اجتماعات بلا جدوى و«استدامة» الصراع
*صور
بات واضحاً أن الاجتماعات في كل من القاهرة وموسكو، لن تخرج بحلول سحرية أو قرارات أو تفاهمات سياسية، سواء بين المعارضات السورية المختلفة كما في مؤتمر القاهرة أو بين المعارضة والنظام السوري في اجتماع موسكو، والسبب هو أن هذه الاجتماعات واللقاءات مرتبطة بالمصالح الإقليمية والدولية أكثر من ارتباطها بمصالح الشعب السوري، حيث يحاول فيها كل طرف الحفاظ على مصالحه ومصالح وأجندات الدول الداعمة له، من خلال إدامة الصراع في سوريا، كما أن التغييرات التي طرأت على المشهد السوري من حيث تمدد نفوذ القوى المتطرفة وسيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي السورية، وتشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب، جعل من القضية السورية قضية معقدة توضع فيها مصالح الشعب السوري في آخر سلم أولويات القوى الدولية.
كما أصبح جلياً على الصعيد الداخلي، أن صراعات تلك القوى بشقيها، المتمثلة بصراع وخلافات بين المعارضة نفسها، أو بين النظام والمعارضة، باتت تتمحور حول السلطة وتقاسم النفوذ، من دون التطرق إلى أساس المشكلة السورية، وهي سيادة الشعب السوري وتقرير مصيره بنفسه. هذا المشكلة التي تفرّعت عنها كل المشاكل اللاحقة، وترتبت عليها ضرورات لا يمكن تجاهلها، متعلقة بتخفيف معاناة السوريين، من خلال وقف العنف أولاً من قبل النظام الذي لم تتوقف طائراته عن قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة، وثانياً من قبل مجموعات المسلحة المعارضة، وإطلاق سراح كافة المعتقلين لدي الطرفين، والسماح بدخول المنظمات الإنسانية من أجل تقديم المساعدة للمتضررين من هذه الحرب العبثية، إلى جانب السماح للاجئين والنازحين بالعودة إلى مناطقهم وبيوتهم ومن ثم التفاهم حول المرحلة الانتقالية وترتيباتها.
في كلا الاجتماعين، لم تحضر شخصيات ذات بعد تمثيلي واضح من طرف المعارضة، ما عدا خمسة أعضاء من الائتلاف حضروا بصفة فردية اجتماع موسكو، كما تكلل اجتماع القاهرة بالفشل، بعد الاختلاف الواضح على بيان ختامي لم يذكر فيه شيء عن القضايا المفتاحية في الشأن السوري كمصير بشار الأسد أو النظام الحاكم، ولن ينجح أي مؤتمر أو محاولة للتحاور بين الأطراف الفاعلة في القضية السورية، ما دام دعاة هذه المؤتمرات يصرّون على تجاهل جدية الوضع القائم ومدى تأزمه.