info@suwar-magazine.org
أنتَ لعنتنا
Whatsapp
Facebook Share

  

حاكيت النموذج المصري، ونسيت أن مصر بلد النهر، وأنها بنت "الميدان"، لا ميدان التحرير 2011، بل ميدانه منذ يناير 1976، وقبله حركات عمالية تمتد من حلوان إلى شبرا، وأنها بلد "المطلب الصريح"، الواضح، المحدّد، وفوق ذلك هي البلد "الأمة" وقد حملت شرط الأمة وكنت أنت:

 

  • القطع مع الأمة، متناثراً ما بين جغرافية مرسومة بقلم رصاص، ودولة امتدت في الاستبداد، بما جعل الأمة، مجرد إمام، يُفتي ويحكم، ويعطي ويمنع، هو الغرم وهو الغنم.
  •  
  •  
  • حاكيت النموذج المصري، ونسيت أن لمصر قواها وتياراتها وأحزابها (المصرية)، بالتمام والكمال، وكنت أنت أحزاباً عابرة للأوطان بدءاً من أحزاب اليسار التي تحمل المظلات إذا ما أمطرت في "موسكو"، وصولاً للإسلاميين وقد اعتبروا الوطنية لعنة، والأمة  جلباب خليفة، ولم يكن القوميون بأفضل حال، أقله وقد هتفوا بأمة عربية واحدة، فيما ذهبت أقدامهم إلى مادون العشيرة/ القبيلة/ البطن/ أو الفخذ، أوالأمعاء، وحين يأتي الكلام عن الليبرايين، فالليبراليون: أمريكان اليوم، يساريو الأمس، متدينون وفق مقتضيات الحال، مرجعهم بوّاب  سفارة أمريكية، وذروتهم سفير أمريكي اسمه جيرالد فورد ، وقذ زرع في وجهه عينين زجاجيتين، وزرعك كي تهتف له، وليس بالوسع نسيان ذاك اليوم الذي اعتقدت فيه أن خلاصك منه، وبأنه ولاّدتك، وبأن بوارجه ستمخر البحار بحثاً عنك في طريقك إلى مؤتمرات المعارضات في واشنطن وسقف مطلبك  "كريدت كارت".
  •  

حاكيت النموذج التونسي، ونسيت أن التوانسة، هم "توانسة"، من تونس العاصمة إلى صحراء دوز، وأنهم حين يشتغلون، يشتغلون على اقتلاع أشواكهم بأيديهم، وقد نقلوا عدوى التونسة حتى إلى الإسلاميين، فالاسلامي راشد الغنوشي، وحين كان عليه أن يختار، اختار الوطنية التونسية، ضارباً بعرض الحائط سطوة الخليفة "أردوغان"، فالرجل يعرف طريق "رسوله" دون أن يكون من "حريم السلطان"، وكنت أنت حريم السلطان، وكان التوانسة، توانسة، ولم تكن أنت سوري ولا للحظة قط.

 

قلنا لك، الخارج يعمل للخارج، فوعدتنا بالمارينز، ولن يكون من السهل، ولا الممكن نسيان ذاك اليوم الذي صرخت فيه مبشراً بسقوط دمشق، بالطريقة التي أسقطت فيها بغداد، وكما كنت فظاً، سافلاً في الحلم، كنت جاهلاً في لعبة الحساب.

 

دعوتنا إلى السلاح، ولم تحمل سلاحاً، وكل مآثرك أن تاجرت بالسلاح، أو التقطت صورة تذكارية مع حامل سلاح، أو استثمرت ميتة من حمل السلاح.

 

دعوتنا إلى الموت، وأمّنت على نفسك بالبقاء على قيد الحياة.

 

هكذا كنت أنت، نهم الفندق، وشراهة المائدة، وخيال القصر، وكنت: يداً لا تأخذ شكل القبضة.. هي على الدوام راحة يد المتسوّل، وقلت لنا:

 

  • الموت ولا المذلة.
  •  

وفي طريق الموت، كنت على شاطئ الأمان، وكان أبدك السيّد أردوغان، وكنت الداعشي ما قبل افتضاح الساطور، وكنت ملحقاً للنصراوي، وكنت لعنة على بلاد غارقة باللعنة ماقبل لعنتك، فباتت اللعنة مضاعفة وكنا في مؤقتها فصرنا في أبد اللعنات.

 

هي اللعنة السورية، عنتك لعنة، وانتصابهم لعنة.. أنت ماضي اللعنة وقد ذهب إلى مستقبل ملعون.

 

يالها من مكيدة التاريخ.. يالها من كوميديا الوقت.

.

.

اقرأ المزيد للكاتب .. 

 

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard