لقاح كورونا لا يعني القضاء على الفيروس ومنعه من الانتشار

فريق صور / ترجمات

مع انتشار مرض كوفيد-19 حول العالم وتحوّله إلى جائحة عالميّة، حصدت ملايين الأرواح، وتسبّبت بأضرار جسيمة في الاقتصاد العالمي، تسارعت الجهود الدوليّة لإيجاد اللقاح المناسب لهذا الفيروس، لتخفيف انتشاره والسيطرة عليه، وتنافست الدول الكبرى كالصين وروسيا وبريطانيا وأميركا، لتصنيع اللقاح الأفضل، إلا أنّه ومع توفير اللقاح، وتلقيه الملايين حول العالم، فإنّ العلماء حذّروا من أنّ اللقاح لن يوقف انتشار الفيروس بشكل مباشر، وأنّه على الجميع الاستمرار بالالتزام بالإجراءات الاحترازية السابقة من التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمّامات في المناطق العامة، والتعقيم المستمر للأسطح واليدين.

في نيوزيلندا، وبحسب صحيفة الإندبندت البريطانية، أعرب العلماء عن قلقهم إزاء فكّ بريطانيا لقيود كوفيد، ووصفوها بأنّها "تجربة مروّعة".

حيث أعلن "بوريس جونسون" رئيس الوزراء البريطاني يوم الاثنين، عن خطط لإلغاء عدد من إجراءات الإغلاق المتعلقة بفيروس كورونا في 19 يوليو، بما في ذلك التخلي عن التباعد الاجتماعي، وإلغاء الشرط القانوني لارتداء الكمامة. هذا على الرغم من أنّ عدد الإصابات بفيروس كورونا يصل إلى حوالي 35 ألف حالة يوميّاً، وتوقّع زيادة في الأسابيع المقبلة.

رفضت رئيسة وزراء نيوزيلندا "جاسيندا أرديرن" مسبقاً الاستراتيجيّة التي يتبنّاها صنّاع السياسة في المملكة المتحدة ، وقالت إنّ "البلدان المختلفة تتّخذ خيارات مختلفة".

كما أثار الأكاديميّون والخبراء الطبّيون مخاوف بشأن خطة المملكة المتّحدة لإسقاط القيود على الرغم من الارتفاع المستمر لمتحوّر دلتا[1] في البلاد.

جيما جيوجيجان، عالمة الفيروسات التطوريّة في جامعة أوتاجو، في حديث لها مع صحيفة "Newsroom" النيوزيلندية، أعربت عن قلقها من أنّ أكثر من نصف السكّان البالغين في المملكة المتحدة قدّ تمّ تطعيمهم، وأنّ هذا قد يشجّع على إنتاج متغيّرات مقاوِمة للقاحات جديدة. وقالت لنيوزروم: "إذا كنتَ ستدرّب فيروساً على الهرب من المناعة التي يسببها اللقاح، فستفعل بالضبط ما يفعلونه في بريطانيا، أنت توفّر أساساً ساحة تدريب للفيروس للتغلّب على الضغوطات المختارة هذه. أنت تسمح للفيروس بالاستمرار في الانتشار".

قالت عالمة الأحياء الدقيقة بجامعة أوكلاند، سيوكسي ويلز، لـ Newsroom"": "السؤال هو، إلى أي مدى سيرتفع مؤشر الإصابات بالمتحور دلتا ويصبح الأسوأ؟" وأضافت: "إنّهم يجرون تجربةً مروعة حقاً."

من الجدير بالذكر أنّ نيوزيلندا نفّذت واحدة من أكثر استراتيجيات كوفيد نجاحاً على مستوى العالم وتمكّنت إلى حدّ كبير من القضاء على الفيروس التاجي من المجتمع. حيث سجّلت حتى الآن 2500 حالة إصابة و 26 حالة وفاة بسبب الفيروس.

من خلال ما تمّ الحديث عنه، فإنّه من الضروري الاستمرار باتباع الإجراءات الوقائيّة، وخاصّة في الأماكن العامة، تلقّي اللقاح لا يعني أنّك لست بعرضة للإصابة بالمرض، ربما تنشأ أنواع جديدة من الفيروس تقاوم اللقاح، وهذا يعني جائحة جديدة حول العالم، قد تستمر لسنوات عدّة.

[1] متحوّر دلتا: الطفرة الجديدة من فيروس كوفيد-19 والذي بدأ انتشاره في الهند