في الذكرى الرابعة للأزمة السورية.. أرقامٌ وواقعٌ صادم !
إعداد: كامل حسن
بمناسبة الذكرى الرابعة لثورة الشعب السوريّ، أطلقت المفوّضية السامية لشؤون اللاجئين تقريراً حول الوضع الإنسانيّ في سوريا، ورد فيه: "يعيش ملايين اللاجئين المتواجدين في البلدان المجاورة والنازحين داخل سوريا في ظروفٍ يرثى لها، وهم سيواجهون مستقبلاً أكثر بؤساً من دون توفير المزيد من الدعم الدوليّ".
وأضاف تقرير المفوّضية: "في ظلّ غياب أيّ أفقٍ لحلٍّ سياسيٍّ، لا يرى أغلب اللاجئين، والبالغ عددهم في دول الجوار 3,9 مليون سوريٍّ، أيّ احتمالٍ للعودة إلى بلدهم في المستقبل القريب، كما أنّ فرصتهم ضئيلةٌ جداً في بدء حياتهم من جديدٍ في المنفى".
وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون في مناطق غير آمنةٍ، مقارنةً بثلثهم في العام الماضي. كما أجرت المفوّضية دراساتٍ حول أربعين ألف عائلةٍ سوريةٍ في الأردن، تبيّن أن ثلثها يعيش تحت خطّ الفقر المدقع.
وبهذه المناسبة قال المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس: "بعد سنواتٍ في المنفى، يستنفذ اللاجئون مدّخراتهم ويلجأ عددٌ متزايدٌ منهم إلى التسوّل وإلى الجنس من أجل البقاء وإلى عمالة الأطفال. وتعيش العائلات من الطبقة الوسطى التي لديها أطفالٌ بصعوبةٍ في الشوارع".
وذكر غوتيريس أنه "يتوجّب أن تحرّك الأزمة الإنسانية السورية، التي هي الأسوأ في عصرنا، موجةً كبيرة من الدعم، إلا أن المساعدات تتضاءل وتقلّ. في ظلّ نقص التمويل للنداءات الإنسانية، ليس هناك ما يكفي من المساعدات لتلبية الاحتياجات الواسعة، وما من دعمٍ إنمائيٍّ كافٍ للبلدان المضيفة الغارقة تحت الضغوط التي يزيدها ارتفاع أعداد اللاجئين".
كما قال المفوّض السامي إنّ "تركيا باتت أكبر بلدٍ مضيفٍ للسوريين في العالم، وأنفقت أكثر من 6 مليار دولارٍ أمريكيٍّ كمساعداتٍ مباشرةٍ للاجئين السوريين".
وفي سياقٍ آخر، أدّى تصاعد المخاوف الأمنية إلى فرض عددٍ من دول الجوار، خلال الأشهر القليلة الماضية، إجراءاتٍ لوقف تدفّق اللاجئين السوريين، من خلال وضع أنظمةٍ جديدةٍ لإدارة المعابر الحدودية، إضافةً إلى فرض شروطٍ أكثر صرامةً لتمديد إقامة اللاجئين السوريين.
سوريون يفرّون إلى أوروبا
نتيجة فقدان الأمل، يحاول آلاف السوريين الوصول إلى أوربا، مجازفين بحياتهم باستخدام طرقٍ غير شرعيةٍ في البرّ والبحر، بعد أن يدفعوا كلّ مدّخراتهم للمهرّبين. وفشل الكثير منهم في الوصول، كما أنهم فقدوا جميع مدّخراتهم. وفي حال نجاحهم فإنهم يواجهون عداءً متزايداً، إذ يُنظر إليهم على أنهم سببٌ أساسيٌّ للمخاوف الأمنية، وسط جوٍّ متزايدٍ من الهلع والخوف.
وعن هذا الموضوع قال غوتيريس في التقرير: "يعتبر اللاجئون كبش فداءٍ لمشاكل كثيرةٍ، بدءاً بالإرهاب ووصولاً إلى المصاعب الاقتصادية. ويُنظر إليهم على أنهم يشكلون تهديداً لحياة المجتمعات المضيفة لهم. ولكن علينا أن نتذكر أن التهديد الأساسيّ هو ليس من اللاجئين، لكنه موجّهٌ ضدّهم".
الوضع داخل سوريا
يقول التقرير إن "الوضع داخل سوريا يتدهور بسرعة"، وإنّ "أكثر من 12 مليون شخصٍ بحاجةٍ للمساعدة للبقاء على قيد الحياة، واضطرّ حوالي 8 ملايين شخصٍ إلى ترك منازلهم ليقتسموا غرفاً مكتظةً مع عائلاتٍ أخرى أو ليقيموا في مبانٍ مهجورة، حيث تشير تقديرات إلى أنّ هناك 4,8 مليون سوريٍّ داخل البلاد يعيشون في أماكن يصعب الوصول إليها".
ملايين الأطفال بدون مدارس
ذكّر التقرير بأن ملايين الأطفال السوريين يعانون من صدماتٍ نفسيةٍ ومشاكل صحيةٍ، كما أن ربع مدارس سوريا تضرّر وتعرّض للدمار أو تمّ استخدامه كمأوى، إضافةً إلى توقف أكثر من نصف مشافي سوريا عن العمل.
وأضاف أن ما يزيد عن 2,4 مليون طفلٍ داخل سوريا هم الآن بدون مدارس، وأن نحو نصف الأطفال اللاجئين لا يحصلون على التعليم في دول اللجوء. وفي لبنان، حيث يفوق عدد الأطفال في سنّ المدرسة القدرة الاستيعابية لكافة مدارس البلد، 20% فقط منهم يرتادون المدارس.
وفي السياق ذاته حذّر غوتيريس قائلاً: "ليس أمامنا سوى فرصة ضئيلة للتدخّل، إذ إن خطورة تحوّل هذا الجيل إلى جيلٍ ضائعٍ أصبحت كبيرة. ولن يؤدّي ترك اللاجئين يستسلمون لليأس سوى لتعريضهم للمزيد من المعاناة، والاستغلال والاعتداء الخطير".
السوريون أكبر مجموعةٍ لاجئةٍ في العالم
يعدّ اللاجئون السوريون أكبر مجموعةٍ لاجئةٍ تحت مسؤولية المفوّضية. ومع نهاية العام 2014 لم تحصل المفوّضية سوى على 54% من التمويل المطلوب لمساعدة اللاجئين خارج سوريا، أما في الداخل فقد حصلت المنظمات الإنسانية على أقلّ نسبةٍ من التمويل، حسب تقديرات المفوّضية.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت، في كانون الأوّل الفائت، نداء المساعدة الأكبر في تاريخها، للحصول على 8.4 مليار دولارٍ، من أجل تغطية الاحتياجات الأساسية للسوريين، إضافةً إلى مساعدة المجتمعات المضيفة. وتأمل المفوّضية أن يتمّ تقديم تعهداتٍ مهمّةٍ في مؤتمر التمويل المزمع عقده في الكويت في 31 آذار الجاري.
وحذّر المفوّض السامي من أن "ترك المجتمعات المضيفة لإدارة الوضع بمفردها قد يؤدّي إلى زعزعة الاستقرار الإقليميّ في المنطقة، وإلى المزيد من المخاوف الأمنية في أماكن أخرى من العالم".
برنامج الأغذية العالميّ: 10 حقائق عن الجوع في سوريا
- نزح ولجأ أكثر من 11 مليون سوريٍّ من منازلهم إلى مناطق أخرى من سوريا وإلى دول الجوار.
- دولارٌ واحدٌ (ما يعادل ثمن فنجان قهوة) هو ما يحتاجه برنامج الأغذية العالميّ لإطعام أسرةٍ سوريةٍ نازحةٍ ليومٍ واحد.
- زادت الاحتياجات الإنسانية 12 ضعفاً منذ بدايتها في 2011.
- قبل 2011 كانت سوريا ذات دخلٍ متوسّطٍ، اليوم يعيش أكثر من 50% من السوريين تحت خطّ الفقر.
- قدّم برنامج الغذاء العالميّ الدعم الغذائيّ لنحو 6 مليون سوريٍّ من خلال الحصص الغذائية والقسائم التموينية.
- منذ بداية الأزمة الإنسانية السورية قدّم البرنامج أكثر من مليوني طنٍّ متريٍّ من المواد الغذائية لإنقاذ حياة الأسر السورية المتنقلة.
- ضخّ البرنامج أكثر من مليار دولارٍ في اقتصاديات دول الجوار كمساعداتٍ غذائيةٍ للسوريين.
- أدّت موجة الجفاف خلال العام 2014 إلى انخفاض الحصاد الوطنيّ السوريّ بنحو 30% مقارنةً بالعامين السابقين.
- يعتبر الخبز هو السلعة الأساسية في النظام الغذائيّ السوريّ، وتضرّرت 50% من المخابز العامة في سوريا، ما أدّى إلى ارتفاع أسعار الخبز إلى 300% وسطياً، وإلى نحو 1000% في الأماكن الأكثر تضرّراً.
- يقدّم البرنامج حصصاً غذائية لـ240 ألف طفلٍ سوريٍّ هذا العام، من أجل مكافحة سوء التغذية ونقص المغذّيات الأساسية.