info@suwar-magazine.org

صادق جلال العضم.. الفيلسوف السوري المشاكس

صادق جلال العضم.. الفيلسوف السوري المشاكس
Whatsapp
Facebook Share

سومر العبد الله 

 

يعد الفيلسوف السوري، صادق جلال العظم، من أشهر النقاد العرب وأكثرهم حدة. بطروحاته وسجالاته الفكرية والثقافية التي تخترق التابو الشرقي في الدين والسياسة والمجتمع والفلسفة، وتكاد لا تخلو معظم مؤلفاته من مصطلح (نقد) أو(نقد ذاتي)، وهو المنتمي إلى أسرة أرستقراطية منفتحة، ساعدته لتجاوز عدة مصاعب حياتية أو فكرية قد أثرت على غيره من زملاء عصره في التوجه والتماسك الفكري في الأربعينيات والخمسينات والستينيات، زمن  الأسئلة الوجودية الجديدة على منطقتنا كالعلمانية والقومية وسطوعها وانكسارها أمام هزيمة حزيران وسطوع نجم الإسلام السياسي على الواجهة، هذه الأسئلة واجهها العظم بالهدوء الذي فقده غيره ولم يستطيعوا التوفيق بين القديم والجديد.

 

مثل العظم ظاهرة في العالم العربي، وأقل ما يمكن أن يوصف (بالمثقف المشاكس)، حيث كانت البداية مع كتاب (النقد الذاتي بعد الهزيمة) ثم (نقد الفكر الديني) وبسببه حوكم وسجن ثم برئ، وفصل من الجامعة الأمريكية بسبب انزعاج الإدارة من كتاباته.

 

انتقل بعدها إلى عمان لكن سرعان ما وضع اسمه على قائمة الممنوعين من دخول الأردن ووضع على أول طائرة إلى بيروت، بسبب عمله مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيروت، عمل باحثاً في «مركز الأبحاث الفلسطيني» وأصدر كتاب (دراسات نقدية لفكر المقاومة الفلسطينية)، ففصل من المركز وتلقى تهديدات جدية.

لم ينتهي العظم من كل هذا، فبعد الضجة الكبيرة التي أثارها سلمان رشدي بروايته آيات شيطانية، أصدر العظم كتاب (ذهنية التحريم) ثم (ما بعد ذهنية التحريم) مدافعاً عن الحق في الكتابة، والتي فتحت عليه جبهات إسلامية عديدة خرج منها سالماً. بعد أن خرج سالماً من فتوى دينية عام 1970 اعتبرته ملحداً.

 

بالنسبة للثورة السورية، فمنذ بدايتها أخذ العظم موقفاً ثابتاً بتأييدها والدفاع عنها، وفي 17/9/2012اختير رئيساً لرابطة الكتاب السوريين في القاهرة الذي يعتبر بديلاً عن اتحاد الكتاب في دمشق، ودخل في سجال واجه فيه الشاعر أدونيس في نقده للثورة السورية، وكان العظم من أول من أطلق مصطلح (العلوية السياسية) على غرار (المارونية السياسية) في لبنان أثناء الحرب اللبنانية.

 

ولد صادق جلال العظم عام 1934 في دمشق وتابع الثانوية في المدرسة الإنجيلية في صيدا (لبنان)، ثم حصل على درجة الليسانس في الآداب بامتياز من الجامعة الأمريكية في بيروت (اختصاص فلسفة)، وأتم دراسته العليا في جامعة (بال) في أميركا، حيث نال درجة دكتور في الفلسفة الحديثة

 

شغل  مناصب عدة في حياته، من أهمها أستاذ للفلسفة والفكر العربي الحديث والمعاصر في جامعة نيويورك والجامعة الأمريكية في بيروت، ثم عاد إلى دمشق ليعمل أستاذاً في جامعتها، قبل أن ينتقل للتدريس في الجامعة الأردنيةفي عمان، ثم أصبح سنة 1969 رئيس تحرير مجلة الدراسات العربية التي تصدر في بيروت، كما شغل منصب رئيس قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية في كلية الآداب بدمشق بين عامي 1993-1998. و عمل أستاذاً في العديد من الجامعات الأمريكية والأوروبية مثل جامعة برنستون وهارفارد هامبورغ وهومبولت وأولدنبورغ ، وهو عضو في أكاديمية العلوم والآداب الأوروبية.

 

حاز العظم على جائزة ليوبولد لوكاش للتفوق العلمي سنة 2004 والتي تمنحها جامعة توبينغن في ألمانيا، وترجمت أعماله لعدة لغات منها الفرنسية والإيطالية والإنكليزية والتركية والفارسية والألمانية والهولندية والسويدية والنرويجية

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard