info@suwar-magazine.org

تزايد إصابات كورونا في درعا وريفها ينذر بخروج الأمور عن السّيطرة

تزايد إصابات كورونا في درعا وريفها ينذر بخروج الأمور عن السّيطرة
Whatsapp
Facebook Share


ينتشر كورونا في عموم سوريا بشكل كبير فالأرقام الواردة من المحافظات السّورية تنذر بخطر كبير يحيط بالمدنيّين المتواجدين على الأراضي السّوريّة، بالتحديد في مناطق سيطرة النّظام السّوري حيث تُقدّر أعداد المصابين بشكل يوميّ في محافظة دمشق وحدها حوالي 150 إصابة جديدة كل يوم وعشرات الوفيّات، وذلك بحسب مصادر محليّة وطبّيّة من العاصمة دمشق، خلافاً للأرقام الرّسميّة التي تُنشَر وسط حالة من الذّعر يعيشها أهالي المدينة، في ظلّ غياب تام لمؤسّسات الدّولة الطبيّة والمنظّمات الإنسانيّة.

ونظراً لتفشيّ الفايروس في محافظة دمشق وريفها، أعلنت وزارة الصّحة السّورية تعليق صلوات الجماعة في دمشق وريفها لمدّة 15 يوماً اعتباراً من يوم الاثنين، الموافق 3 آب/أغسطس الحالي إذ تشير الأرقام الرّسميّة إلى ارتفاع الإصابات بالفيروس في سوريا بشكل متصاعد، حيث بلغ عدد الحالات المسجّلة منذ حزيران/ يونيو الماضي، حتى يوم الاثنين 10 آب/أغسطس 1255 حالة، بحسب المكتب الإعلاميّ في وزارة الصّحة السّورية، وكانت العاصمة دمشق فيها 297 حالة، بينما بلغ عدد الإصابات في ريف دمشق 88 حالة، وقد ودّعت دمشق ثلاثةً من أشهر أطباء الأطفال، وذلك بعد إصابتهم بفيروس كورونا و هم :
الدكتور محمود غبور
الدكتور سهيل جزارة
الدكتور مجيب ملحم

في الجنوب السّوريّ وبالتّحديد في محافظة درعا، قد تصبح الأمور خارج السّيطرة في قادم الأيام، وذلك مع تزايد حالات الإصابة بفايروس كورونا المسجّلة في المحافظة حيث سُجّلَت أعداد كبيرة من الإصابات في عموم محافظة درعا، وكان القسم الأكبر من حصة مدينة ازرع وبلدة قرفا.

 

اقرأ أيضاً:

 

ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى 694 في سوريا

 

أفاد "مصدر طبيّ من داخل مشفى ازرع الوطنيّ بأنّ أعداد المصابين تزداد، حيث بلغ عدد الإصابات الموّثقة يوم الثلاثاء 4 آب/أغسطس 12 إصابة في مدينة ازرع وحدها، من بينهم ثلاثة أطبّاء هم مدير المشفى الطّبيب أحمد الغزالي، والطّبيب سهيل بطانيوس بالإضافة للطّبيب نبيل الصّفدي الّذي فارق الحياة بعد معاناة مع المرض لم تستمر أكثر من عشرة أيّام، وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكّشف عن هويته " المشفى إمكانياته الطّبية متواضعة، يعاني من نقص كبير في إسطوانات الأكسجين ومعظم الأدوية الحيوية، ومنها (أزترومايسين) الذي أصبح شبه مفقود في الآونة الأخيرة بالإضافة إلى أدوية فيتامين C ".

في بلدة "قرفا" بدأت مكبّرات الصّوت تنادي بضرورة العزل المنزلي الصّحي، والتباعد الفوري خشية تفشي الوباء في البلدة، بعد إصابة مدير مشفى ازرع ومخالطته لبعض سكّان البلدة،

 

فيما يعاني المدنيّين في محافظة درعا من صعوبات كبيرة في تأمين المواد الصّحية اللّازمة للوقاية من هذا الوباء، تحدّث خالد الحريري من سكان بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشرقي لـ مجلّة صُوَر، قائلاً: "لا يمكنني تأمين المعقمات والكمّامات لأفراد عائلتي، بسبب غلاء سعرها وقلّة تواجدها في الصّيدليّات، وانعدامها في المراكز الصّحية التّابعة للنّظام، هذه المواد يجب على الحكومة توفيرها للمدنيّين بشكلٍ مجانيّ، ولكن في بلدنا لا يمكننا شرائها حتى".

 

ويبيّن الحريري أن حالته الصّحية غير مستقرّة لأنّه يشعر بأعراض الإصابة بالفيروس، ولا يستطيع التأكّد من إصابته، أو عدمها بسبب غياب المراكز الصّحية التي توَفِّر المسحات الخاصة بكورونا، للتأكد منها إن كانت إيجابيّة أو سلبيّة. ويضيف بأنّه ذهب إلى المركز الصّحي في بصر الحرير لتشخيص حالته الصّحية، وإحضار بعض الأدويّة الضّروريّة، لكنّه لم يجد أيّ شيءٍ من هذا القبيل في المركز، ويؤكّد بأنّ المركز يبقى مغلقاً طوال اليوم في ظلِّ أوضاع صحيّة صعبة. يقول خالد "الأهالي في أمسّ الحاجة لهذا المركز، وباقي المراكز الصحية في محافظة درعا، نتيجةً لتفشي وباء كورونا، ولكنّ الدّولة لا تقدّم أيّة تسهيلات في هذا الجانب".

وفي سياق الإجراءات التي تتخذها الحكومة السّورية في مواجهة فايروس كورونا صرّح معاون وزير السّياحة في حكومة النّظام، أنّ رئاسة الحكومة، طلبت من الوزارة تجهيز فندق الكارلتون، مؤكّداً وجود احتمالية أنْ يُخصَّص الفندق للكوادر الطّبيّة المشتبه بإصابتها أو المصابة بفيروس كورونا، وكشف أنّ الانتهاء من تجهيز الفندق من قبل وزارة السّياحة، يُتوقّع أن ينتهي يوم الأحد القادم، موضحاً أن عمليات التّجهيز تجري على صعيد الأسرّة، والمياه والمكيّفات والكهرباء والمصاعد، ليكونَ فندقاً جاهزاً للإقامة، لكنّ طرق الاستخدام تعود لوزارة الصّحة، أوضح أنّ الفندق يضمّ 75 غرفة، ويتّسع لنحو 150 نزيلاً.


وتفتقد معظم المستشفيات والمراكز الطّبية في سوريا المعدات الطبية خاصّة والمواد اللازمة لتشخيص فايروس كورونا، ونقص في الكوادر الطبية.


وبحسب منظّمة الصّحة العالميّة، لا يعمل في سوريا سوى 64% من المستشفيات، و52% من مراكز الرعاية الصّحية، كما فرّ من سوريا 70%  من العاملين في القطّاع الصّحيّ خارج البلاد نتيجة الحرب الدّائرة .


يأتي كلّ هذا في ظلّ تخوّف كبير لدى المدنيّين من هذا الانتشار المتسارع لوباء كورونا، مع انعدام الإجراءات الاحترازيّة من قبل مؤسّسات النّظام للتّصدي لهذا الوباء، مالك المقداد من مدينة بصرى الشّام تحدّث لـ مجلَّة صُوَر، قائلاً: "لا نستطيع الذهاب إلى مراكز فحص كورونا المتواجدة في مركز مدينة درعا لإجراء الفحص الخاصّ بالمرض، وذلك خوفاً من الاعتقال على الحواجز المنتشرة بين القرى وعلى مداخل المدن".

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard