info@suwar-magazine.org

الكارثة الحلبية والانهيار الوشيك للنظام الدولي

الكارثة الحلبية والانهيار الوشيك للنظام الدولي
Whatsapp
Facebook Share

 

*فريق صور 

 

تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة حرباً ممنهجة من قبل الطيران النظام والجيش الروسي، تستهدف تدمير البنية التحتية، وبشكل خاص المؤسسات التعليمية والمنشأة الصحية،  لحرمان المواطنين في تلك المناطق من المقومات الأساسية لحياتهم، الأمر الذي يدفع السكان إلى الهجرة والنزوح، يترافق ذلك مع حصار محكم لا يترك أي سبيل أمام المدنيين سوى المغادرة.

 

إن تعرض المشافي والمراكز الصحية في حلب خلال الأيام القليلة الماضية لهجمات مركزة، كفيل بهدم كامل المنظومة الصحية في تلك المنطقة، أو ما تبقى منها بعد سنوات الحرب والحصار، حيث لم يبق في منطقة حلب الشرقية سوى أقل من 30 طبيباً من كافة الاختصاصات، في حين أجبر  القصف المستمر المستشفيات للانتقال إلى تحت الأرض لحماية طواقمها ومرضاها من الغارات الجوية، وترك المباني السابقة التي كانت تعمل فيها.

 

هذا التدهور في الخدمات الصحية نتيجة القصف والانقطاع المتواصل للمياه  والتيار الكهربائي, والنقص الشديد لمادة المازوت الضرورية لتشغيل المولدات، يهدد الحلبيين بكارثة إنسانية غير مسبوقة من حيث عمقها ونتائجها.

 

هذه الكارثة الوشيكة لا يمكن أن تمر ببساطة على المستوى الدولي، فقد أثبتت تجارب السنوات الماضية أن ما يحصل في سوريا والمنطقة يؤثر بقوة على العالم بأسره، ويغير الوقائع والمعادلات السياسية في مختلف الدول والمجتمعات، البعيدة منها والقريبة، ما يجعل المؤسسات الدولية مطالبة بالمزيد من الضغط لوقف القصف الجوي وفك الحصار، حتى تتمكن المنظمات الإغاثية من إدخال المساعدات العاجلة لأكثر من 250 ألف مدني محاصرين داخل المنطقة.

 

وإذا كانت المؤسسات الدولية قد فشلت في القيام بواجبها في إيجاد حل سياسي للصراع السوري، فإن سقف التوقعات تجاهها قد انخفض بشدة، وبات توفير الحد الأدنى لحياة البشر المحاصرين هو أكثر ما يمكن مطالبتها به، فإذا فشلت في هذا أيضاً فسيكون فشلها مؤشراً جديداً على انهيار المنظومة الدولية برمتها، وسيكون العالم في وضع شبيه بفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، حيث فشل النظام الدولي ممثلاً في "عصبة الأمم" في حفظ السلم والأمن العالمي، ما أدى لواحدة من أسوأ مآسي التاريخ الإنساني.

 

وبعيداً عن انتظار تحرك المؤسسات الدولية، فإن محاولة إيجاد مخرج للوضع الإنساني  في مدينة حلب، التي أصبحت عقدة الجميع، يجب أن تكون من أولويات عمل منظمات المجتمع المدني في سوريا، وهي اختبار حقيقي لمدى جدية عمل هذه المنظمات  حيال الشعب السوري، الذي يتعرض لشتى الجرائم ويتم حرمانه من أبسط مقومات الحياة.

 

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard