info@suwar-magazine.org

الكتابة بـ«الصور» واستنطاق مفردات الواقع

الكتابة بـ«الصور» واستنطاق مفردات الواقع
Whatsapp
Facebook Share

 

 

صور

 

لأنها «صور»، ولأن الصورة كانت التعبير الأصدق عن الواقع السوري، حاولنا في هذا العدد أن نعتمد أسلوباً  مختلفاً، يتمثل في استخدام  الصورة بدل الكلمة، وذلك لما تحمله من قدرة على التعبير عما قد يصعب على اللغة التعبير عنه.

 

والصورة بانتقالها من مجال الحس- الحدث، إلى إطار التعبير- اللغة، تكون قد حققت تجاوزاً في مجال التعبير والتواصل، وخصوصاً لمفهوم الكتابة – النص ، بسرعة غير مسبوقة، بوصفها أداة رئيسة في حمل المعلومات، وهي الحالة التي تتميز بها الصورة الصحفية بوصفها نوعاً صحفياً متميزاً عن غيره من الأجناس الإعلامية، مستعينة لتحقيق ذلك بآلياتها الخاصة والتأثير الفعال لمفرداتها البصرية في توصيل الرسالة الإعلامية، دون الإغراق في التفاصيل، ولأنها لا تحتاج إلى المصاحبة  اللغوية كي تنفذ إلى إدراك المتلقي، فهي بحد ذاتها خطاب ناجز مكتمل، يملك سائر مقومات التأثير الفعال في مستقبليه، لدرجة أصبحت الصورة معها هي المفتاح السحري وحجر الأساس لخلق نظام ثقافي جديد.

 

إن اللجوء إلى القيم التي تحملها  الصورة بدلاً من الكلمة المكتوبة في المخاطبة المباشرة للقاعدة العريضة، خاصة في مجتمعات مأزومة، كما الحال في المجتمع السوري الذي يرزح تحت وطأة حرب عبثية لا يستطيع أحد أن يتكهن بنتائجها، جاء لما  تحتله الصورة من مكانة في التواصل البشري، فهي تعد  لغة الاتصال المثلى ، حيث  رافقت الأزمة السورية منذ بدايتها، وشكلت أحد أهم وسائطها، من أجل نقل ما يحدث في الواقع بكل تعقيداته وإشكالياته وتداخلاته، ولخلق الوعي لدى الجمهور بما يدور على الجغرافيا السورية، دون التورط بخطاب إيديولوجي أو سياسي، لأي طرف من أطراف الصراع.

 

حاولنا من خلال الصور، تسليط الضوء على الجانب الانساني من المأساة السورية، مبتعدين عن صور الدم والقتل وتقطيع الرؤوس، التي أصبحت اليوم، المادة الدسمة لمختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، التي أهملت مفاصل إنسانية هامة تظهرها الصور الواردة من سوريا. وهنا تبرز أهمية دور الإعلام السوري البديل في الإضاءة والتركيز على الجانب الإنساني، فليس بالضرورة أن نرى الدماء والأشلاء بأم أعيننا لكي نعايش الحدث، وقد يستشعر المشاهد هول المأساة من تفاصيل إنسانية بسيطة في ظاهرها، لكنها شديدة العمق في مدلولها.

 

ركزنا في هذا العدد على أربعة ملفات متعلقة بالصراع السوري وهي: تدمير المنازل والأحياء، اللاجئون، المرأة والأطفال. وتناولناها بالصور والأرقام والإحصائيات، كما وردت في التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.

تلك الملفات، كانت جزءاً من مأساة الإنسان السوري، التي بدأت مع الازمة ولن تنتهي بانتهائها، وذلك لما لها من تبعات لايمكن التخلص منها بسهولة، بل ستحتاج إلى عشرات السنوات لمعالجة تأثيراتها على المجتمع السوري.

ستبقى هذه الصور أصدق شاهد على معاناة السوريين، فهؤلاء الناس الذين نراهم في الصور بعضهم قتل وبعضهم الآخر اعتقل، منهم من نزح إلى بلدان الجوار ومنهم من يصارع لأجل البقاء، وستبقى ملامحهم محفورة في ذاكرة الوطن السوري.

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard