سقوط بشار الأسد
عمّت الاحتفالات أنحاء سوريا ابتهاجًا بسقوط بشار الأسد، بعد حكم دام نحو 54 عامًا لعائلة الأسد. وجاء ذلك عقب سيطرة مسلحين محليين على مدينة دمشق، إثر انهيار قوات النظام وتخلي عناصره عن السلاح.
شهدت سوريا أحداثًا متسارعة، كان أبرزها فتح أبواب المعتقلات والسجون، مثل سجن صيدنايا وسجن عدرا والسجن المركزي في حمص، وخروج الآلاف من المعتقلين. وتزامن ذلك مع وصول الفصائل المسلحة المنضوية تحت غرفة عمليات الجنوب إلى قلب العاصمة دمشق، وإنهاء وجود النظام بشكل كامل، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتأتي هذه المستجدات بعد بدء عملية "ردع العدوان" في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، بقيادة أحمد الشرع، المعروف باسم "أبو محمد الجولاني"، زعيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) والفصائل المعارضة المتحالفة معه في مدينة حلب.
وفي سياق متصل، خرج رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي بكلمة مصورة بثها عبر حسابه على موقع فيسبوك، قال فيها إنه سيبقى في منزله وسيواصل دعم جهود تصريف شؤون الدولة، داعيًا إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة، التي وصفها بأنها "ملك للجميع".
وفي أثناء ذلك، تعرضت العديد من المؤسسات الحكومية للنهب والسرقة، خاصة المصرف المركزي. وصرح محافظ مصرف سوريا المركزي لقناة العربية أن المصرف تعرض لعمليات سرقة مخططة، كما شهدت الليرة السورية تراجعًا حادًا في قيمتها بالسوق السوداء.
الوضع العسكري
أعلنت إدارة العمليات العسكرية فرض حظر تجول في مدينة دمشق، يبدأ من الساعة الرابعة عصرًا وحتى الخامسة فجرًا. وفي شمال شرق سوريا، تشهد منطقة منبج بريف حلب الشرقي اشتباكات عنيفة بين قوات "مجلس منبج العسكري" من جهة، وفصائل غرفة عمليات "فجر الحرية" المدعومة من تركيا من جهة أخرى. وتدور الاشتباكات على عدة محاور، شملت قرى توخار، وعون دادات، وعرب حسن، والعريمة، تزامنًا مع تحليق مسيّرات تركية في الأجواء لدعم تقدم الفصائل.
الدعم الدولي والمواقف السياسية
أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الأحد بقاء القوات الأميركية في شرق سوريا، مشددًا على أن الولايات المتحدة ستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع عودة ظهور تنظيم "داعش".
من جانبه، دعا غير بيدرسون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، إلى إجراء محادثات سياسية عاجلة في جنيف لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254. وشدد على الحاجة الملحة لانتقال سياسي منظم ووضع تدابير انتقالية جامعة.
جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي أدلى به بيدرسون في العاصمة القطرية الدوحة، عقب اجتماعه مع وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا. وأشار إلى أن الوزراء أبدوا دعمهم لهذه الدعوة، معربًا عن أمله في الإعلان عن موعد تلك المحادثات قريبًا.