info@suwar-magazine.org

أبحثُ عن رئيس

أبحثُ عن رئيس
Whatsapp
Facebook Share

- ليس أكبر من الدولة، وليس أصغر من السرير.

- ليس مُلهِماً للتاريخ كي يفصّل التاريخ على هواه، وليس بلا تاريخ أرضعه التاريخ ببيبرونة التاريخ.

- ليس راقصاً أو ناقراً للدفّ في حفلة دراويش، وليس لصّاً من بين لصوص جمهوريات الموز أو مزارع الشوندر السكري.

- ليس مؤمناً، تقيّاً، ورِعاُ، وليس سِكّيراً يتأرجح مخموراً وهو يستعرض حرس الشرف في طريقه إلى مؤتمر لجامعة الدول العربية التي لم تجمع سوى دراويش أو مخمورين.

- لم يأتِ من جمهوريات العصي، كما لم يَزُر جمهوريات الغيب.

- ليس له يدٌ أمريكانية وإصبعٌ روسية.

- يقدّس الحياة الزوجية، ولا يعدّد زوجاته حتى يكون الشعب كل الشعب زوجاته من إناث وذكور.

- ضاحكاً، بالقدر الذي لا يحيل فمه إلى فوهة، عابساً بالقدر الذي لا يجرّدني من خيال الجحيم.

- لذيذاً مثل الشوكولا، حامضاً كما الحصرم، مالحاً كما تعرّقات فيفي عبدو، سلساً كما لو قمر الدين.

- أريده: واقفاً، منتصباً، لا ينام ولا يدعني أنام كما كل أولاد الحرام.

أبحث عن رئيس:

- جنرالاً في جبهات القتال، لا تذروه الرياح كما الرمال..  حصاناً في طراد الخيل، بعيراً في مسابقات الهجن، وتيساً في مقارعة الخطوب.

- ليس طويلاً كما بشار، وليس قصيراً كما بوتفليقة أو سموّ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

- ليس مُدعْبلاً كما الشيخ حمد آل ثاني، وليس ممصوصاً كما بثينة شعبان.

- ذكيّ بما يكفيه، غبيّ بما يكفيني.

- لا يعيش إلى الأبد، ولا يستعجل الموت كما لو دورة حياة البعوض.

أريد رئيساً:

- ذئباً ناطقاً، لادجاجةً مقصوصة الجناح.

- أريده  دجاجة تأكل الثعلب،  لا ثعلباً يأكل الدجاج.

- أريد رئيساً يأتيني من رقعة الشطرنج، من غلمان الحرملك، من بقايا القبيلة، من كرنفالات العراة، من سلالة الببغاوات.

- أريده يهزّ رأسه (فوق/ تحت)، بما لا يسمح لي أن أعرف إذا ماكان يقول نعم أم لا.. أريده جيوكندا، يبتسم حين لا يبتسم.

- أريده، يرقص إستراتيجيّاً، ويأكل تكتيكيّاً، ويضاجع في المستقطع من أوقات الأمة.

- أريده محبّاً للشواء كما لو كان عيدي أمين، متوحّشاً كما لو هند بنت عتبة آكلة الأكباد.

- أريد رئيساً مؤجّلاً، رئيساً سابقاً لأوانه، رئيساً لايأتي إن شئت.

- أريد رئيساً بصحة جيدة وعقل غير حاذق، يرجع إلى البيت بسرعة ليلعب الأتاري، ويكرّر  دروس المحفوظات، وإذا ضاق به الحال يلعب الغمّيضة مع رئيس مجلس الوزراء.

- أريده بجنون الارتياب، وببعض السلس البوليّ، وبالكثير الكثير الكثير من حكمة الأجداد.

- أريده لا يكشّ ولا ينشّ.. سيّد الهذيان.. مفرطاً في تعاطي الدواء.. يخاف الأماكن المغلقة، محطم القلب، عاشقاً ولهاناً، أريده وقد تخلّص من الاكتئاب الانتحاري، مدعوماً كيميائياً، أريده باحثاً عن المجد، بكلية مستعارة، وقلب مستعار، يحلو له الظهور العام.

- أريده:

- عنيداً كالبغل، مسترسلاً كالقصيدة، بارعاً كمحتال، والمهمّ، المهمّ، المهمّ: أريد رئيساً، أنا المواطن المقسّم، وقد كنت ذات يوم، كما المرأة المحصّنة.. رجلاً لايقبل القسمة على اثنين.

- ها أنذا بتّ كما بنات المواخير..  أقبل القسمة على الكثير الكثير.

خذ فخذاً أيها السيد.. خذ قطعة من الثدي.. خذ ما تشاء من الردفين.. من ركلة القدمين.

المهمّ:

أبحث عن رئيس سعيد بي.. أبحث في الخيمة، في أواني المطبخ، تحت الدلف، لأكون كما أشتهي، مواطناً صغيراً، صغيراً جداً، لابدّ وأن يبحث عني السيد الرئيس.. تحت المجهر أكون، ليكون:

و.. أكون أو لا أكون.. أمّ أمّك ياشكسبير على ذلك السؤال القتّال، وأنا الرجل الذي يبحث عن ثلاثة أيام.. ثلاثة فقط:

- اليوم الأول يوم الشكّ، والثاني يوم اليقين، أمّا الثالث فهو يوم الرحيل.

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard