info@suwar-magazine.org

الشقاء بين بوذا والذكر الحكيم

الشقاء بين بوذا والذكر الحكيم
Whatsapp
Facebook Share

 

معاناة البشر من حوله لفتت انتباهه، وهو طفل صغير، على الرغم من أحواله الميسورة جدا، كيف لا، وهو الأمير ابن الأمير، وحين غدا شابا يافعا هجر حياة الرغد والدعة حتى زوجته وابنه هجرهما وتاه في الأرض سنين طويلة باحثا عن الحقيقة وعن السبب وراء معاناة البشر حتى اهتدى واستنار،فأُطلِقَ عليه لقب "المستنير" ووضع تعاليم روحية سُميت بالدارما ليساعد البشر من خلال تطبيقها، ممارسة وليس كلاما، على الخلاص من الألم والمعاناة والشقاء، هذا الشقاء الذي جاء عنه في الذكر الحكيم: طه وما أنزلنا عليك القرآن لتشقى.

 

إنَّ أسباب الشقاء، باختصار، من وجهة نظر المستنير بوذا، في داخل الإنسان وفي قلبه حيث التَّكبر والحسد والغضب والشهوات التي تجرح فؤاده وتنغص عليه حياته. كما نغصت حياة العارف بالله شمس الدين تبريزي فابتعد عن الناس والأضواء وحين سأله أحد مريديه: علام تحب الاعتزال يا مولاي والانفراد بنفسك؟

كان جوابه: أخيط جراحا لا ترونها.

فهل هنالك جراحٌ للقلب أكثر من الحسد والغضب والكِبْرُ والشعور بالملل وانعدام الجدوى؟

 

اقرأ أيضاً:

 

          

                         الرَّشادُ عكس "التقدم"

 

 

إنَّ البوذية، بالمعنى الذي ذكرناه آنفا، ليست ديانة ولا عقيدة، لا من قريب ولا من بعيد، بل طريقة علاج وشفاء لأمراض الإنسان. وهذا ما يذكرنا بالآية الكريمة في سورة يونس: يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور.

 

ولذلك تقوم الممارسات الروحية في  معظم المدارس الصوفية على حلقات الذكر بالدرجة الأولى والخلوة بالدرجة الثانية لتطهير القلب من المشاعر السلبية ومن الشهوات، وقد شبه العرب، منذ زمن بعيد، تلك المشاعر السلبية، من حقد وحسد وغيرةٍ، على سبيل المثال، بالنار التي تأكل صاحبها، فغضبك هو الجحيم تقول البوذية.

فهل فهمت شيئا مما سبق أمْ أنَّ عقلك ما زال يتأرجح بين ساقيك؟.

 

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard