غابات محترقة وبحيرات جافة.. الحرب تدمر التنوع البيئي في سوريا
دير الزور... حوائج مهدَّدةٌ وخيولٌ ضائعة
(1)
جورج.ك.ميالة
تعرّضت الحوائج النهرية (وهي جزرٌ داخل نهر الفرات) بمدينة دير الزور لاعتداءاتٍ متكرّرة، مع اشتداد المعارك بين قوّات المعارضة وقوّات النظام.
بدايةً، كانت غابات هذه الحوائج تخبّئ في شعابها الكثير من الفارّين من قبضة النظام السوريّ. ويذكر أبو قاسم، أحد أبناء المنطقة، لمجلة "صور": "مع مرور الوقت، اتخذ مقاتلو الجيش الحرّ من الحوائج مخبأً لشنّ هجماتهم على مراكز النظام. كما استخدمها شباب المدينة كطريقٍ لتهريب الدواء والغذاء إلى المناطق المحاصرة في المدينة، عن طريق عبورها بالقواراب الخشبية". ويضيف أبو قاسم: "تعرّضت الحوائج لردٍّ عنيفٍ من قبل قوّات النظام، وهو ما أدّى إلى تخريبها واحتراقها بسبب القصف المدفعيّ والجويّ".
يقول الناشط عمران الديري لـ"صور": "تقصّد النظام، ومنذ بداية الثورة المسلحة، قصف الحوائج بالقذائف الحارقة، متعمّداً تدميرها وإحراقها، بالرغم من قلّة عدد مقاتلي الجيش الحرّ فيها". ويضيف: "أراد النظام أن يقضي على كلّ ما هو حيٌّ في المدينة، من البشر إلى الشجر والحيوانات".
المحميّات الطبيعية في طريقها إلى الزوال
يقول الأخصائيّ الزراعيّ عدنان عبد الله: "يصل عدد الحوائج النهرية الممتدّة داخل نهر الفرات وعلى أطرافه إلى 77 حويجةً أو غابةً نهرية. وتقدّر مساحتها بأكثر من 3300 دونم".
ويضيف أن "الحياة البرية فيها كانت تتميّز بتنوّعٍ هائلٍ غير موجودٍ في أيّة بقعةٍ أخرى من سوريا، بفعل تأقلم البيئة النباتية مع نهر الفرات وتطوّرها معه. ولكن تغيّر المناخ، وحالة الحرب، وقلة الغذاء، وهجرة أهالي المدينة، أدّت إلى هجرة ونفوق الكثير من الطيور والحيوانات".
ضياع الخيول الأصيلة من حويجة عيّاش
كانت حويجة عيّاش، الممتدّة على مساحة 80 هكتاراً داخل مدينة دير الزور، تحتضن الكثير من الطيور والحيوانات. ويشير المهندس الزراعيّ في دير الزور، سراج طعمة، إلى أن "أهم الحيوانات كانت مجموعاتٌ من الخيول العربية الأصيلة، التي وضعتها وزارة الزراعة بقصد حمايتها ورعايتها". ويتابع: "تمّ قصف المنطقة مع اشتداد المعارك، فقام تجار الحروب بسرقة الخيول وبيعها في السوق السوداء في العراق وتركيا".
ويضيف طعمة: "لا أحد يستطيع تقدير أعداد الخيول المفقودة، لأن هناك قطعاناً من الخيول العربية كانت تعيش بشكلٍ طبيعيٍّ، كما أنّ بعض الأهالي كانت لديهم مجموعاتٌ يربّونها هناك. ولكن الأكيد أن قيمتها المادية والمعنوية كبيرة". ويتابع: "قيمة بعض الخيول، قبل اندلاع الثورة، كانت تصل إلى 6 مليون ليرة سورية. ويتمتّع بعضها بتصنيفٍ على مستوى العالم".
صراة المحيميدة بيئةٌ لا يعرفها سوى "الديريون"
يطلق مصطلح "الصراة" على مكانٍ تتجمّع فيه المياه بشكلٍ طبيعيٍّ، وتغطّيه نباتاتٌ بيئيةٌ كثيفةٌ، وتتجمّع فيه أحياءٌ مائيةٌ متنوعةٌ (مستنقعاتٌ كبيرةٌ). وهي توجد بالقرب من مجاري الأنهار أو في الأراضي المنخفضة كثيرة الأمطار والمجاري المائية.
ويذكر أبو قاسم: "الصراة مصطلحٌ خاصٌّ بأبناء المنطقة وهواة الصيد والسياحة البيئية. وأكبر هذه المناطق يوجد غربيّ مدينة دير الزور بـ 20 كم، بين قريتي محيميدة وسفيرة تحتاني. وتقدّر مساحتها بحوالي 140 هكتاراً".
ويشير طعمة إلى أن "البيئة، وعدم تدخل الإنسان فيها، وفّرت حاضنةً مزدهرةً لتعايش وتكاثر أنواعٍ كثيرةٍ من الطيور النادرة، كالبطّ بأنواعه: البلبلول والرخامي والحذف الصيفي والشتوي والحمراوي أبيض العين وثرثارة العراق، وأنواع أخرى كثيرة".
ويكشف طعمة أن "بعض الأهالي حاولوا في السابق، ولمرّاتٍ عديدةٍ، تجفيف هذه المساحات وتحويلها إلى أراضٍ زراعيةٍ، لكن الحكومة رفضت. ومع خروج هذه المناطق عن سيطرة النظام تم تجفيف مساحاتٍ منها، واستخدامها في أغراضٍ أخرى، كزراعة أجزاء منها".
ذاكرةٌ مدمّرة
شكّلت هذه الحوائج ذاكرة أبناء المدينة، ورئة سكانها، والمتنفّس الوحيد للحضارات المتعاقبة على أطراف نهر الفرات منذ آلاف السنين، وسط الصحراء المحيطة به.
يقول الناشط عمران الديريّ لـ"صور": "للأسف، إذا توقفت الحرب وعدنا إلى مدينتا، لن تعود ليالي دير الزور إلى سابق عهدها؛ فالكثير من الحوائج دمّرت وأحرقت وهربت طيورها".
ويضيف بلهجة حسرة: "أفتقد إلى قصص شبان المدينة وبطولاتهم في اصطياد وحوش الحويجة ليلاً. لم تعد هذه البطولات ممكنةً بعد هروب جميع الحيوانات".
***
(2)
غابات اللاذقيّة ضحيّة حرائق الحرب وعمليات الاحتطاب
أحمد العلي
تعرّضت الغابات السورية الواقعة في محافظة اللاذقية لأضرارٍ جمّةٍ خلال السنوات الأربع الماضية. وانقلبت أحوالها بعد تحوّل انتفاضة السوريين إلى ثورةٍ مسلحةٍ، واستخدام النظام لجميع أنواع الأسلحة ضدّ الأرض والبشر. وتحتضن محافظة اللاذقية وحدها 31% من غابات سوريا، ويضمّ ريفها أربع محمياتٍ طبيعيةٍ تقدّر مساحتها بـ6500 هكتار. وقد شكّلت، قبل أربع سنواتٍ، قبلة السياح الى سورية.
وفي ظلّ قلة الأرقام الإحصائية الصادرة عن المنظمات الدولية حول الخسائر البيئية بشكلٍ عام، أصدر مركز البحوث الإعلامية بمدينة اللاذقية إحصائيةً قال فيها إن حوالي 300 هكتارٍ من غابات المدينة دُمّرت نتيجة الحرائق حتى شهر شباط من 2014. ويُشكّك الإعلاميان هاشم الحاج بكري وريما عزّ الدين في دّقة هذه الإحصائيات. ويتساءلان، عبر مجلة "صور"، عن كيفية وصول فريق البحث الى هذه الغابات، وتمكّنهم من دراسة وإحصاء الأضرار. فهي لا تزال تحت سيطرة قوّات المعارضة، وتشهد اشتباكاتٍ. كما أنه لا يُسمح لأيٍّ كان الاقتراب منها.
70% من الغابات احترقت
يقدّر المهندس طارق شيخ يوسف، المدير الإداريّ للمجلس المحليّ باللاذقية، أنّ 70% من الغابات الواقعة في مناطق سيطرة قوّات المعارضة قد احترقت بشكلٍ كاملٍ أو جزئيٍّ، جرّاء قصفها من قوّات النظام بالذخائر الحارقة والطيران الحربيّ.
ويؤكد الإعلاميّ الميدانيّ هاشم الحاج بكري لمجلة "صور" استهداف النظام الممنهج والمتعمّد لغابات اللاذقية. ويقول: "هدَفَ النظام، من خلال إحراق الغابات، إلى كشف نقاط تمركز الجيش الحرّ في هذه الغابات التي اتخذ منها معاقل لشنّ هجماته على مراكز قوّات النظام". ويشير بكري إلى أنّ "النظام اتبع سياسة الأرض المحروقة الهادفة إلى الانتقام من البشر والشجر والحجر في المناطق التي يسيطر عليها الثوّار".
ويلفت الحاج بكري النظر إلى أنّ "النظام يكثّف من عمليات القصف في فصل الصيف، وهو ما أدّى إلى إحراق عدّة غاباتٍ بشكلٍ كامل، بسبب حرارة الصيف التي تزيد من انتشار الحرائق". ويروي أنّ "محاولات المدنيين في إخماد الحريق غالباً ما كانت تفشل، بسبب جفاف الأشجار والتربة".
انقطاع الموارد يدفع الأهالي إلى الاحتطاب
يعيش أهالي ريف اللاذقية، منذ أكثر من عامين، حياةً شبه بدائيةٍ، في ظلّ انقطاع الكهرباء والاتصالات وشحّ المحروقات وموارد الطاقة. وهو ما اضطرّ الكثيرين إلى قطع الأشجار لتأمين الوقود اللازم للتدفئة وطهي الطعام.
تروي الناشطة ريما عزّ الدين، من جبل التركمان، لمجلة "صور": "يخرج سكان جبل التركمان في الصيف من أجل جمع الحطب لاستخدامه في التدفئة. يعرف الجميع أنّ الاحتطاب يؤذي الغابات والبيئة، لكنهم لا يملكون خياراتٍ أخرى، وإلا فسيتركون أطفالهم تحت رحمة الجوع والبرد".
ويقلّل المهندس الزراعيّ عمر طبارة من خطورة الاحتطاب إن تمّت العملية بشكلها الصحيح. ويستشهد على رأيه بأنّ: "الكثير من سكان الجبال في سوريا يعتمدون، منذ عشرات السنين، بشكلٍ كاملٍ، على الاحتطاب. ولم تؤثّر هذه العملية على الغابات واستمراريتها، لأن الاحتطاب كان يتمّ بشكلٍ صحيح. فمن الناحية العلمية يتوجّب تقليم الأشجار بشكلٍّ سنويٍّ للحفاظ على استمرار نموّها وقوّتها. والعديد من سكان الجبال يقومون بتحطيب الأجزاء اليابسة من الأشجار، والاستفادة من الأغصان المتساقطة بشكلٍ طبيعيٍّ، وتجنب قطعها بشكلٍ كامل".
المليشيات الموالية للنظام تتاجر بالحطب
تسيطر قيادات الأجهزة الأمنية والميليشيات الموالية للنظام على غابات منطقة رأس البسيط وغيرها من ريف اللاذقية. وقد تحوّلت هذه الغابات إلى ثكناتٍ مغلقةٍ، لا يُسمح لأحدٍ بالاقتراب والاحتطاب منها.
تقول أم أحمد، من قرى رأس البسيط: "وصل سعر طنّ الحطب اليابس إلى 30 ألف ليرةٍ، والأخضر إلى 20 ألفاً. لا نستطيع جمع الحطب إلا في الليل، فجيش الدفاع الوطنيّ لا يسمح لأحدٍ بالاحتطاب، بحجّة حماية الغابات. بينما يقومون هم أنفسهم بجمع الحطب واحتكار السوق، ثمّ يبيعوننا إيّاه بالأسعار التي يحدّدونها".
تقصيرٌ محليٌّ ودوليٌّ
يؤكّد مدير الشؤون الإدارية في المجلس المحليّ باللاذقية، المهندس طارق شيخ يوسف، لمجلة "صور"، أنّ "فرق الدفاع المدنيّ في الريف تستطيع التصدّي وإخماد الحرائق بآلياتٍ بسيطةٍ تمتلكها، كصهاريج المياه وأدواتٍ يدويةٍ أخرى". ولكنه يشتكي من "تقصير الحكومة المؤقتة في توفير الكلف التشغيلية، من وقودٍ وصيانةٍ ورواتب الموظفين". الأمر الذي يحول دون استمرار العمل.
ويضيف شيخ يوسف: "تتحمّل الحكومة المؤقتة، والمنظمات الدولية المختصّة، المسؤولية الكبرى. فمنذ تأسيس الدفاع المدنيّ في الشهر الرابع من العام الجاري لم تلتزم الحكومة بدفع رواتب الموظفين فيه". ويتساءل شيخ يوسف: "كيف سيستمر ّهؤلاء العاملون في هذا العمل الشاقّ، تحت القصف، وهم لا يتقاضون أجراً يؤمّن متطلبات الحياة الأساسية؟!".
حرائق الغابات تدمّر جميع أشكال الحياة
يشير المهندس الزراعيّ عبد السلام عبدو إلى أنّ "حرائق الغابات لا تؤثّر على خسارة الأشجار فقط، بل تتعدّاها إلى مخاطر أخرى كتدهور التربة. إذ تقوم الأشجار الحراجية بالمحافظة على التربة، وتثبّتها وتمنع انجرافها، وخصوصاً في المناطق الجبلية شديدة الانحدار".
ويؤكّد أن "خسارة المسطّحات الخضراء تؤثر في ارتفاع درجات الحرارة، وعلى التوازن الحيويّ في البيئة. وهو ما يؤدّي، على المدى الطويل، إلى دمار المنظومة الحيوية واختلال توازنها، إضافةً إلى هروب الحيوانات التي عاشت في هذه الغابات مئات السنين".
ويروي أبو حسن، المقاتل في الفرقة الأولى الساحلية التابعة للجيش الحرّ، لمجلة "صور": "اعتدت أن أشاهد الضباع والذئاب وحيواناتٍ أخرى، كالطيور والسناجب، في جبل الأكراد في الأيام العادية. أما اليوم، بعد احتراق أجزاء واسعةٍ من الجبل، فلم أعد أرى أيّ نوعٍ من هذه الحيوانات. حتى الحشرات أصبحت قليلة".
تحديّات إعادة الإنماء
يؤكّد الأستاذ السابق في كلية الزراعة بحلب، عبد العزيز ديوب، في تصريحٍ لمجلة "صور"، أنّ "كلفة إعادة تأهيل هذه الغابات تقدّر بملايين الدولارات. وتحتاج إلى جهودٍ جبارةٍ وتضافرٍ من الحكومة القادمة ومن المنظّمات الدولية ذات الشأن".
وينصح باستخدام التحريج الاصطناعيّ مستقبلاً، الذي يعيد الغابات إلى النموّ خلال مدّةٍ تتراوح بين 5 إلى 10 سنواتٍ، بدلاً من التحريج الطبيعيّ الذي يتطلب مدّةً أطول بكثير.
يُذكر أن خسائر الحياة الخضراء هي إحدى الخسائر طويلة الأمد للحروب، والأكبر من النواحي المادية والاجتماعية والبيئية.
***
(3)
الحرب على ريف حماة.. دمارٌ في البيئة والمجتمع
كمال سروجي
خلال السنوات الثلاث الماضية، قامت قوّات النظام بعمليات قصفٍ مكثفةٍ على منطقة سهل الغاب في ريف حماة ومناطق قلعة المضيق وباب الطاقة، ما تسبّب بدمار البنية التحتية لهذه المناطق، ومنها المسامك. إذ كانت هذه المناطق سابقاً إحدى أهمّ المناطق المنتجة للسمك في سوريا، واحتوت عشرات البحيرات والأحواض الاصطناعية.
تكبّدت منطقة سهل الغاب خسائر بيئيةً واقتصاديةً كبيرةً إثر الحرب الدائرة هناك. يروي أحد تجار السمك، محمد رحمون، لمجلة "صور": "لطالما عُرفت منطقة باب الطاقة بأسماك الكارب والمشط. الكثير من سكان المنطقة كانوا يعملون في تربية الأسماك والإتجار بها إلى أن دُمّرت الأحواض ورُدمت البحيرات إثر عمليات القصف". ويتابع: "كلّ من زار منطقتنا تذوّق من طعم هذه الأسماك التي عملنا في تربيتها منذ عشرات السنين. معظم من عمل بتجارة وتربية الأسماك من شبّان ورجال المنطقة هجروا هذا العمل، وتحوّلوا إلى صفوف الجيش الحرّ. قتل الكثير منهم، وسافر آخرون. ومن بقي منهم بات يعاني من صعوباتٍ كبيرةٍ في استمرار العمل".
يضيف رحمون: "الحال الذي وصلت إليه البيئة في ريف حماة ما هو إلا انعكاسٌ للحالة الاجتماعية السائدة هناك، كابتعاد الشباب عن ممارسة الأعمال الزراعية وتربية الحيوان، والتحاقهم بصفوف الجيش الحرّ، أو لجوئهم إلى المناطق الأكثر أمناً".
غلاءٌ وقلّةٌ في الأعلاف
يقول المهندس الزراعيّ الأستاذ عصام عقيل: "عشرات المربّين، الذين ناضلوا في الحفاظ على عملهم وحماية أحواضهم، باتوا يعانون من صعوبة تأمين الأعلاف الخاصة بالأسماك، وارتفاع أسعار المتوافرة منها".
ويضيف: "المصدر الرئيسيّ للأعلاف المتوافرة هو اللاذقية. ويضطرّ المربّون إلى دفع رشاوى للحواجز عند نقلها من هناك. وهو ما أدّى الى ارتفاع أسعار الأسماك في السوق، إذ يصل سعر الكيلو الواحد من سمك الكارب اليوم إلى 1400 ليرةٍ، فيما كان يباع بـ500 ليرة". ويشير عقيل إلى صعوبة تسويق هذه المنتجات في مناطق النظام، بسبب امتناع تجار تلك المناطق عن شراء منتجات المناطق المحرّرة بدافع الخوف أو الموقف المعادي للمناطق الثائرة. ويعدّ السوق المحليّ لمناطق الإنتاج السوق الأساسيّ لتصريفها.
ويروي علوان أحمد، أحد تجار السمك، لمجلة "صور": "أملك حوضين لتربية الأسماك، مساحة كلّ واحدٍ حوالي 5 دونم. إلا أني فقدت أحدهما عندما سقطت قذيفةٌ أدّت إلى موت الأسماك وتسمّم ما بقي منها". ويتابع: "بات حجم عملي محدوداً جداً، يكفي لتأمين حاجات عائلتي من الطعام والشراب لا أكثر".
الجفاف يضرب بحيرة جورين
أدّى شحّ الأمطار، الذي أصاب سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى انخفاض مستوى المياه في بحيرة جورين إلى الربع. وتصل مساحة البحيرة إلى 60 هكتاراً. ويذكر علاء حسن، أحد سكان المنطقة، أن: "كمية المياه الجوفية التي تغذّي البحيرة قد انخفضت من 400 ليترٍ في الثانية إلى 100 ليتر". ويضيف: "تضرّر سكان المنطقة من انخفاض منسوب المياه في هذه البحيرة، التي تعدّ رافداً اقتصادياً مهمّاً للبلدة". ويفسّر: "نقوم بتربية العلق في البحيرة، ومن ثمّ توزيعه على المسامك الاصطناعية لاستخدامه كغذاءٍ للأسماك".