info@suwar-magazine.org

الرَّشادُ عكس "التقدم"

الرَّشادُ عكس "التقدم"
Whatsapp
Facebook Share

 

 إنَّ الثمار إنْ لم تنضج لا يفوح عبيرها ولا تكون بذورها صالحة للزراعة ولذلك غالبا ما يترك المزارعون الثمار على أمها حتى تستوي وتطيب وتنضج، وذلك على سبيل المثل، وفي عالم النباتات، أمَّا في عالم البشر، فكيف لنا أنْ نعرف الإنسان الناضج من عدمه، وما هي الدلائل والبراهين على رشده من جهله؟ أليس الرشد والتبصر عكس الضلال والضياع، وعكس الفساد والإفساد؟

 

فما هو الرَّشادُ من وجهة نظرك؟ وما يدل عليه؟ الأقوال أمْ الأفعال، المقدمات أمْ النتائج؟

وما علاقة ذلك بأقوال الأوليين: الأمور بخواتيمها؟

 

  فالبذرة، أي الإنسان، من وجهة نظر تايسون ديشيماروا، تحوي إمكانات أكثر من الثمرة، وهو بقوله هذا يلتقي مع ابن العربي الذي قال: وتعتقد أنَّك جرم صغير  وفيك انطوى العالم الأكبر.

إنَّ بلوغ سن الرشد في أذهان معظم البشر مرتبط بانتصاب القضيب وانتفاخ العضلات وامتلاء العقل بالترهات، من أحكام وشعارات ونظريات، أو امتلاء الجيب بالعملات والثروات، وليس بالأفعال والنتائج، فعلى المستوى السياسي، مثلا، قلة قليلة من السياسيين كانوا ناضجين وراشدين وتمتعوا بقدر عال من الحكمة والرزانة والمسؤولية فجنبوا بلادهم ويلات الحروب الأهلية والخارجية، كغاندي الذي أوصل بلاده إلى بر السلام وانتزع الاستقلال للهند من بريطانيا بأقل التكاليف والخسائر ومثله فعل نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا.

 

إنَّ الرشاد، يعني فيما يعنيه، الاسترشاد بنواميس الطبيعة والكون والانسجام معها، وذلك وفقا لمقولات التاوية وفلسفتها، وليس إشعال الحروب وخلق الفتن والأزمات، ولكي ترى وتعي نواميس الطبيعة والكون أنت بحاجة إلى البصيرة وهذه الأخيرة، إنْ كنت لا تعلم، لا علاقة لها بانتصاب قضيبك ولا بطول قامتك ولا بشهاداتك العلمية أمْ أنَّك ترى أنَّ انتشار الدعارة والمخدرات وصناعة السلاح والاتجار به في الدول "المتقدمة" دليل على النضج والرَّشاد؟ 

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard