info@suwar-magazine.org

مركز مزايا.. بين الفنّ والإبداع ودعم المرأة السّورية

مركز مزايا.. بين الفنّ والإبداع ودعم المرأة السّورية
Whatsapp
Facebook Share

 

 مركز مزايا.. بين الفنّ والإبداع ودعم المرأة السّورية

 

رزان السيد

 

تتجه فرح (32 عاماً) بهمّةٍ عاليةٍ كلّ صباحٍ نحو مركز مزايا للنساء في كفرنبل بريف إدلب، لتتعلم مهنة الخياطة التي رغبت فيها، وخاصّةً بعد أن أصبحت معيلةً لأطفالها الأربعة إثر وفاة زوجها نتيجة الحرب الطاحنة التي تشهدها سوريا.

 

تقول فرح: "لطالما حلمت المرأة الريفية بمن يساعدها على تنمية مواهبها ويفسح المجال أمامها لممارسة نشاطاتٍ تحبّها، لكنها لم تجد ذلك سابقاً في منطقتنا، إلى أن افتتح مركز مزايا للنساء في كفرنبل". وتضيف أن المركز فسحة أملٍ لكثيراتٍ من النساء، وخاصّةً الأمّيات والمتضرّرات من الحرب، واللواتي أصبحن، بمعظمهنّ، معيلاتٍ بسبب الحرب.

 

وعن افتتاح المركز ونشاطاته تقول مديرته غالية الرحال (40 عاماً): "نظراً لوضع المرأة المتدهور في زمن الحرب، سواء المعيشيّ أو النفسيّ، قرّرتُ افتتاح هذا المركز كدعمٍ نفسيٍّ للمرأة. وقد تمّ افتتاحه في 1/9/2013 بتمويلٍ شخصيٍّ وإمكانياتٍ محدودةٍ في بداية الأمر، فهو قبوٌ أرضيٌّ ورثته عن والدي، يقع في وسط المدينة. وبعد ثلاثة أشهرٍ وصل دعمٌ للمركز عن طريق إحدى الصحفيات، وتدعى رانيا قيصر، أمّنته من بعض المنظمات الاغاثية". تؤكّد الرحال أن المركز يحظى بإقبالٍ كبيرٍ من النساء اللواتي قصدنه لتعلم ما يرغبن من مهارات. وعن الدورات التي ينظّمها تقول الرحال: "هناك دوراتٌ تعليميةٌ تضمّ تجويد القرآن الكريم، وتعليم اللغة الإنكليزية، ومهارات الحاسوب، إضافةً إلى دورات محو الأمية. وهناك دوراتٌ مهنيةٌ مثل الخياطة، والنسيج، والخرز، والتمريض والإسعافات الأولية، وتزيين الشعر". وكلّ شهرين تتخرّج دفعةٌ جديدةٌ ضمن حفلٍ، وتُمنح الناجحات شهاداتٍ معترفاً بها محلياً وفي تركيا، بحسب الرحال. وتقام أيضاً محاضراتٌ ثقافيةٌ وتوعويةٌ خاصّةٌ بالمرأة، ومسابقاتٌ أسبوعيةٌ بجوائز رمزيةٍ للفائزات. ومن خلال رصد المراكز المشابهة هناك مركزان على صعيد قرى جبل الزاوية. ومؤخراً افتتحت عدّة فروعٍ لمركز مزايا في قرية معرة حرمة وجبالا وإحسم ومدينة معرّة النعمان.

 

"لم أعد عبئاً.. أصبحت سنداً" شعارٌ أطلقه المركز منذ افتتاحه، يعبّر عن مدى اهتمامه بالمرأة ومساعدتها والأخذ بيدها، لا سيّما في الأوضاع المأساوية الراهنة.

تقول إيثار (31 عاماً)، المديرة التنفيذية للمركز: "لقد وجدتْ معظم النساء المنتسبات إلى المركز أنفسهنّ من خلاله، وذلك بتعلّم ما كنّ يردن تعلمه. واستطاعت كلٌّ منهنّ أن تبدع في مجالها بما تعلمته. خاصّةً وأن بعضهنّ استفدن مما تعلمنه لممارسته كمهنةٍ تحقق لذوات الدخل المحدود مصدر عيشٍ كريم". وتشير إيثار إلى أن المركز لم يستقبل نساء المنطقة فحسب، بل أيضاً النازحات من مختلف المدن والبلدات. كما وجد حلاً للأمهات اللواتي لا يستطعن الحضور بسبب وجود أطفال صغارٍ لديهنّ، فتمّ افتتاح روضة أطفالٍ قريبةٍ من المركز وتابعةٍ له، وتوظيف مدرّساتٍ ومرشداتٍ نفسياتٍ للاهتمام بالأطفال وتعليمهم وترفيههم في الوقت الذي تتعلم فيه أمهاتهم.

 

وتقول نهلة (24 عاماً)، وهي مراقبة دوامٍ في المركز: "هناك أعدادٌ جديدةٌ تأتي يومياً إلى المركز الذي تحوّل إلى حاضنةٍ تتعرّف النساء فيها إلى بعضهنّ". وتشير نهلة إلى أن المركز يصدر مجلةً تعنى بشؤون المرأة والطفل والمجتمع، تعبّر عن الوجه المثقف للمرأة الريفية.

 

وتقول سناء (18 عاماً)، من قرية جدار القريبة من كفرنبل: "تركت دراستي بسبب تدهور المجال التعليميّ وانعدام الأمن، فقصدت مركز مزايا لتعلم مهنة التمريض التي أصبحت ضروريةً وملحّةً بعد اشتعال المنطقة وكثرة المصابين والجرحى". وتضيف أنها استطاعت، بموجب الشهادة التي منحها إياها المركز، أن تعمل في أحد المشافي الخاصّة في كفرنبل.

 

أما سميرة (38 عاماً)، من بلدة اللطامنة التابعة لريف حماة الشماليّ، فهي نازحةٌ إلى كفرنبل، وأمٌّ ومعيلةٌ لثلاثة أولادٍ اعتقل والدهم منذ أكثر من سنتين نتيجة محاولته الانشقاق عن الأمن السوريّ. وهي تقول: "تركت بلدتي نتيجة قصف قوّات النظام المتواصل عليها، وسكنت في مدينة كفرنبل لأنها أكثر أماناً. كنت قلقةً بشأن تأمين نفقات أولادي ودفع إيجار المنزل، فقصدت مركز مزايا وسألت المديرة عن إمكانية توظيفي". وفعلاً أمّنت لها المديرة عملاً في الروضة التابعة للمركز.

 

"سنسعى جاهداتٍ، من خلال مشروعنا النسائيّ الإنسانيّ، إلى أن نأخذ بيد المرأة السورية لمساعدتها على تخطّي ظروف الحرب والنظر إلى المستقبل بتفاؤلٍ، بعيداً عن السلبية واليأس". بهذه الكلمات أنهت مديرة المركز، غالية الرحال، حديثها.

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard