info@suwar-magazine.org

التدخّل الأجنبيّ جزءٌ أساسيٌّ من الأزمة، فهل يكون جزءاً من الحلّ؟

التدخّل الأجنبيّ جزءٌ أساسيٌّ من الأزمة، فهل يكون جزءاً من الحلّ؟
Whatsapp
Facebook Share

 

فريق صور 

 

 

دخلت الأزمة السورية مرحلةً جديدةً مع التدخّل الروسيّ العسكريّ المباشر في أتون الحرب السورية، لتتحوّل البلاد إلى ساحة حربٍ دوليةٍ تتناطح فيها الدول والأطراف الفاعلة على مسرح الأحداث لتحقيق مصالحها، وتتراجع معها، أو تغيب، التحرّكات السياسية من أجل إرساء حلولٍ سياسيةٍ للأزمة السورية، تأخذ في الحسبان طموحات ومطالب الشعب السوريّ.

 

وبذلك يتمّ تغيب السوريين، داخلياً وخارجياً، عن محاولة إيجاد مخرجٍ سلميٍّ لحالة التنازع التي يعيشونها منذ خمس سنواتٍ، خاصّةً وأن الأطراف السورية لم تكن تحمل مشاريع وطنيةً حقيقيةً، ورؤيةً واضحةً لمسارات التحوّل الديموقراطيّ، وحلاً وطنياً يرضي جميع السوريين، بعد أن فقدت آليات التحكّم بتسليمها مصيرها ومصير الشعب السوريّ لأطرافٍ إقليميةٍ تبحث لنفسها عن أدوارٍ، أو لتحقيق مصالح إستراتيجيةٍ كبرى على حساب مصالح الشعب السوريّ.

 

المصالح الإستراتيجية الكبرى، ومحاولة استعادة الأدوار على الساحة الدولية، أو إيجاد دورٍ إقليميٍّ لبعض الأطراف، ومحاولة تحوير المسألة السورية وجعلها جزءاً من مسألةٍ أكبر في المنطقة؛ كلها أهدافٌ تعمل عليها الأطراف المختلفة المتدخّلة في مسارات الأزمة السورية، بل تراها أكثر أهميةً من الدم السوريّ، وتفاقم عواقب حالة الصراع في سوريا، وذلك بهدف استنزاف الأطراف الأخرى وإنهاكها في الصراع السوريّ، لإعادة بناء وترتيب أوراق المنطقة وفق مصالح معيّنة.

 

وعلى هذا الأساس فإنّ جزءاً كبيراً من حالة الصراع الدائرة اليوم في سوريا هو بفعل التدخلات الخارجية، ولتحقيق أهداف الأطراف الإقليمية، وليس مرتبطاً بمطالب الشعب السوريّ في الحرّية والعدالة. وبذلك أصبح حلّ المسألة السورية غير مرتبطٍ بالسوريين وحدهم، بل بات قضيةً دولية. وعلى الدول الفاعلة في المنطقة أن تتحمّل مسؤولياتها كاملةً في إيجاد حلٍّ جذريٍّ للصراع، ورسم خططٍ متكاملةٍ لإعادة إعمار البلاد، وكذلك إعادة توطين السوريين في بلادهم بعد أن فاضت بهم دول اللجوء القريبة والبعيدة.

 

الحلّ السوريّ المرتقب لا يمكن أن يتمّ إلا في ظلّ نظامٍ ديموقراطيٍّ متكاملٍ يشمل جميع السوريين بإشرافٍ دوليٍّ، وبضماناتٍ تقدّمها جميع الدول المؤثرة في المنطقة. فإن كانت هذه الدول جزءاً من المشكلة فهي أيضاً جزءٌ من الحلّ، وعليها أن تدرك ذلك قبل أن تؤدّي صراعاتها المتعدّدة على الأرض السورية إلى نتائج لا تحمد عقباها بالنسبة إلى الجميع؛ خارج سوريا وداخلها.

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard