العدد السابع عشر

يعيش اليوم حوالي 16 ألف مدنيٍّ في المخيّم، في ظروفٍ أقلّ ما يقال عنها إنها مأساوية، يزيدها عجز المنظمات الإنسانية عن سداد حاجات الآلاف من السكان. فقد صرّحت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنّها لم تتمكن من تنفيذ مهامها الإنسانية داخل المخيّم طيلة الفترة الماضية، بسبب العملية العسكرية الأخيرة من قبل داعش والنظام، في حين دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدوليّ إلى السماح لفرقها بالدخول إلى المخيّم الذي لم تستطع الدخول إليه منذ تشرين الأول 2014.

أدّى طول أمد النزاع المسلح في سوريا إلى عمليات إغلاقٍ وإفلاسٍ على نطاقٍ واسع، مترافقةً مع تخريبٍ كبيرٍ طال الشركات والبنية التحتية نتيجة تنامي أعمال النهب والسلب، فضلاً عن عمليات الهروب والفرار التي حصلت في أوساط القوى العاملة والماهرة خلال عام 2014.

فرضت ظروف حياة الحرب طابعاً جديداً للأعراس الحلبية، واضطرّ الأهالي إلى التخلي عن العديد من العادات والتقاليد المرتبطة بمراسم الزواج، كإطلاق النار ابتهاجاً خلال الأفراح، وإقامة عراضةٍ شعبيّةٍ لزفِّ العروسين، تتخللها مبارزةٌ استعراضيةٌ بالسيوف.

هذا المجتمع الأصوليّ المعسكر بنظامه التسلطيّ، أو السلطانيّ المحدث، كان متأهباً دوماً للحرب على المجتمع. والحرب شكلٌ من أشكال "السياسة الثورية" والسياسة السلطانية

دمشق أصبحت في نظر جهاد أسعد محمد، الزنزانة الواسعة التي يمشي فيها متوجّساً وجوه الملايين من المارّة الخاضعين تحت إمرة السجّان الواحد!.. الجلاد الواحد !.. الوجوه ذاتها توحي لجهاد الألم والشفقة!؛ كلّهم ضحايا ..! ضحايا الاستبداد، ومنهم ضحايا أنفسهم التي آثرت العبودية عوضاً عن الحرية المُطلقة.

من يملك مفتاح الحرب هو تحوّلات كاملة في هذا العصر، حيث لعبة الأمم والتنافس على تحويل الدولة الوطنية إلى شركة مساهمة، شركة نحن أطرافها، والصراع اليوم هو على المركز، وسوريا ليست سوى واحدة من مستوطنات اللعبة الأوسع والأعم، فاللعبة تمتد من آسيا الوسطى حتى شرق المتوسط، وإفريقيا ليست معفاة منها،

في ظل هذه الاوضاع الصعبة التي يعيشها قرابة عشرين ألف مدني، من الذين ما يزالون هناك تحت القصف والجوع والاشتباكات المتكرّرة بين الجهات المتصارعة، لابد من توفير الحماية والمساعدات اللازمة لإنقاذ من يمكن إنقاذه، ولا بد من العمل على فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات، أو السماح بخروج المدنيين من معمعة المعارك الدائرة هناك.

تقسيمُ أحداثِ الثورةِ السوريّةِ إلى مراحل وملفاتٍ والتعاملُ معها ضمنَ تلكَ التقسيماتِ، وإعطاؤها العناوينَ المناسبةَ والتعاملُ مع تلكَ العناوينِ على هذا الأساسِ من خلال المتابعة والتكثيف. الإدارةُ الواعيةُ للأزماتِ والمراحلِ التي تَعيشُها الثورة، ومحاولةُ النَّقلِ الفعَّالِ والمُؤثِّرِ لِما يحدثُ، وتَشكيلُ نقطةِ تَواصلٍ مع العالمِ لإطلاعِهِ على الوضعِ الإنسانيِّ في سورية. كتابةُ ميثاقِ شرفٍ إعلاميٍّ يَلتزمُ بهِ جميعُ أفرادِ مُؤسّسةِ نبأ. والانطلاقُ بالعملِ من خلالِ هيكليّةٍ إداريّةٍ وآليةِ عملٍ مُؤسّساتيّةٍ أُنجِزَت خلالَ اجتماعاتِ لجنةِ الإنجازِ التحضيريّة.