info@suwar-magazine.org

«بطل الفقراء» لولا دا سيلفا

«بطل الفقراء» لولا دا سيلفا
Whatsapp
Facebook Share

 

محمد زهير كردية

 

«أنا أغادر الرئاسة لكن لا تعتقدوا أنكم ستتخلصون مني لأنني سأكون في شوارع هذا البلد للمساعدة في حل مشكلات البرازيل»، بهذه الكلمات المترافقة مع الدموع أنهى الرئيس البرازيلي السابق «لولا دا سيلفا» فترته الرئاسية. ولم يقبل بتعدل الدستور بالرغم من رفض 80% من شعب البرازيل رحيله. خلال تلك الفترة كان المتصرف الأول بموارد البرازيل وثرواتها، وكان المؤتمن عليها إلا أنه بعد أن غادر القصر الرئاسي بأشهر، راح يبحث عن من يسلفه المال من أصدقاءه ليرمم منزله الريفي.

 

استطاع لولا إقناع العديد من رجال الأعمال والطبقة المتوسطة بالالتفاف حول الفقراء والعمل معهم، كما قام بوضع العديد من البرامج الاجتماعية التي أسهمت في تقدم البرازيل، واقترح أيضاً تمويل برنامج لمكافحة الفقر من خلال فرض ضريبة على صفقات الأسلحة في العالم. أصبحت البرازيل تحتل المرتبة الثامنة كأكبر اقتصاد على مستوى العالم، واستطاع إخراج أكثر من 20 مليون شخص من تحت خط الفقر وتحسين حالتهم المادية، كما حصلت ريو دي جانيرو فرصة تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 وهي المرة الأولى في أمريكا الجنوبية، وعلى مستوى الجيش صُـنّف الجيش البرازيلي كأكبر جيش في أمريكا الجنوبية.

 

ولد «لولا» لأسرة شديدة الفقر، مما اضطرهم أن يسكنوا في كوخ حقير يقع خلف ناد ليلي في أسوأ الأحياء بالبرازيل، حيث الموسيقى الصاخبة، وشتائم السكارى وتصرفاتهم البذيئة، والروائح المقززة المنبعثة من مخلفات رواد الليل، فلم يكن قادراً على إكمال دراسته الابتدائية، بسبب الفقر الذي كانت تعيشه أسرته فاضطر إلى العمل كماسح للأحذية لفترة ليست بالقصيرة بضواحي ساو باولو، ومن ثم صبياً في محطة بنزين، وبعدها خراطاً، وأيضا ميكانيكي سيارات، وبائع خضار، ليستقر بعد ذلك كمتخصص في التعدين، بعد التحاقه بمعمل «فيس ماترا» وحصوله على دورة لمدة ثلاث سنوات. وفي عمر 19 خسر لولا إصبعه الصغير في يده اليسرى في حادث أثناء العمل في مصنع قطع غيار للسيارات.

 

 

عانى الكثير ليحصل على علاج، وأثرت تلك الحادثة في نفسيته كثيراً، حيث بدأ يفكر في حق العمال ومدى أهمية العدالة الاجتماعية بين مختلف الطبقات، حتى انضم إلى نقابة عمالية، ومن ثم المشاركة في اتحاد نقابات العمال الصناعيين بهدف الدفاع عن حقوقهم، وتحسين مستواهم ولتحريرهم من قسوة أصحاب الأموال عليهم.

 

في عام 1980 أسس لولا «حزب العمال» مع عدد من المثقفين والسياسيين، وفي نفس العام عم إضراب للمصانع في أطراف مدينة ساو باولو بالبرازيل، ترأس لولا خلالها خطابات النقابات العمالية، كما في فترة سيطرة الجيش على الحكومة، كانت خطاباته تشجع وتحرض ضد الحكومة فأدى ذلك إلى احتجازه لمدة ثلاثين يوماً. في عام 1981 حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 3 سنوات ونصف بتهمة التحريض، ولكن أطلق صراحه بعد سنة. انتُخب نائباً عن ولاية ساو باولو، وشارك في صياغة الدستور، وبعد محاولاته الثلاث الخاسرة في الوصول للرئاسة لم يستسلم وبقي قوياً في المعارضة وكان حزبه ينمو باستمرار إلى أن نجح في الانتخابات في عام 2002 وتولى الرئاسة دورتين متتاليتين حتى 2011.

 

من مقولاته: «قبل عشرين سنة، ناضلت، ودخلت السجن لمنع الرؤساء من أن يبقوا في الحكم أطول من المدة القانونية. كيف أسمح لنفسى أن أفعل ذلك الآن فأنا لم آت إلا لإلغاء الديكتاتورية ولن أسمح لنفسى أن أخالف ذلك وأغير الدستور ليأتي من بعدى ويستبد بالحكم».



المراجع: كتب ريتشارد بورن في الجزء الأول من كتابه (لولا البرازيل).

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard