info@suwar-magazine.org

المعتقلون.. أبطال المأساة السورية الغائبون

المعتقلون.. أبطال المأساة السورية الغائبون
Whatsapp
Facebook Share

 

فريق صور

 

بات الاعتقال جانباً أساسياً من التراجيديا السورية، بعد أن قرّر النظام أن يفتح أبواب الجحيم على السوريين، ويعيد تشكيل أحلامهم ليصبح أقصى حدود أمنياتهم هو الموت. إذ لا مكان يحتضن آلامهم سوى جدرانٍ صلبةٍ وباردةٍ تحاصر حياتهم وأرواحهم، ولا تصلح لتسجيل تفاصيل ما يعتمل في نفوسهم من ألمٍ وخوف.

 

السجن عالمٌ قاسٍ يوجد خارج إطار الزمن الاعتياديّ وبعيداً عن منطقه وقوانينه. الزمن في السجن زمنٌ قسريٌّ موجّهٌ تتحكم في إيقاعه كائناتٌ تصادر الحلم وتعطّل الفعل والحركة، وتلغي كلّ الرغبات، وتعيث فساداً في الأرواح والأجساد*، إلى جانب ما تفرضه كآبة المشهد والقضبان وتشابه الأيام والأشياء. وسيلتنا الوحيدة لمعرفة هذا العالم هي شهادات وذكريات المعتقلين، من خلال استعادة ما التقطته آذانهم وأعينهم، على شكل قصصٍ وشهاداتٍ تلخّص قساوة المشهد وتسجّل تفاصيل المكان.

 

"في السجن كلّ شيءٍ يتغير، وأثر الزمن يتجلى فقط في ملامح المعتقلين. ظهور التجاعيد والشعيرات البيضاء وتساقط الأسنان وحالات المرض وانتكاسة الأرواح، كلها علاماتٌ تسِمُ المعتقلين في مكانٍ صلبٍ وقاسٍ لا ينال منه تغيّر الوافدين عليه"

 

ومع توالي مبادرات الحلّ السياسيّ في سوريا، والجهود الدولية المبذولة لعقد مؤتمرات سلامٍ ومفاوضاتٍ بين مختلف الأطراف المتنازعة في البلاد، تبرز قضية المعتقلين كأحد أهمّ الملفات التي لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها، فلا سلم في سوريا ما دام آلاف السوريين مغيّبين عن بيوتهم وأحبائهم وراء القضبان.

 

في هذا العدد الخاصّ من مجلة صور، وبالشراكة مع المركز السوريّ للإعلام وحرية التعبير، ننشر صوراً ومقتطفاتٍ من سير أربعين معتقلاً سياسياً وناشطاً سلمياً عايشوا تجربة السجن، نحاول من خلالها إعادة تذكير العالم بأن في تلك الأمكنة المعزولة ثمة أرواحاً بريئةً ومعذبةً تقبع خلف الجدران، تعيش كلّ أصناف العذاب، حيث يعرض الجلاد مقدراته على إذلال النفوس والأجساد.

 

عشرات آلاف المعتقلين، لا يتسع المجال لذكر أسمائهم أو لنشر صورهم، والآلاف ممن نجهل مصيرهم، كانوا جميعهم يحلمون أن يكون بلدهم جميلاً وعادلاً كبقية البلدان التي يعيش فيها الإنسان بكرامة، غير أن أجسادهم تحوّلت اليوم إلى ساحةٍ يمارس عليها الجلاد ساديته اللامتناهية.

 

 

 

*الاقتباس : من رواية " سيرة الرماد " لخديجة مروازي

 

 

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard