info@suwar-magazine.org

هيومن رايتس: النظام السوري استخدم ذخائر عنقوديّة محظورة الشهر الفائت

هيومن رايتس: النظام السوري استخدم ذخائر عنقوديّة محظورة الشهر الفائت
Whatsapp
Facebook Share

 

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش النظام السوري باستخدام الأسلحة المحظورة في شمال غرب سوريا الشهر الفائت وقتلت وجرحت العديد من المدنيين

في تقرير نشرته "هيومن رايتس ووتش" اليوم 5 تشرين الثاني /نوفمبر قالت فيه "أن قوات النظام السوري استخدمت ذخائر عنقوديّة محظورة على نطاق واسع في هجوم على بلدة ترمانين شمالي إدلب، في 6 تشرين الاول /أكتوبر 2023، فقتلت مدنيَّيْن وجرحت تسعة آخرين."

 

ووفق التقرير كان هذا الهجوم جزءًا من حملة عسكريّة أكبر للقوات السوريّة والروسيّة على شمال غرب سوريا، استهدفت أكثر من "2,300 موقع" في أنحاء إدلب وغرب حلب. وقد تسببت في مقتل أكثر من 70 شخصا، منهم ثلاثة عمّال إغاثة و14 امرأة و27 طفلا، وإصابة 338 آخرين، ونزوح 120 ألف شخص جديد، وفقا لـ"مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيّة" (أوتشا).

 

قال آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "استخدام القوّات الحكوميّة السوريّة الذخائر العنقوديّة أثناء قصفها المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة يُثبت العشوائيّة المأساويّة لهذه الأسلحة وآثارها المدمّرة والمزمنة. في خضمّ هذا القصف المستمرّ من قبل القوات السوريّة والروسيّة، يقع أطفال إدلب مجددا ضحيّة أعمال عسكريّة قاسية وغير قانونية".

 

قالت الأمم المتحدة إنّ الهجمات، التي استخدمت أحيانا أسلحة حارقة، ألحقت أضرارا أيضا بالخدمات والبُنى التحتيّة الضروريّة، مثل المنشآت الصحيّة والمستشفيات و17 مدرسة. في 30 أكتوبر/تشرين الأول، أفاد "الدفاع المدني السوري"، إنّ الغارات الجوية والقصف المدفعي استمرّا في تدمير المناطق السكنيّة، والمدارس، والمنشآت الصحية في كل أنحاء المنطقة. في 24 أكتوبر/تشرين الأول، استهدفت غارة جوية مخيما للنازحين قرب قرية الحمامة في الريف الغربي لمحافظة إدلب، فقتلت خمسة أفراد من عائلة واحدة، بينهم امرأة حامل، وطفلين صغيرين، وجدّتهما البالغة من العمر 70 عاما.

 

في 24 أكتوبر/تشرين الأوّل، قال باولو بنييرو، رئيس "لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا" أمام "الجمعيّة العامة": "نحن نشهد أكبر تصعيد للأعمال العدائيّة في سوريا منذ أربع سنوات. لكن مرّة أخرى، يبدو أنّ هناك تجاهلا تاما لحياة المدنيين في الأعمال الانتقامية التي تحصل في كثير من الأحيان".

 

يأتي هذا التصعيد الأخير من قبل قوات النظام السوري كانتقام على هجوم بطائرة مسيّرة استهدف "الأكاديمية الحربية" في حمص يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول. حصل الهجوم أثناء حفل تخرّج ضباط جدد، وقتل ما لا يقلّ عن 120 شخصا، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، وبحسب تقارير، كان هناك نساء وأطفال بين القتلى.

بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، زعمت وزارة الدفاع السورية في بيان لها أنّ "تنظيمات إرهابية مسلّحة"، دون تحديدها، هي المسؤولة، وتعهّدت بأنها "ستردّ بكلّ قوّة وحزم"، وحذرت من خطّطوا للهجوم ونفذوه من أنهم "سيدفعون ثمنه غاليا".

وبعد ذلك كثفت قوات النظام السوري هجماته في جميع أنحاء محافظة إدلب، التي تخضع في معظمها لسيطرة جماعة "هيئة تحرير الشام"  ويسكنها حوالي 3 ملايين شخص، نصفهم نزحوا من أماكن أخرى منذ بداية النزاع.

في 12 أكتوبر/تشرين الأول، نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر عسكريّ قوله إنّ الجيش السوري "سيستمر بملاحقة وضرب ["الجماعات الإرهابية المتطرفة"] حتى تطهير البلاد منها". استمرّت الهجمات على إدلب إلى غاية 30 أكتوبر/تشرين الأول على الأقل.

 

وقالت هيومن رايتس ووتش أنها قابلت خمسة من سكان ترمانين، أحدهم فقد شقيقه في هجوم بالذخائر العنقودية قال إنه حصل يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول قبل الساعة 11 ليلا بقليل. كما تحدّث الباحثون مع مسعفين يعملون مع الدفاع المدني السوري، وحلّلوا فيديوهات وصور التُقطت بعد الهجوم بقليل، وفي الأيام التالية تم تحميلها على منصات التواصل الاجتماعي أو إطلاع الباحثين مباشرة عليها.

 

وذكرت هيومن رايتس ووتش أنها تأكّدت من صحّة فيديو والمكان الذي صُوّر فيه وسط ترمانين بعد الهجوم بقليل، كان قد نشره الدفاع المدني السوري على الإنترنت. يظهر في الفيديو رجل ممدد على الأرض وملابسه ملطخة بالدماء، ثم ينقله أفراد من الدفاع المدني إلى سيارة إسعاف كانت بانتظاره. وبعد ذلك بقليل، نُقل شاب ثان أصغر سنّا إلى نفس سيارة الإسعاف.

قال الدفاع المدني السوري لـ هيومن رايتس ووتش إنّ الرجل الأول، الذي عرّفوه باسم سامي بكرو، توفي في المستشفى. كما قال إنّ القصف الذي حصل تلك الليلة قتل خمسة مدنيين وجرح 31 آخرين على الأقل.

 

قال كوغل: "بيان الحكومة السوريّة الذي يُهدّد 'بملاحقة وضرب ["الجماعات الإرهابية المتطرفة"] حتى تطهير البلاد منها' مثير للقلق بشكل خاص نظرا لسجلّها في شنّ هجمات غير قانونية وعشوائيّة دون مراعاة لأرواح المدنيين".

هجمات الأسلحة الحارقة

وأكدت هيومن رايتس في تقريرها على أنها وجدت أيضا أدلّة على استخدام قوات الحكومة السورية أسلحة حارقة، وتحديدا صواريخ "غراد" حارقة، وهي تُطلق من الأرض. وأظهرت الصور المميزة التي التقطها الضحايا والمسعفون لمادة حارقة تسقط من السماء، وتحديد بقايا الصواريخ التي تحملها، والكبسولات الفريدة سداسية الشكل التي تحتوي على المادة الحارقة.

 

في 18 أكتوبر/تشرين الأول، سقط صاروخ حارق على منزل في دارة عزّة، ما أسفر عن مقتل الفتاة مريم الحلو (13 عاما) وإصابة شقيقتها (11 عاما) بحروق في ذراعها وساقها وظهرها. وفقا للدفاع المدني، حصلت هجمات أخرى بصواريخ غراد حارقة على بلدات وقرى دارة عزّة، وعتريب، وجسر الشغور، والأبزيمو أيام 6 و7 و8 أكتوبر/تشرين الأول لكنها لم تسبب وفيات. في هجوم على قرية الأبزيمو، سجل الدفاع المدني إصابة ثلاثة مدنيين، لكن لم تكن هناك حروق.

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard