فصولٌ من سيرة الرجم وجرائم الشرف في سوريا
فصولٌ من سيرة الرجم وجرائم الشرف في سوريا
(1)
جورج.ك.ميالة
يذكّر فيديو الرجم بريف حماة، الذي انتشر مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعيّ، بفيلم "رجم ثريا"، الذي يروي حكاية صحفيٍّ فرنسيٍّ، من أصلٍ إيرانيٍّ، تتعطّل سيارته في إحدى القرى الإيرانية النائية، فيتعرّف إلى سيدةٍ تدعى "زهرة"، تحاول الحديث إليه دون علم أهالي القرية. وفي سرّيةٍ تامةٍ، تروي له حكاية ابنة أختها "ثريا"، وظروف موتها الدموية عام 1986.
تخبر زهرة الصحفيَّ أن زوج ثريا اتهمها بالزنى ليتخلّص منها، بعد أن رفضت أن يتزوّج عليها أو يطلّقها، فلفّق لها تلك التهمة، مما جعل السلطات تحكم عليها بالرجم حتى الموت. والفيلم مأخوذٌ من القصة الحقيقية لثريا منتشهري.
بالعودة إلى فيديو الرجم في ريف حماة، يظهر "لوغو" الدولة الإسلامية في العراق والشام، في الزاوية اليمنى من الشاشة، ما يدفعنا إلى القول إن تاريخ الفيديو يرجع إلى عدّة أشهر، وليس إلى هذه الأيام، لأن تسمية التنظيم تغيّرت في أدبياته، من "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إلى "الدولة الإسلامية".
ماذا عرض الفيديو؟
ظهر في الفيديو عنصرٌ من "الدولة الإسلامية"، لهجته سوريةٌ ويُدعى أبو إسلام، يطالب امرأةً، مغطّاة الوجه، بالاستسلام لأمر الله.
ويؤكد أبو إسلام أن ضحيته هي أوّل امرأةٍ يطبَّق عليها حدُّ الزنى في هذه المنطقة، ويتمنى أن يكون الحكم على المرأة "سنّة خيرٍ لمن بعدها". وأضاف قائلاً لها إن "تنفيذ الحدّ هو نتيجةٌ للأعمال التي اقترفتها"، ثم سألها: "هل أنت راضيةٌ بحكم الله؟" فهزّت رأسها موافقة.
بعد ذلك خاطب أبو إسلام رجلاً قيل إنه أبوها، وطلب منه أن يقول كلمةً لابنته. وفي الأثناء طلبت البنت من أبيها أن يسامحها، لكن الأب رفض وتبرّأ منها، ثم وافق على ذلك تحت ضغطٍ من عناصر الدولة.
طلب أبو إسلام من الفتاة أن تقول كلمةً قبل تطبيق "شرع الله"، فقالت: "أنصح كلّ "حرمة" مستورة أن تحافظ على "عرضها" أكثر من روحها". كما ناشدت كلّ أبٍ أن يسأل عن بيئة الزوج قبل أن يزوّج ابنته. وختم أبو إسلام الحديث بالقول إن تقصير الرجال والمسلمين المتزوّجين، وغيابهم عن النساء، هو ما دفع المرأة إلى الخطأ. وأوصى الرجال بالتزام زوجاتهم.
بعد ذلك ساقها أبوها بواسطة حبلٍ إلى حفرةٍ، وربطها في داخلها، ثم بدأت عملية الرجم رمياً بالحجارة. ولم يُعرف مصير المرأة بعد ذلك، ولكن من المرجّح أنها فارقت الحياة.
الناشط الإعلاميّ شادي السلموني، أكّد لمجلة "صور" أن الشخص الذي ظهر في الفيديو هو "صدام خليفة" الملقّب بـ"أبي إسلام"، من مدينة حماة، وينتسب إلى عشيرة "موالي خليفة"، ذات الأصول البدوية.
شكّل صدام مع رفاقه لواء العقاب الإسلاميّ، المؤلف من 150 عنصراً. ويعدّ من أقوى الفصائل في المنطقة. ولديه 8 دباباتٍ و40 آليةً عسكرية. ويتخذ من منطقة "قصر ابن وردان"، بريف حماة الشرقيّ، مركزاً له.
ويضيف شادي أن لواء العقاب الإسلاميّ يخفي علاقته المباشرة مع "الدولة الإسلامية"، نتيجة خوفه من الجيش الحرّ الموجود بكثافةٍ في المناطق القريبة، والذي سبق له القبض على أبي إسلام في وقتٍ سابقٍ، وإطلاق سراحه بعد كفالةٍ من جبهة النصرة. وأشار شادي إلى أن أبا إسلام هو الحاكم الفعليّ للمنطقة، وصاحب القرار فيها.
ليست المرّة الأولى
منذ ظهور داعش، نُشر عددٌ من مقاطع اليوتيوب، تُظهر أحكاماً بالجلد والرجم ينفّذها التنظيم. كان آخرها الحكم بالموت رجماً على رجلٍ متزوّجٍ، اتهمه التنظيم بالزنى، في مدينة البوكمال، شرق دير الزور.
ويقول نشطاء لمجلة "صور" إن المحكمة الشرعية التابعة لداعش في البوكمال حكمت على الرجل بالرجم، بعد اتهامه بالزواج من امرأةٍ متزوّجة. وقال شاهد عيانٍ إن زوج المرأة السابق هو أحد الشرعيين في داعش، وعندما عرف بالزواج ذهب واشتكى، بعد جلب شهودٍ من عشيرته، مما أدّى إلى وقوف القاضي الشرعيّ معه، وإصدار حكمٍ بالرجم حتى الموت على الرجل.
القتل بداعي الشرف ظاهرةٌ قديمةٌ حديثة
يشهد المجتمع السوريّ عشرات الجرائم المرتكبة بداعي الشرف. وليست المسألة حكراً على فئةٍ اجتماعيةٍ معينةٍ، أو طائفةٍ بحدّ ذاتها، فقد شهدت محافظة السويداء عام 2007 حادثةً شهيرةً، قتلت فيها عائلةٌ بنتها رمياً بحجارة (البلوك)، بسبب زواجها من شابٍّ ينتمي إلى الطائفة السنيّة. وتزداد هذه الحالات عموماً في البيئات المغلقة والعشائرية وقليلة التعليم.
لكن إطلالة داعش، عبر فيديوهاتٍ تطبق حدود الإسلام بمفاهيمها الخاصة، في ظلّ الحرب الدائرة، وحالة العداء الشعبيّ ضدها، أثارت الكثير من الضجة، وأعادت فتح ملفات قتل النساء بدواعي الشرف والدين والعرف.
يقول الناشط محمد عويني، من دير الزور، إن داعش "أعادت دير الزور والرقة والمناطق الواقعة تحت سيطرتها إلى العصور الحجرية، لدرجةٍ تخال نفسك في أفغانستان أو الصومال". وسهّل هذا على المتربّصين بالثورة السورية وأنصار النظام استغلال هذه الحوادث وتضخيمها إعلامياً، ليتهموا الثورة بأنها ثورة تخلفٍ وقتلٍ وسفك دماء.
حكم الشرع الإسلاميّ
يقول الأستاذ رياض درار، الذي عمل سنواتٍ طويلةً شيخاً وخطيباً لعدّة مساجد في دير الزور، إن "الزنى حرامٌ في الإسلام. وهناك حديثٌ عن النبيّ: "لا يزني الزاني وهو مؤمن". فهو مُخرِجٌ من الإيمان حين الزنى". ويضيف: "عقوبة الزنى الجلد مئة جلدةٍ، في حال الإقرار أو وجود الشهود الذين رأوا الواقعة عياناً". ولكن الرسول شدّد على موضوع الشهود، لدرجة استحالة تحقق شروطه. وحتى تنفّذ عقوبة الزنى يجب توافر "أربعة شهودٍ، وجميعهم يشهد بالرؤية الكاملة". وفي حال تحقق الشروط، فإن عقوبة العازب والمتزوّج واحدةٌ، لأن القرآن لم يفرّق بينهما. والقاضي يحكم في بقية التفاصيل بحسب الواقعة وآثارها.
ويستند درار إلى السورة القرآنية الواردة في آية النور: "الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِين".
ويتهم درار تنظيم داعش بأنه: "يساهم في إفساد الدين، وزيادة كراهية الناس للإسلام والمسلمين". ويضيف أنهم "يستندون دون فقهٍ، ودون تدبّرٍ لطبيعة الأحكام وصفة من ينطق بها. وبالتالي كلّ تدبيرهم باطل".
لا يشكّل موضوع اضطهاد المرأة، وإيقاع الأذية بها لدواعٍ اجتماعيةٍ أو دينيةٍ، موضوعاً جديداً في المجتمع السوريّ، فهناك الكثير من السوابق التي تشهد على ذلك. لكن خصوصية ما يقوم به تنظيم "الدولة الإسلامية" تأتي من ظروف الحرب والدمار الاجتماعيّ التي تشهدها سوريا. إلا أن انتهاء الحرب لن يُحدث التغيير المرجوّ في الوضع العامّ للمرأة تلقائياً، دون تحقيق خرقٍ نوعيٍّ في الوعي الثقافيّ والاجتماعيّ، عبر نضال المرأة بنفسها لتحسين أوضاعها، وحماية حقوقها الأساسية، وعلى رأسها حقّ الحياة والحماية من العنف الجسديّ والاجتماعيّ، كحدٍّ أدنى.
***
(2)
السبي... بين الحقيقة والحرب الإعلامية والدين
كمال السروجي
فتحت الروايات حول قيام تنظيم الدولة الإسلامية بسبي نساءٍ من الطائفة الإيزيدية، في منطقة سنجار العراقية، البابَ أمام الكثير من التهويل الإعلاميّ، والأخبار غير الدقيقة التي ملأت وسائل التواصل الاجتماعيّ، بل وحتى بعض وسائل الإعلام "الاحترافية"، فضلاً عن الجدل الكبير الذي أثارته في مختلف الأوساط، حول العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والدينية، المرتبطة بمفهوم "السبي".
سنحاول فيما يلي استقصاء القضية من مصادرها الأصلية، وعلى رأسها أدبيات تنظيم الدولة، وتقارير المنظمات الحقوقية، والشهادات الموثقة لضحايا التنظيم. كما سنبحث في موقف القانون الدوليّ والدين الإسلاميّ من الموضوع.
تنظيم الدولة الإسلامية يعترف
جاء في مقالةٍ حملت عنوان "إعادة إحياء الرقّ قبل حلول الساعة"، في العدد الرابع من مجلة "دابق"، الصادرة عن تنظيم الدولة باللغة الإنكليزية، إنه "من غير الطبيعيّ أن تستمرّ الأقلية الإيزيدية في الوجود في سهل نينوى، وفي العراق والشام، إنْ تمّ اتّباع ما أوصى به النبيّ محمد منذ 1400 عام، فيما يخصّ التعامل مع المشركين، من الذين يرفضون اعتناق الإسلام".
وأضافت المقالة أنّ "الإيزيديين هم من عبدة الشيطان"، مستندةً إلى كتابات مستشرقين وباحثين غربيين، لإضفاء المصداقية على ما جاءت به من "معلوماتٍ" حول تلك الطائفة.
يقول الناشط محمد الديري لمجلة "صور": "يعتمد التنظيم على فتاوى شرعيةٍ صادرةٍ من مشايخه، ونصوصٍ من القرآن والحديث النبويّ. وله فهمٌ خاصٌّ للموضوع وتأويلاتٌ ذاتيةٌ لتلك النصوص". ويضيف أن أعضاء التنظيم "ليسوا أشخاصاً اعتباطيين، فلكلّ تصرفٍ من تصرفاتهم مستندٌ يبرزونه لنا، سواءً اتفقنا معهم أم اختلفنا".
واعترف الناطق الرسميّ باسم التنظيم، أبو محمد العدنانيّ، في سياق إحدى خطبه التي بثت على موقع يوتيوب، بحصول عمليات السبي. وذكر في الخطبة أن هذه الحرب هي الأخيرة، وسوف يتمّ غزو روما وسبي نسائها، ما يعطي مؤشراً حقيقياً على إيمان قادة التنظيم بالفكرة.
كما ظهر مؤخراً مقطعٌ على اليوتيوب، صُوّر بالقرب من مدينة عين العرب (كوباني)، يُظهر حديثاً بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية حول موضوع السبي.
هيومان رايتس ووتش توثّق الحالات
انفردت هيومان رايتس ووتش بإجراء عشرات اللقاءات مع نساءٍ إيزيدياتٍ فرَرْنَ من سجون "الدولة الإسلامية"، روت بعضهنّ أنهنّ قمن بصدّ محاولاتٍ للاعتداء الجنسيّ عليهنّ من قبل عناصر التنظيم. كما أُجبرت العشرات من صغيرات العمر على الزواج قسرياً، وتمّ تسفيرهنّ إلى المدن التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا.
وروت "روشة"، ذات الـ15 عاماً، للمنظمة عن سماعها في السجن أحاديث بين عناصر التنظيم حول بيع "الدولة الإسلامية" للأسيرات. وشرحت بالتفصيل كيف قال مقاتلٌ من الرقة إنه اشترى بنتاً لقاء ألف دولارٍ أمريكيّ، وكيف قال الحرّاس إن المقاتلين اشتروا 20 سيدةً أخرى من المحتجزات معها.
أما نافين، التي فرّت من أحد سجون "الدولة الإسلامية" مع أطفالها الأربعة، فقالت إن الجماعة احتجزتها لنحو 10 أيامٍ، في نهاية آب، في مدرسةٍ بمدينة تلّعفر العراقية، مع أكثر من ألف شخصٍ آخرين. وقالت إنها شاهدت رجالاً، وصفتهم بأنهم من "أصدقاء" الدولة الإسلامية، يأتون إلى المدرسة ويشترون شاباتٍ وفتيات.
كما وثّقت المنظمة عن سيفي، ذات الـ19 عاماً، والتي هربت من الاعتقال، أن مقاتلي "الدولة الإسلامية"، في ليلة 14 آب، أخذوا 26 شابةً ومراهقةً من المنزل الذي كنّ محتجزاتٍ فيه بالموصل. وقالوا إنهم جاءوا من سوريا، ويأخذون الفتيات "لبيعهنّ في سوق الجواري هناك".
القانون الدوليّ الإنسانيّ
يعتبر القانون الدوليّ أنّ جرائم الاضطهاد المرتكبة بحقّ أيّة جماعةٍ دينية، والاسترقاق الجنسيّ، وبيع النساء، والسجن غير المشروع، وأيّ شكلٍ آخر من أشكال العنف الجنسيّ، هي جزءٌ من جرائم الحرب، عند ارتكابها بشكلٍ منظّمٍ ومقصودٍ وواسع النطاق، بحقّ جماعةٍ دينيةٍ أو قوميةٍ محدّدة.
كما أنّ إجبار النساء على الزواج القسريّ ينتهك حقّ وحرّية الرضا بالزواج، وفقاً للمادة 23 من الشرعة الدولية الخاصّة بالحقوق المدنية والسياسية، ووفقاً للمادة 10 من الاتفاقية الدولية الخاصّة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأفراد.
وللدين الإسلاميّ رأيه الخاصّ
لا تقتصر مسألة الرقيق والعبيد والسبي على شعبٍ معين، فقد كانت موجودةً قبل الإسلام ضمن عادات المجتمعات. كما كانت موجودةً في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، وألغاها الرئيس ابراهام لنكولن في العام 1860.
وعن الموضوع، يقول المفكر الإسلاميّ الدكتور محمد حبش لمجلة "صور": "السبي جريمةٌ اجتماعيةٌ كانت سائدةً قبل الإسلام، وارتكبها كثيرٌ من المسلمين في عصر الرسالة. قناعتي أن آخر ما نزل من القرآن يجرّم السبي بالمطلق، وهو قوله تعالى في سورة محمد: "فإما منّاً بعدُ وإما فداء"، وهذا الحصر يمنع أيّ خيارٍ ثالثٍ غير العفو والفداء. للأسف، لم يطبّق المسلمون هذا النصّ الإلهيّ، وظلّ السبي منتشراً في الحروب والغزوات، حتى تمّ تحريم ذلك كلّه عبر الجهود الدولية. وكان للسلطان العثمانيّ محمد الفاتح دورٌ في تحريم كلّ أشكال السبي".
ويؤكّد عالم الدين الدكتور محمد شحرور أنّ النبي محمداً لم يتّخذ عبيداً أو سبايا. ويقول: "لا أفهم كيف تُسبى المرأة، مهما كان دينها، مكرهةً، وتُعرض في سوق النخاسة وهي مكرهة، وتُباع كأنها متاعٌ، ويشتريها الرجل مكرهةً".
ويضيف شحرور: "داعش لم يأتوا بهذا الفهم من عندهم، بل هو فهم الفقهاء لمصطلح ملك اليمين على أنه رقّ، أيّ أن ملك اليمين لديهم قائمٌ أصلاً على الإكراه. بينما في القرآن ملك اليمين حقٌّ لكلٍّ من الرجل والمرأة، ولم يكن له وجودٌ في الرسالات السابقة، وهو تشريعٌ جديدٌ في شريعة محمد".
الإعلام وتضخيم الأحداث
رافق تمدّد تنظيم الدولة الإسلامية، وسيطرته على أجزاء واسعةٍ من العراق وسوريا، ضخٌّ إعلاميٌّ عالميٌّ ملحوظ. ولعبت الكثير من وسائل الإعلام دوراً كبيراً في تضخيم التنظيم، الذي لا يشكّ أحدٌ في قدراته وتميّزه عن باقي التنظيمات الإرهابية التي ظهرت في القرن العشرين، إلى درجةٍ بتنا نخاله معها دولةً عظمى.
وتزامن قصف طيران التحالف الدوليّ للتنظيم مع ماكينةٍ إعلاميةٍ لم يشهدها العالم منذ وقتٍ طويل. إذ لم تصل التغطية الغربية للحرب السورية إلى ربع ما وصلت إليه في تغطية قضية سبي النساء في العراق، ما أثار حفيظة الكثيرين من المتابعين للشأنين السوريّ والعراقيّ. بينما أجمعت المنظمات الحقوقية الدولية على وقوع هذه الحوادث، ولكن ليس بالشكل الذي صوّره الإعلام الغربيّ والعربيّ.
لا أحد يعلم الغايات من هذا التضخيم، ولكن المؤكّد أنه يخدم سياساتٍ بعيدة الأمد. خصوصاً وأن هذه الحرب الإعلامية اشتعلت بعد أن أعدمت داعش عدداً من الرهائن الأمريكيين، ما يعطي بعض المؤشرات بأن إنتاج الماكينة الإعلامية جزءٌ من الحرب العسكرية، التي بدأتها 44 دولةً حول العالم، ضدّ التنظيم.