محاولات النظام السوري إجهاض الحراك الشعبي في السويداء

لم تفلح حتى الآن محاولات النظام السوري لإجهاض الحراك الشعبي في السويداء. فيما بدت تظهر لجمهور الحراك الآلية الجديدة التي تتبعها الأجهزة الأمنية لخلق الانقسام والفتنة بين المتظاهرين وصولا للصدام وإسقاط الحراك الشعبي.

في غياب اتفاق واضح وعلني حول هيئة إدارة وتنسيق للحراك، تضم ممثلين عن أركان الحراك الثلاث "الشعبي والفصائل والهيئة الروحية" وجد النظام السوري المدخل المناسب لشق الصف، وبدا هذا واضحا في افتعال حالات من الاختلاف في مواقف البعض من الفصائل المسلحة التي أخذت على عاتقها حماية المتظاهرين حول رفع علم الاستقلال في ساحات الكرامة، وبين العديد من المتظاهرين الذين آثروا رفع العلم  والذي اعتمدته الثورة السورية بداية الحراك السوري 2011.

الأخبار المتداولة في السويداء توحي بتوافق بين قادة الإدارات الأمنية في دمشق مع البعض من قادة الفصائل المسلحة لإثارة الشغب والنزاعات الفردية مع بعض الناشطين المدنيين أثناء التظاهر في ساحة الكرامة نهارا ومساء، وفي الوقت نفسه خلق حالة من الهلع والخوف ليلا باختلاق حالات من التشابك يتخللها إطلاق للنار وأصوات تفجيرات.

بالإضافة إلى هذا شهدت السويداء خلال الأسبوع الماضي أعمال خطف وسرقة بعدما غابت هذه من بداية الحراك الشعبي قبل أكثر من أربعين يوماً.

   أحد الناشطين المدنيين طلب عدم الكشف عن اسمه يقول لمجلة صور؛ بدأنا نلحظ التحركات الأمنية وخطرها على الحراك السلمي منذ حادثة إطلاق النار على المتظاهرين أمام فرع حزب البعث، وادعاء هجوم بالأسلحة وقاذفات "ار بي جي" على الفرع لم يظهر أي أثر لها في اليوم التالي.

وفي مظاهرات يوم الجمعة الفائت بات واضحا الجهات المسلحة التي بدأت بتنفيذ الخطط الأمنية من خلال تهجمها على بعض المتظاهرين الذين حملوا أعلام الاستقلال وتهديدها لهم.

مازالت المحافظة تشهد حراكا شعبيا متزايدا وخاصة في المناطق والبلدات الكبيرة من الريف وبقرار ضمني لدى الناشطين بخلق ساحات بديلة في أية حال أدت إلى توقف الحراك في السويداء المدينة.

فقد شهدت مدينة شهبا شمال السويداء مظاهرة مسائية حاشدة يوم الثلاثاء الماضي، استقطبت المئات من أبناء المناطق المجاورة، في الوقت ذاته الذي لم يتوقف فيه المتظاهرون في  بلدة "القريا" جنوب السويداء عن الوقفات المسائية اليومية في صرح "سلطان الأطرش" قائد الثورة السورية الكبرى.

وعلى خط مواز  مازالت الحشود من الزوار  تتوافد  وبشكل يومي دارتي مشيخة العقل في "قنوات والسهوة" حيث التقت مجموعة من نساء الحراك الشعبي مع الشيخ "الهجري" وأكدن له استمرارهن في التظاهر السلمي حتى تحقيق الأهداف المرجوة وعلى رأسها تنفيذ القرار 2254.

وعن هذه الزيارة تقول "نجوى العلي" لمجلة صور؛ لقد طالبت نساء الحراك شيخ العقل بالاستمرار على مواقفه المشرفة وأكدن على تميزه في طرح الدولة المدنية العلمانية التي تحمي كل السوريين وتضمن حياة المواطنة دون تفريق بالانتماءات الدينية والمذهبية وغيرها.

وتضيف "العلي" وقد أثنى الشيخ الهجري على دور النساء المميز في انتفاضة السويداء، وقال لهن "لقد قدمت أبهى الصور الحضارية عن شعبنا السوري إلى العالم"

وما بين السعي الدؤوب لإجهاض الحراك السلمي وبين تمدده أفقيا واستقطابه أعدادا كبيرة من الشباب وطلبة المدارس والجامعات، يبقى الترقب والقلق والتوتر هاجس كل أهالي المحافظة وتبقى الساحات حديث الساعة والخبز اليومي للجميع