info@suwar-magazine.org

مأساة حلب، وعبثيّة الحرب، والمفاوضات

مأساة حلب، وعبثيّة الحرب، والمفاوضات
Whatsapp
Facebook Share

 

 *فريق صور 

 

في خضمّ الصراع السوريّ، ودخول المدن السورية واحدةً تلو الأخرى أتون الحرب، كانت حلب متأخرةً عن نظيراتها. وشكّل دخولها الحرب كارثةً للنظام، لأنها مركز الاقتصاد والثقل الماليّ، فهي عاصمة الصناعة السورية وعاصمة الشمال وثاني أكبر مدن البلاد، ، وتمرّ بها خطوط مواصلاتٍ مهمةٌ تصل إلى داخل تركيا المجاورة. ومن هنا تأتي أهميتها لكلّ أطراف الصراع، وحدّة النزاع الدامي للسيطرة عليها، ما أدّى إلى نكبة سكانها من المدنيين نتيجة الحرب التي لم تتوقف فيها يوماً واحداً.

 

يعود الصراع على مدينة حلب، وإبقاؤها خارج إطار الهدنة، إلى رغبة طرفي الصراع في السيطرة عليها بشكلٍ كامل. فالنظام يرى أن سيطرته على المدينة ستشكّل ضربةً للدول الإقليمية الداعمة للمعارضة المسلحة، مما يفقدها أوراق الضغط في المفاوضات الجارية، ويمهد لانتصارٍ عسكريٍّ شبه كاملٍ يمهد لحسم الحرب لمصلحته، بينما تراهن المعارضة على هذه المدينة لأنها مركز قوّتها وطريق إمدادها مع الدول الإقليمية الداعمة. غير أن هذه الرؤية والرغبة الجامحة لدى كلّ طرفٍ في السيطرة على المدينة تدمّر طموحات وأحلام مئات الآلاف من السكان المدنيين في الأمن والاستقرار والعيش بسلام، فأهل حلب لا يريدون لدماء أبنائهم أن تهدر، فقط لأن هناك من يريد استثمارها في حساباتٍ سياسيةٍ وعسكرية.

 

المطلوب من السوريين التضامن مع مأساة المدنيين في مدينة حلب التي تتعرّض لأبشع أنواع العدوان من نظامٍ يقصف المشافي والمدارس والبيوت والأسواق، ومعارضةٍ تردّ على وحشية النظام بما يتوافر لها من إمكانيات، دون أن تحسب بدورها حساباً لأرواح الأبرياء.

 كما من المطلوب الضغط على الأطراف الدولية لتُشمل المدينة بقرار الهدنة بشكلٍ دائم، وإجبار أطراف الصراع على العودة إلى طاولة المفاوضات لإيجاد مخرجٍ نهائيٍّ للأزمة السورية. ولن يكون ذلك إلا بكبح جماح الطموحات العسكرية للنظام بشكلٍ خاصّ، وجعله يفهم أن الحسم العسكريّ مستحيل، وألا عودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل الانتفاضة السورية، وأن الاعتراف بالخصوم السياسيين والعسكريين، ومعاملتهم بشكلٍ ندّيٍّ، شرطٌ أساسيٌّ للوصول إلى حلٍّ ينقذ ما تبقى من البلاد وأهلها من الموت والخراب.

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard