info@suwar-magazine.org

ركعتان قبل ممارسة الجنس في ليلة الزفاف

ركعتان قبل ممارسة الجنس في ليلة الزفاف
Whatsapp
Facebook Share

 

أثناء تأديتي الخدمة العسكرية، وبعد أنْ قام رئيس الحرس بدوريته المعتادة ليتفقد التزامنا بالحراسة، جاء من المحرس المجاور الذي يبعد عن محرسي حوالي 100م شاب لا أعرفه سوى بالشكل، طلب مني سيجارة، وبدأ يتحدث معي عن بعض الأمور التي تخصّ حياتنا اليومية في العسكرية، بهدف تبديد الوقت.

 

اللهجة والطائفة

 

 خلال حديثنا قال لي: لهجتك تدل على أنك من أبناء قُرى الساحل. أجبتُ: هذا صحيح. مبتسماً وبلطف قال: حسب معرفتي؛ كل من يتحدث هذه اللهجة هو من الطائفة العلوية. فقلت: غالبيتهم وليس كلهم.

ربما يتساءل البعض، هل يمكن في سوريا معرفة طائفة الشخص من لهجته؟ في أكثر الأحيان يمكن ذلك؛ فمثلاً لهجة سكان مدينة السويداء تدل على أنّ من ينطقها ينتمي للطائفة الدرزية، ولهجة سكان قرى المدن الساحلية للطائفة العَلويّة، ولهجة سكان مدينة حلب للطائفة السنية...

 

لكن هذا الكلام غير قابل للتعميم، فعلى سبيل المثال هناك أشخاص في مدينة اللاذقية يتحدثون بلهجة أبناء القرى العَلويّة، وهم من الطائفة السنية أو المسيحية، لأنهم ولدوا وعاشوا في قُرى العلويين، والعكس صحيح. إلا أنّ نسبتهم  قليلة في الحالتين كلتيهما!

بعد معرفة هذا الشاب إلى أي طائفة أنتمي، سألني عدة أسئلة منها: هل أشرب الخمر؟ هل أخواتي محجّبات؟ هل أصوم في شهر رمضان؟ هل أعراسنا فيها أغاني ويجتمع فيها الرجال والنساء في المكان ذاته؟ وما شابه من الأسئلة المتعلقة بالدين والطقوس والتقاليد الاجتماعية.

 

اقرأ أيضاً:

 

                           أنا كافر لأنني أعسر!

 

 أجبتهُ بأنّ أعراسنا مختلطة، وفيها الكثير من الأغاني، وبأنني أشرب الخمر ولا أصوم في رمضان، وأنّ أخواتي لا يلبسن الحجاب، مضيفاً بأنّ والدي شيخ، وبشكل دائم ينصحني وينصح إخوتي بالالتزام بكل التعاليم التي فرضها الله على عباده، لكنه لم يكن يجبرنا على شيء؛ لأنه مقتنعٌ وملتزمٌ بالآية القرآنية التي تقول: "لا إكراه في الدين!" وكان خلال نقاشه معنا حول الدين يقول: إن الله أعطى الحرية للإنسان بأن يؤمن أو يكفر، حيث قال في إحدى آياته: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..".

 

 أخبرته أيضاً، أنه يوجد نساء في الطائفة العَلويّة يلبسنَ الحجاب، ويصلينَ ويذهبنَ للحج، ويقرأنَ القرآن ويصمنَ رمضان وبعض الأيام من أشهر أخرى. وأنّ كثيراً من الذكور في هذه الطائفة ملتزمون بالصلاة والصوم والزكاة وكل التعاليم والفرائض المذكورة في القرآن والسنة النبوية، ويعتبرون شرب الخمر حراماً، والبعض منهم يعتبر تدخين السجائر والنرجيلة حراماً أيضاً.

تابعت: أنا بأفكاري وقناعاتي وشربي للخمر وعدم التزامي بالصوم وما شابه، لا أمثل كل أبناء الطائفة العلوية بل أمثل نفسي فقط، ويوجد أشخاص مثلي غير ملتزمين في كل الطوائف والمذاهب الإسلامية وغير الإسلامية.

 

الدين وممارسة الجنس

 

 بعد أن أنهيت كلامي لم يوجّه لي أي سؤال، بل راح يسرد لي ولمدة نصف ساعةٍ تقريباً قصة حبه للفتاة التي صارت زوجته منذ ستة أشهر، وكم هو مشتاق لها ومتلهفٌ للحصول على إجازة كي يراها. ثم سألني: هل أنت متزوج؟ أجبته: لا. قال: هل المشايخ في طائفتكم يخبرونكم أنّه عليكم أنْ تصلوا ركعتين قبل ممارسة الجنس مع زوجاتكم ليلة الزفاف؟

فاجأني سؤاله! لدرجة أنني طلبت منه أنْ يُعيده مرة أخرى لأتأكد من أنني سمعت السؤال بشكل صحيح!

 بعد أن أعاد السؤال، قلت له: لم أسمع من أي شيخ في طائفتي ولا من غير طائفتي مثل هذا الكلام!

 قال: ربما لم يخبروك لأنك لم تتزوج بعد، فأنا لم أعلم بذلك إلا قبل ليلة الدخلة بيومين.

 كنتُ على وشك أنْ أقول له: لماذا يجب على الإنسان أنْ يصلي ركعتين قبل أن يمارس الجنس؟! وما الفائدة من هاتين الركعتين؟ هل تجعلان ممارسة الجنس أكثر متعة وتزيدان من كمية السائل المنوي، أو تؤخران عملية القذف؟ وكيف يمكن لشخص يشعر بالإثارة الجنسية أنْ يصلي بدون أن يفكر بالجنس خلال هاتين الركعتين؟!

 

لكنني لم أفعل وقلت: لديّ أصدقاء من عمري ومن طائفتي نفسها متزوجون، ولم يخبرني أيٌّ منهم عن هاتين الركعتين، ولديّ أصدقاء من طوائف ومذاهب إسلامية أخرى متزوجون وتدور بيني وبينهم حوارات ونقاشات حول قضايا كثيرة، منها الدين والجنس، ولم يسبق أنْ أخبرني أحدهم بمثل هذا الكلام، الذي أعتبرهُ تدخلاً وقحاً في شأنٍ خاصٍ وحميمي بين زوجين.

 تابعت كلامي: لقد سمعت من بعض المشايخ أنه لا يجوز في أوقات الصلوات الخمس ممارسة الجنس مع النساء، وأيضاً في شهر رمضان نهاراً، إضافة إلى عدّة ليالي تُعتبر مباركة في شهر رمضان وغيره من الأشهر، إلا أنني لم أسمع أبداً بالركعتين اللتين تتحدث عنهما.

بعد ذلك سألته: هل يجوز صلاة الركعتين بعد ممارسة الجنس ليلة الدخلة أم حصراً يجب أنْ يكون قبله؟ وهل صليتَ الركعتين ليلة دُخلتك؟ أجاب: لا يجوز إلا قبل ممارسة الجنس، ولقد صليتُ في ليلة زفافي!

 

بعد مغادرته، رحت أفكر بيني وبين نفسي كم هم مزعجون وأوغاد هؤلاء المشايخ ورجال الدين الذين يتدخلون في تفاصيل حياة الآخرين، ويخبرونهم ما الذي يجوز ولا يجوز، وما الحرام والحلال! بداية من دخول الحمام بالقدم اليسرى والخروج باليمنى، وأيهما أفضل التبول واقفاً أو جالساً وما شابه من الترهات، مروراً بالعلاقات الاجتماعية والأسرية، وانتهاءً بالزواج وممارسة الجنس.

  وبما أنني لست متزوجاً فقد فكرت أيضاً بكلام هذا الشاب: ماذا لو أن أحد المشايخ في طائفتي أخبرني قبل زواجي بأيام عدة، أنه يجب عليَّ أن أصلي ركعتين في ليلة زفافي قبل ممارسة الجنس، هل سأفعل ذلك؟

 

 مما لا شك فيه أنني لن أفعل! لماذا؟ لأسباب كثيرة منها أنني لست مقتنعاً بما تقوله السلطة الدينية الذكورية التي يمثلها المشايخ ورجال الدين في كل طوائف ومذاهب العالم. إضافة إلى أن ممارسة الجنس بين الزوجين شأن شخصي بحت يخصهما، ولا يحق لأحد في الوجود أن يتدخل فيه ويقول: كيف ومتى يمارسون الجنس، وما الذي يجوز ولا يجوز فيه.

 

الكتاب

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ
هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ

تابعنا على الفيسبوك
إعلان
حقوق النشر © 2019 جميع الحقوق محفوظة للمجلة، تم التطوير من قبل شركة Boulevard