منظمة مدنية تقطع مئات الأشجار لبناء قرية غير قانونية في عفرين
في خطوة جديدة على طريق التغيير الديمغرافي، وتدمير البيئة الذي تشهده منطقة عفرين الخاضعة لاحتلال تركيا وسيطرة فصائل سورية تابع لها، قُطعت مئات الأشجار لبناء قرية غير قانونية (مستوطنة) بناء على اتفاق بين منظمة "إحسان للإغاثة والتنمية" التابعة للمنتدى السوري، و"لواء سمرقند" بموجبه يحصل الأخير على منازل لإسكان مقاتليه.
كشفت "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" في تقرير جديد صدر اليوم الثلاثاء 20، أيلول، 2022 تواطؤ ثلاث منظمات إنسانية، سوريّة ودولية، في عمليات توطين غير قانونية لمقاتلين من الجيش الوطني السوري (المعارض) وعائلاتهم، في إحدى المشاريع التي تمّ الإعلان على أنّها صممت من أجل إيواء النازحين داخلياً في منطقة عفرين السوريّة ذات الغالبية الكردية.
تظهر صور أقمار اصطناعية حصرية التي نشرتها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة ضمن تقريرها قطع مئات الأشجار الحراجية على سفح تلّة محلية قرب بلدة "كفرصفرة" في ناحية "جنديرس" لبناء مشروع أطلقته منظمة "إحسان للإغاثة والتنمية" في العام 2019.
وبحسب تقرير "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" اتفقت منظمة إحسان مع فصيل "لواء سمرقند" على السماح للمنظمة ببناء "القرية"، وتسهيل مهمتها دون التعرّض لها، بحكم سيطرة الفصيل الفعلية على المنطقة، لقاء حصول مقاتلي الفصيل على عدد معين من المساكن، وهو ما يفسّر إعطاء المنظمات المشاركة في المشروع ما نسبته 16 % من البيوت لصالح مقاتلي الفصيل الذي ينحدر معظمهم من محافظة إدلب السورية.
وأكدت "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" أن منظمة "شام الخير الإنسانية" وبإشراف من "منظمة الرحمة العالمية -الكويتية" ساهمت بعملية تخديم جزء آخر من جوانب المشروع، وترغيب النازحين من مناطق سوريّة أخرى بالاستيطان في تلك القرية إلى جانب منظمة "إحسان" كما ساهمت المنظمتان في بناء مشروع "جبل الأحلام" الذي خصص بمعظمه لإسكان مقاتلين وعائلاتهم فيها؛ في مثال صارخ لإحدى عمليات التغيير الديموغرافية القسرية في زمن النزاع السوريّ.
وتشكّل القرية التي تمّ إنشاؤها من قبل "إحسان" واحدة من تسع قرى ومستوطنات بشرية، تمّ البدء في بنائها بعد خضوع منطقة عفرين لاحتلال تركي، وبحسب التقرير بنيت جميع تلك القرى غير القانونية، بموافقة من المجلس المحلي لعفرين بناء على توجيهات من والي ولاية هاتاي التركية (رحمي دوغان - Rahmi Doğan)، والمسؤول المباشر عن إدارة المنطقة من طرف تركيا.
وأورد التقرير صور الأقمار الاصطناعية التي تظهر أن سفح التل الذي بنيت عليه القرية كان مغطى بالأشجار الحراجية، قبل أن يتمّ قطعها، فيما بقيت الأحراج في باقي التل والأراضي المحيطة بالمشروع كما هي عليه، ما يعني أن قطع الأشجار كان متعمداً وجاء بهدف بناء هذه القرية.
وقال أحد العاملين في المشروع إن المنظمة المنفذة للمشروع وهي "إحسان للإغاثة والتنمية" قطعت الأشجار ووزعتها على عدد من العائلات المستفيدة من برامجها الإغاثية في المنطقة. وأردف في إفادته قائلاً:
"عمدت الجمعية إلى قطع الأشجار في موقع البناء ومحيطه بحجة أنها تعيق عمليات بناء وإدخال الآليات الثقيلة وتعبيد الطريق إلى سفح التل، ولم تكن كمية الأشجار المقطوعة كبيرة جداً. لقد تمّ تحطيب تلك الأشجار، وتوزيعها على المحتاجين من قبل الجمعية نفسها. أي أن الجمعية لم تقم ببيعها أو المتاجرة بها."