info@suwar-magazine.org

وهم "الانتخابات" أم سراب "الحلّ السياسيّ"؟

وهم "الانتخابات" أم سراب "الحلّ السياسيّ"؟
Whatsapp
Facebook Share

 

 *فريق صور 

 

في خطوةٍ استفزازيةٍ أعلن النظام السوريّ الثالث عشر من نيسان موعداً لإجراء انتخاباتٍ برلمانية، وذلك لخلط الأوراق والإيحاء بأنه ما يزال مسيطراً. وهو ما يراه البعض تحدّياً جديداً من قبل النظام لسير المفاوضات بهدف عرقلتها، ومحاولةً واضحةً للهروب من استحقاقات العملية التفاوضية الجارية في جنيف.

 

وبغضّ النظر عن المواقف الدولية والإقليمية، ومواقف أطراف المعارضة، من هذه الانتخابات ومدى شرعية إعلانها؛ يحقّ لنا أن نتساءل: كيف يمكن إجراء انتخاباتٍ في دولةٍ أكثر من نصف مساحتها خارج سيطرة النظام، وتتقاسمها العديد من الجهات والتنظيمات والفصائل؟ فضلاً عن عودة القتال بين قوّات المعارضة والنظام، بعد هدنةٍ هشّةٍ فشل المجتمع الدوليّ في ضمان فرضها واستمرارها؟

 

يأتي كلّ هذا في مرحلةٍ حسّاسةٍ تمرّ بها سوريا، فمصير البلاد على كفّ عفريت، ومفاوضات جنيف شبه معطَّلة، بسبب تعنّت وتصلّب المواقف بين طرفي المحادثات الرئيسيَّين، والفجوة الكبيرة في رؤية الطرفين للعملية السياسية، المرتبطة بجملةٍ من القضايا الخلافية المتمثلة في مصير الأسد في مستقبل البلاد، واختلاف رؤية كلِّ من النظام والمعارضة للمرحلة الانتقالية، بين من يرى -من المعارضة- أنها يجب أن تكون بحكومةٍ انتقاليةٍ بكامل الصلاحيات دون وجود الأسد، وبين رؤية النظام الذي يريد حكومة وحدةٍ وطنية، ويعتبر مناقشة مصير الأسد خطّاً أحمر.

 

لن يؤدي الإعلان عن موعد الانتخابات سوى إلى خلق حالةٍ من الفوضى، وضرب فسحة الأمل التي خلقتها مباحثات جنيف لدى الشعب السوريّ حول قرب التوصّل إلى حلٍّ للأزمة التي أرهقت الجميع. وعلى المجتمع الدوليّ، إن كان جادّاً في إيجاد حلٍّ في سوريا، أن يعمل على إبطال أيّ شرعيةٍ لهذه المهزلة، وإلزام النظام بالتعامل بجدّيةٍ مع متطلبات المفاوضات والحلّ السياسيّ.

 

إلا أن التعويل على المجتمع الدوليّ وحده غير كافٍ، فالعمل للتوصّل إلى حلولٍ للأزمة السورية هو من شأن السوريين قبل غيرهم، ولذلك فإن على مختلف القوى السياسية والمدنية في سوريا أن تقوم بواجبها لقطع الطريق على مختلف المحاولات الرامية للالتفاف على المفاوضات. ولعلّ الواجب الأساسيّ لهذه القوى هو العمل بشكلٍ جدّيٍّ على تثبيت الهدنة على الأرض، والضغط على مختلف الأطراف المسلحة لوقف انتهاكاتها المتكرّرة، وطبعاً مقاطعة مهزلة "الانتخابات" والعمل على فضحها وعزلها على الصعيدين المحليّ والدوليّ.

 

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard