع السوري الراهن من قبح... مشروعي أن أستمر في طرح الأسئلة عن جدوى الموت المجاني.. أن أدعو إلى البحث عن المشتركات لا عن الاختلافات.. وأدعو للحفاظ على ما تبقى في سوريا من جمال مهما كان نادراً.

  • كيف تسعى لتحقيق هذه الرؤيا؟  

- وسيلتي الوحيدة هي الكتابة... لا أملك طريقاً آخر... ومجدي أني أحاول.

 

  • مرت خمس سنوات على ديوانك الأخير.. لماذا توقفت؟

- في الحقيقة الفترة الزمنية بين ديواني الثاني وديواني الثالث كانت أطول، فالثاني صدر عام 2007، والثالث عام 2017، أنا مُقلُّ جداً، وكنت أظن أنني لن أكتب ثانية... ولكن عندما حدث ما حدث في سوريا لم أستطع الصمت، وبدأت بطريقة مختلفة تماماً... مثلاً في أول مجموعتين كنت شاعر تفعيلة، ولكن بعد 2011 لم أتخيل أن أكتب تفعيلة ثانية... ولكن هناك الآن ديوان جديد جاهز تقريباً.

 

  • ”الاندماج” كما يقول الأوروبيون، وكان الراحل الجميل د.حسان عباس يفضل عنها “الاستيعاب”.. كيف عشت التجربة.. وكيف كان أثرها على العائلة؟

- الحديث عن الموضوع شائك جداً... السويد، وبالرغم من أنني أحمل جنسيتها، لكنها ليست الوطن الذي أشعر بانتماء كامل له... فأنا مثلاً أترقّب في نشرات الأخبار أخبار سوريا، وليس أخبار السويد... من جهة أخرى مملكة السويد قدمت لي المواطنة المثالية والكاملة... ويبدو أن الذاكرة واللغة هما نصف الانتماء والنصف الآخر تشكّله مجموعة الحقوق التي يتمتع بها الفرد... لذلك أقول أنا نصف سوري ونصف سويدي... ولكن هذا لا ينطبق على طفليّ فهما سويديان بالكامل، هما لا يملكان ذاكرة مكانية أو لغوية خارج السويد... أما الاندماج بالمعنى الثقافي فهو أيضاً مفهوم شائك وواسع، وليس له تعريف محدد... من السهل جداً الاندماج بالمجتمع الذي يكفل الحريات الفردية... الفرد حرُّ تماماً في طريقة تعاطيه مع كل نواحي الحياة بدءاً من السياسة ومروراً بكل التابوهات الراسخة في الشرق.. وأنا بالأساس عشت حياتي كلها في سوريا أؤمن بحرية الفرد في اختيار ما يلائمه، بغض النظر عن رأي المجتمع المحيط، أو عن حماية القوانين للفرد... وهذا ما وجدته في السويد فعلاً، لم أجد الكثير من المعاناة في استيعاب المجتمع السويدي، على العكس تماماً، بل وجدت أننا نشبههم قليلاً بغض النظر عن الخصوصية الثقافية والتي تتعلق بالعادات والتقاليد الشكلية، وهذه الاختلافات الشكلية البسيطة لكن لم تكن عائقاً أمام التواصل مع المجتمع السويدي، فالمجتمع السويدي معتاد أصلاً على المهاجرين، وعلى الثقافات المتنوعة والأعراق المختلفة.

 

  • العلاقة بين اللغة الأولى العربية.. واللغة الجديدة المُعاشة اليوم - السويدية - كيف تؤثر على إنتاجك الشعري؟ وهل ستكتب الشعر باللغة التي باتت لغتك اليوم في وطنك الجديد؟

- اللغة التي تستطيع أن تكتب بها هي اللغة التي تستطيع أن تفكر بها...أن تتكلم مع نفسك بها، وأنا أتكلم مع نفسي بالعربية فقط. وعلاقتي باللغة العربية لم تكن علاقة ضحلة، مهنتي هي الكتابة أي اللغة...كنت ومازلت عاشقاً للغة العربية، وكنت ومازلت أبحث عن جمالياتها. هذا لا يعني أني لا أحب اللغة السويدية، اللغة السويدية لغة موسيقية، ولكن بالطبع لا ولن أكتب باللغة السويدية، ولن أفكر بذلك، لا أستطيع أن أشعر تماماً باللغة السويدية، لا أستطيع أن أعبر عن عاطفتي بالسويدية، لا أملك الكلمات السويدية ولا هي تملكني... لغتي هي العربية، وسأبقى أكتب بالعربية. عدا عن أن استعمالي اليومي للغة السويدية حقيقة هو استعمال محدود، أنا أستخدم العربية في بيتي مع زوجتي وأطفالي، وعندي عدد لا بأس به من الأصدقاء العرب، والذين أيضاً نتحدث مع بعضنا بالعربية، استخدام اللغة السويدية هو استعمال محدود في الدوائر الرسمية، مع زملاء العمل، ومن نَحْتَكُّ بهم في البيئة المحلية.. لذلك لا تأخذ “اللغة السويدية” المساحة العاطفية الكافية من حياتي، ولا أظنها ستأخذ المساحة الكافية.

 

  • سؤال فضولي: في المواقع يرد اسمك - محمد أنور عمران - هل سقط - محمد - سهواً من الاسم؟ أم هو خيار؟ 

- لا.. بالتأكيد خيار، فأنا لا أحب الأسماء المركبة 

  • ليس موقفا من الاسلام؟ ولا خشية من من الإسلاموفوبيا؟ 

- لا طبعا.. ليس بسبب الإسلاموفوبيا، كتاباتي الأولى عام ٢٠٠٠ كنت أوقعها أنور عمران.

 

  • هل ترجمت أعمالك إلى اللغة السويدية؟ وكيف كان صداها عند المتلقي السويدي؟ وهل لاقت النجاح الذي لقيته عند المتلقي العربي والسوري بخاصة؟ 

- لم تترجم أعمالي إلى السويدية أبداً، العلاقات الشخصية - هنا - هي التي تقدم الكاتب، وليس إنتاجه، خصوصاً أن المترجمين هم عرب، وقد جلبوا معهم أمراض الشلليّة والمصالح، وأنا لا أجيد هذه اللعبة مطلقاً، ولم أكن أجيدها عندما كنت في سوريا، ولا تعنيني أصلاً هذه اللعبة، وفي النهاية أنا ابن لغة عدد ناطقيها 300 مليون وعدد ناطقي السويدية 10 مليون أذا تيسر لي أن اختار قارئي بالتأكيد سأختار القارئ العربي.

 

  • هل ستعود يوماً إلى سوريا؟

- أنا لا أعرف إن كنت غادرت سوريا أصلاً... كل ما يعنيني موجود في سوريا... ولكن لدي طفلان أفضّل أن أعيش بقربهما.. وهما لا يملكان ذاكرة مكانية أو لغوية تتعلق مع سوريا... كما قلت سابقاً أنا نصف سويدي... ولكنهما ينتميان فقط للسويد، ولن تعنيهما ذاكرتي بقدر ما تعنيني... قدرنا القاسي نحن الغرباء عن أوطاننا الحقيقة أن نعيش أبناءً لأبنائنا.

 

  • ما هي الخطوات القادمة.. أو الأشعار الجديدة القادمة؟

- كما قلت هناك ديوان جديد في مرحلة المراجعة الأخيرة.

 

 

-------------------

[1] السيرة الذاتية: أنور عمران هو شاعر سوري من محافظة حمص، مقيم في السويد. صدر له: ثلاثة دواوين شعرية، وهي قافية لخلاخيل بلقيس/ ط١دائرة الثقافة والإعلام -الشارقة-2002- ط ٢ دار بعل -دمشق 2006، ولن تستطيع الإقامة.. لن تستطيع الرحيل - اتحاد الكتاب العرب - دمشق – 2007، وأسند ظهري إلى الرياح- الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة-2017. حصل على عدة جوائز (جائزة سعاد الصباح -الكويت-2000، وجائزة الشارقة للإبداع العربي- 2001، والعديد من الجوائز المحلية السورية).

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard