info@suwar-magazine.org

معاناة السوريين في مدينة "طرسوس" التركية

معاناة السوريين في مدينة "طرسوس" التركية
Whatsapp
Facebook Share

          

 

70 ألف لاجئ سوري مع غياب تام للمنظمات!!

 

 

*محمد حسين

 

 

وصل أبو بشار برفقة زوجته وأولاده إلى مدينة طرسوس التركية التي تبعد 15 كم عن مدينة مرسين، حيث يعيش فيها ما يزيد عن 70 ألف سوري نزحوا من الرقة وريف حلب هرباً من الحرب والظروف المعيشية الصعبة في سورية وبحثاً عن فرص للعمل وحياة كريمة.

 

يعيش أبو بشار وعائلته  كباقي النازحين السوريين في هذه المدينة محرومين من التعليم والخدمات الطبية التي تقدم للاجئين في باقي المناطق التركية نظراً لطبيعة طرسوس الجغرافية الساحلية التي تنشط بها الزراعة وتحتاج الى أيدي عاملة في ظل غياب تام لمنظمات المجتمع المدني السورية.

 

 

أبو بشار من مدينة الرقة، أب لشابين في المرحلة الدراسة الجامعية كان مدير لإحدى المدارس. يروي قصته لمجلة صور بعد خروجه من مدينة الرقة برفقة زوجته وأبنائه يقول" اتجهنا إلى مدينة طرسوس التركية، حيث تتوافر فرص العمل لمن ليس لديه حرفة؛ عمل أبنائي  في الزراعة، لكي نستطيع تأمين لقمة العيش وقيمة إيجار المنزل، وبحكم عملي كمدير مدرسة سعيت لافتتاح مدرسة عن طريق الجمعيات أو عن طريق الحكومة التركية، لكن دون جدوى".

 

بعد مضي أربع سنوات على وجود عائلة أبو بشار في طرسوس دون أن تتوفر لأبنائه استكمال دراستهم، باتوا يعملون في الأراضي الزراعية، حيث تعرض أحد أبنائه لإصابة في قدمه أثناء العمل ، فقام رب العمل بالتخلي عنه وعدم إعطائه أي تعويض، ولا حتى أجرة اليوم الذي أصيب فيه، وبقي شهرين في المنزل لا يستطيع العمل.

 

تعمل أم محمد البالغة من العمر 39 سنة مع إحدى صديقاتها في الحقول الزراعية التي جنيَ منها المحصول لجمع بقايا الثمار التي تركها العمال خلفهم. تقول أم محمد لمجلة صور " نخرج في الصباح الباكر ونتّجه إلى  الأراضي التي تم الانتهاء من جني محصولها،  خاصة محاصيل اللوز والجوز ، فنبحث عن بعض الثمار التي تم نسيانها ونجمعها، لكي نقوم ببعيها لتأمين لقمة العيش لنا ولأفراد أسرنا".

 

لا يختلف وضع هالة وهي أم لأربعة أولاد كثيراً عن وضع أم محمد، حيث تعمل في محل ألبسة لمساعدة زوجها في تحمّل مصاريف ومستلزمات المعيشة الأساسية، تاركة أولادها مع والدة زوجها لعدم تمكنهم من إرسالهم إلى المدارس بسبب ظروفهم الصعبة وعدم توفر مدارس خاصة للسوريين في مدينة طرسوس.

 

على مقربة من مكان عمل هالة، تعمل أم محمد في مشغل صغير للخياطة حتى تتمكن من تأمين علاج زوجها المريض ومصاريف أولادها الأربعة؛ تحدثت أم محمد لـ صور قائلة " نزحنا باتجاه قونيا مع عائلتي، عملت في مشغل للخياطة وبعدها طردني صاحب المشغل ولم يعطني مستحقاتي. أتيت إلى أقربائي في طرسوس، أقمت ببداية وصولي في المشغل". لم تكن تملك أم محمد ما تدفعه لاستأجار منزل كما لم تجد من يساعدها في تخفيف تكاليف علاج زوجها المريض في هذه المدينة التي تخلو من المنظمات الطبية التي تعمل على مساعدة اللاجئين السوريين في بقية المدن التركية.

 

 

هكذا يتشارك السوريون المقيمون في طرسوس المعاناة.. وتتشابه قصصهم.

 

أبو صقر الرجل الأربعيني من مدينة الرقة وهو عاجز نتيجة إصابته بشظية في يده بعد تعرض منزله للقصف بصاروخ يروي قصته لـ صور " توجهنا لتركيا، أجروا لي عملية في المشافي التركية، وركبوا صفائح معدنية  في يدي. بعدها، اكتشف الأطباء موت عصب في يدي اليمنى ولم يعد بمقدوري تحريك يدي". 

 

 

يعمل أبو صقر الآن في بقالية بيد واحدة، كونه لا يستطيع العمل في جني المحاصيل الزراعية، ويضيف قائلاً  "حاولت جاهداً الوصول لجهات طبية، لمعالجة يدي لكن دون جدوى، فعرضت حالتي على مركز طبي خاص، وكان الجواب أن معالجة يدي تتطلب إجراء عدة عمليات، تكلف أكثر من 6 آلاف ليرة تركية، وأنا بالكاد أستطيع تأمين لقمة العيش لعائلتي".

 

على الرغم من الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين في مدينة طرسوس، غير أنها تخلو تماماً من أي تواجد للمنظمات التي تقدم الدعم والمساعدة للسوريين بهدف تخفيف من معاناتهم وتوفير التعليم لأبنائهم أسوة ببقية السوريين في المدن التركية الأخرى.

 

بعد فشل محاولة أبو بشار في فتح مدرسة، تقدمت إحدى المنظمات بمبادرة حول التعليم في طرسوس بعد عن سمعوا عن المشكلة التعليم التي تواجه السوريين في المدينة.

 

 

أيهم صقر عضو شبكة أمان في مدينة مرسين يتحدث لـ صور عن مبادرة الشبكة للتدخل ومعالجة مشكلة التعليم قائلاً " استطعنا الحصول على بعض المعلومات التي يمكن أن تساعدنا في افتتاح مدرسة" حيث يمكن للسوريين في أي مدينة تركية الاستفادة من أبنية المدارس التركية في فترة بعد الظهيرة، ويضيف أيهم " قمنا بطرح المبادرة والعمل عليها، وجمع الهويات المؤقتة للطلاب ( الكملك ) وقمنا بالتعاون مع بعض القيادات المجتمعية في المدينة بجمع أكثر من 1000 "كملك" لطالب وطالبة، كما استطعنا جمع بيانات أكثر من خمسين معلم ومعلمة جاهزين للتعليم ضمن المدارس". وبعد تقديم طلب لمدير التربية التركية لأخذ الموافقة على البدء بقبول الطلاب السوريين في المدارس التركية، لم تتلقَ الشبكة أية إجابة حتى الآن من مديرية التربية التركية.

 

 ويوضح أيهم صقر أهمية عمل شبكة أمان في التشبيك بين المنظمات في مرسين مع اللجان التي عملت بجمع "الكملك" ضمن مبادرة التعليم، لكي يقدموا الخدمات المختلفة في مجال عمل الجمعيات للسوريين داخل المدينة.

 

 

 

            

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard