info@suwar-magazine.org

"أصدقاء سوريا" يوقفون الهيئة السوريّة للإعلام

"أصدقاء سوريا" يوقفون الهيئة السوريّة للإعلام
Whatsapp
Facebook Share

 

أعلنت "الهيئة السورية للإعلام"، العاملة في جنوب سوريا، عن إغلاق منصّتها الإعلامية المؤلّفة من إذاعة أون لاين وموقع إنترنيت وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كامل.

 

وذكرت الهيئة في بيان اطّلعت عليه مجلّة صُوَر أنه: "بعد أربع سنوات من العطاء الإعلامي والجهد الصحافي الذي انصبّ في خدمة ثورة الشعب السوري وقضاياه العادلة ومحاربة التطرّف، قدّمت فيها الهيئة أربعة عشر شهيداً في سبيل نقل الحقيقة وإيصال الصورة الكاملة، تعلن الهيئة عن إيقاف نشاطها."

 

وشكرت الهيئة جميع متابعيها، الذين "أولوها الثقة والمصداقية، وكانوا سبب نجاحها وتقدّمها" كما شكرت من وصفتهم جيش الأبطال والمراسلين والإداريين والعاملين والمتعاونين، الذين عملوا لصالحها في الداخل السوري، و"نقلوا للعالم عبر كاميراتهم وأصواتهم الحدث كما حصل، دافعين في سبيل ذلك دماءهم". حسب ما جاء في البيان.

 

الأسباب الخفيّة

لم تذكر الهيئة في بيانها السبب الحقيقي وراء القرار المفاجئ، في حين أكّد رئيسها إبراهيم فواز الجباوي في تصريح صحفي لـــصُوَر أن قرار الإيقاف كان بسبب وقف تمويل الجهة الداعمة، وهي مجموعة أصدقاء الشعب السوري.

 

وتُعتبَر الهيئة الذراع الإعلامية للجبهة الجنوبية للجيش السوري الحرّ، المؤلَّف من عدة فصائل معتدلة، تتلقّى دعمها مباشرة من الحكومة الأردنية وغرفة تنسيق الدعم "الموك"، التي كانت تتّخذ من الأردن مركزاً لها، مدعومةً من مجموعة أصدقاء سوريا. ولكن "الأصدقاء" أعلنوا في تموز الماضي عن حلّ الغرفة وتوقيف الدعم العسكري، ما نتج عنه إعادة هيكلة الفصائل المعارضة في الجنوب السوري.

 

يأتي القرار في ضوء الترتيبات العسكرية والسياسية الجديدة التي تجري جنوبي سوريا، القاضية بالتوصّل لتجميد الصراع بين النظام السوري وفصائل المعارضة، والمتزامنة مع تزايد الدور الروسي في الجنوب، ومحاولات إيرانية للتغلغل في المنطقة، بعد أن كانت تخضع لقيود سياسية وعسكرية من الحكومة الأردنية والأمريكية. هذه التطوّرات، نتجت عن تفاهمات روسية أردنية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير مباشر.

 

وخلّفت التطوّرات الجديدة حالة قلق من إغلاق مؤسّسات مدنية أخرى، تقدّم الخدمات للمدنيين، كما أكّد عدد من النشطاء للمجلة، الذين أجمع الكثير منهم أن مسلسل إيقاف مؤسّسات الثورة المدنية قد بدأ بأهمّ الأذرع الإعلامية، الناقلة لحقيقة ما يجري جنوبي سوريا، وأن القطار لن يتوقّف حتى يطال الجميع.

 

البحث عن حلول

يحاول القائمون على الهيئة البحث عن مصادر تمويل جديدة، لاستمرار عملهم في نقل واقع المنطقة الجنوبية، لكن تعقيدات الوضع الجديد، وطول أمد الأزمة السورية، ونقص التمويل الدولي، يقف حاجزاً أمام ذلك حتى الآن.

 

يقول مدير الهيئة لصُوَر: "تمّ تسليم التجهيزات اللوجستية للجهة الداعمة، وهي محفوظة في مستودعاتها، وفي حال التمكّن من إيجاد جهة مموّلة أخرى، سوف يقدّمونها لنا مجّاناً ويعيدونها، ومن ناحية الملكية الفكرية فهي تعود للشعب السوري، ولدينا نسخة كاملة مؤرشفة ومتاحة للجميع، أمّا النسخة الأصلية فمن حقّ الجهة الداعمة".

 

ويتابع جباوي: "للأسف مشكلة الإعلام الثوري الرئيسية، أنه اعتمد على التمويل الخارجي، وأصبح مرهوناً له، كنا نتمنّى وما نزال، أن تكون مؤسّسات الثورة السورية السياسية هي الجهة المموّلة، وبالتالي يكون تمويلنا وطنياً حتى لا تبقى جهودنا ومشاريعنا مرهونة بيد غيرنا، ففي عام 2014 دُعينا لورشة عمل نظّمها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، لتنسيق وتوحيد الخطاب الإعلامي الثوري، لكنهم للأسف لم يكملوا المشروع، بسبب اهتماماتهم الجانبية البعيدة عن مستقبل وهموم السوريين."

 

 

صحفيّون ونشطاء في مهبّ الريح

يعمل في الهيئة سبعون موظفاً بين صحفي وناشط إعلامي ومصوّر وإداري، خمسة وعشرون منهم في الأردن، والباقون موزّعون في المنطقة الجنوبية على محافظات درعا والقنيطرة والسويداء وصولاً لجنوب العاصمة دمشق، وأدّى القرار لتوقّفهم عن العمل وانقطاع مصدر رزقهم الوحيد.

 

تقول الصحفية دينا بطحيش إحدى العاملات السابقات في الهيئة لصُوَر: "أمر كارثي أن يقطع فجأة مصدر الرزق الوحيد لهذا العدد الكبير من العائلات، سواء داخل سوريا وسط الدمار والحرب، أو في دول الجوار، في ظل وضع غير مستقرّ، مع غياب وثائق إقامة رسمية تمكّننا من العمل بمؤسّسات غير سوريّة".

 

وتدور مخاوف كبيرة من إيقاف وسائل إعلام أخرى مستقبلاً. تقول بطحيش التي خبرت العمل مع عدة جهات إعلامية: "لسنا وسيلة الإعلام الوحيدة التي تمّ إغلاقها، وأتوقّع أنه في الأشهر القليلة القادمة سوف يتمّ إغلاق وسائل إعلام أخرى، نحن بحاجة لداعم داخلي سوري، وأكرّرها: سوري، وعندما تتشكّل هذه المؤسّسات الوطنية ستكون قادرة على توجيه خطاب إعلامي حقيقي بعيد عن الأجندات".

 

وحمّلت بطحيش في حديثها مع المجلة جزءاً من المسؤولية للسوريين بقولها: "نتحمّل جزءاً من المسؤولية، هناك حالة إبعاد وإقصاء ممنهجة للصحفيين الأكفاء ذوي الخبرة لصالح قليلي الكفاءة، لو كان هناك مؤسّسة إعلامية وطنية معارضة، لما وصلنا للوضع الحالي، فالمحسوبيّات هي الغالبة من خلال تجربتي في العمل مع عدة وسائل".

 

كما انتقد عدد من الناشطين والصحفيين من موظفي الهيئة، وسائل الإعلام السوريّة الأخرى، بسبب عدم وقوفها لجانبهم وتقديم عروض عمل لهم، بعد أن أصبحوا عاطلين عن العمل.

بالتوازي مع ذلك، تحاول رابطة الصحفيين السوريين، التي نالت مؤخّراً اعترافاً دولياً، تقديم العون لهم، لكن حداثة المؤسّسة وقلّة مواردها المالية، لا تمكّنها من تغطية هده المشاكل.

 

يقول مدير قسم الراديو في الهيئة ثائر الطحلي لصُوَر: "لم أتواصل حتى الآن مع الرابطة من أجل العمل، أنا متأكّد أنهم لن يقصروا بذ لك، فنحن نتعاون سوية من أجل تطوير عملها، لتصل لمرحلة تستطيع تقديم جميع الخدمات لأعضائها".

 

ويضيف: "تواصلت الرابطة معي بعد سماع خبر الإغلاق، واهتمّوا للأمر، سابقاً قدّموا العون لصحفيين تركوا عملهم، لكن المشكلة أكبر من قدرتهم، فرابطة الصحفيين مؤسّسة ناشئة، نتعاون كلّنا لتطويرها".

 

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard